رسالة إلى الأخوة الأجلاء أصحاب اللُحى والعمائم

 



كتب _ فايز الصياد عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف 

الأُنموذج العلامة لأستاذ/ محمد فؤاد عبد الباقي: 

لعلك تتعجب مما تعجب عمالقة علم الحديث الشريف عندما تنظر إلى هذا الرجل المطربش حليق اللحية موفر الشارب الذي يرتدي الزي الإفرنجي!!! كيف له أن  يقدم كل هذه الخدمات الجليلة للسنة النبوية ،، وعندها تعلم أن خدمة السنة لم تقتصر على أصحاب العمائم واللحى .

ولد الأستاذ رحمه الله في قرية بالقليوبية، ونشأ في القاهرة، ودرس في بعض مدارسها ثم عمل مترجما عن الفرنسية في البنك الزراعي (1905 - 1933) وانقطع إلى التأليف.

وضعف بصره إلى أن كف، قبيل وفاته.وتوفي بالقاهرة.كان يصوم  الدهر، وصاحب عزيمة حديدية .. قال عنه الأديب الكبير المازني " ومحمّد فؤاد عبد الباقي كان في مصر مَرْجِعَ كُلِّ مَن يُلِمُّ في كتابته بأمرٍ من أمور القرآن أو الحديث ، لا يُستثنى من هذا كبار الكُتّاب أو العمالقة .. وقد رجع إليه الدكتور طه حسين عندما كتب كتابَه "عليّ وبنوه " ،، ورغم كبر وأنفة الأستاذ العقاد فقد كان يرجع إليه فيما يتعلّق بصحيح الأحاديث.

** خدمته للسنة النبوية المشرفة 

أولا :- التحقيقات والفهرسة 

١- رقم واستقصى صحيح البخاري الذي حققه السيد محب الدين الخطيب ،، وقد طبعته المطبعة السلفية وتعد هذه الطبعة وهي أشهر طبعات صحيح البخاري

٢- تحقيق فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ،، وطبيعته أيضا المكتبة السلفية وتعد هذه الطبعة هي أشهر طبعات الكتاب 

٣- تحقيق وفهرست صحيح مسلم ،، وقد طبعته دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة في خمسة أجزاء 

٤- تحقيق وفهرسة موطأ الإمام مالك ،، طبعته أيضا دار إحياء الكتب العربية في جزئين 

٥- تحقيق وفهرسة سنن ابن ماجة ،، طبعته دار إحياء الكتب العربية في جزئين

ثانيا :- أفكاره ومصنفاته 

١- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن: وقد استعان فيه بكتاب "نجوم القرآن في أطراف القرآن" للمستشرق الألماني فلوجل، الذي طبع لأول مرة سنة 1842م، والمعجم كتاب جليل القدر فهرس فيه الألفاظ الواردة بالقرآن الكريم مرتب على الأحرف الأبجدية، فقد كان ينظر في كل كلمة من كلمات القرآن الكريم ثم يسرد أول الآية ويذكر رقم السورة واسمها ورقم الآية . ويرتب موادها أبجديًا وفقًا للتصريف اللغوي لكل لفظ، مع بيان ظهور اللفظ بتصريفاته المختلفة. يضع الكلمة وأمامها الآية أو الآيات التي وردت فيها مع التنبيه على المكي والمدني، ثم يسرد أول الآية ويذكر رقم السورة واسمها ورقم الآية. الكتاب في شكل قوائم طولية تشمل اللفظ والسورة التي ورد بها ورقم الآية. 

٢- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث ولقد بذل فيه الرجل جهدا عظيما تنوء بحمله الجبال حيث عمل فيه على إيراد الألفاظ الواردة في الحديث النبوي، وترتيبها على حروف المعجم، مع ذكر عبارة من الحديث التي وردت فيه الكلمة، فإذا أردت معرفة مصدر الحديث، كشفت عنه عن طريق أحد ألفاظه، فتردك إلى مصدره، والمصادر التي اعتمدها فنسك هي: الصحيحان صحيح البخاري وصحيح مسلم، والسنن الأربعة المعروفة، وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، بالإضافة إلى مسند أحمد بن حنبل وهو أكبر كتب السنة، وسنن الدارمي وموطأ مالك. الكتاب من الأعمال العظيمة التي خدمت السنة ويسرت الوصول إلى الحديث، في وقت لم تكن فيه الأقراص المدمجة التي تحوي عشرات الآلاف من الأحاديث، ونستخدمها الآن في الوصول إلى معرفة مصدر الحديث.

٣- جامع مسانيد صحيح البخاري، وهو كتاب يجمع أحاديث كل صحابي أخرج له البخاري على حدة، ورتب أسماءهم حسب الحروف الهجائية، وهو بذلك صورة أخرى لصحيح البخاري المرتب على كتب الفقه وأبوابه. تقدم بهذا العمل إلى مجمع اللغة العربية لنشره، فشكل المجمع سنة 1362 هـ = 1943م لجنة من أعضائه ضمت أحمد بك إبراهيم والشيخين إبراهيم حمروش ومحمد الخضر حسين لدراسة الكتاب، فأشادت بالعمل والجهد المبذول فيه، وانتهى الأمر باعتذار المجمع عن نشر الكتاب، محتجًا بأن العمل أدخل في باب السنة منه في باب اللغة، ويشاء الله أن لا يُطبع الكتاب في حياة مؤلفه وظل حبيس الأدراج، حتى نشر بعد وفاته بفترة طويلة سنة 1991.

٤- جامع الصّحيحين ،، وهذا الكتاب لم يطبع بعد فقد حَدَث أن وجّه إليه فضيلة شيخ الأزهر المرحوم الشيخ مأمون الشّنّاوي دعوةً إلى اجتماع انعقد في 28 فبراير سنة 1950 عن المشتغلين بعلم الحديث وكان الاجتماع مؤلّفاً من : الشيخ أحمد شاكر ، الشيخ عبد العزيز الموافي ، ووكيل الأزهر الشيخ عبد الرحمن حسن ، والشيخ محمد محيي الدّين ، والشيخ الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية في الآستانة، والشيخ رضوان، والأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي .

وبحث المجتمعون موضوعَ جَمْع كتب السُّنّة الستة في كتاب واحد؛ وعلى أيّ غِرار يكون الترتيب ؟ واتّفقوا على أن يكون ترتيبُ الكتاب على حسب ترتيب صحيح مسلم .

وفي 15 أبريل وُكِلَ إلى الأستاذ فؤاد عبد الباقي العملُ على جمع أحاديث صحيح البخاري ومسلم مقابل مبلغ ثلاثين جُنيها شهرياً ، زيد سنة 1951 إلى أربعين جُنيهاً ، وانتهى العمل في سنة 1952 بعد أن بلغ ما تقاضاه فيه ألفاً ومئة جنيه .

ثمّ تألّفتْ لجنةٌ من ثلاثة مشايخ لمراجعة الكتاب منها الشيخ عبدالفتاح العناني شيخ المالكة والكتاب يقبع الآن في خزنة حديدية بالجامع الأزهر.

٥- كتابه الأشهر اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان

رحم الله الرجل رحمة واسعة.

أحمد لطفي السيد.

تعليقات

المشاركات الشائعة