من تواضع لله




كتب _ فايز الصياد 

دخل رجل من بني عبس إلى سوق المدائن، فاشترى أشياء كثيرة

ثم التمس حمَّالا ليحمل له أغراضه، فوجد رجلًا واقفًا في السوق

فناداه، فقال: احمل لي رحمك الله.

فجاء الرجل فحمل له أغراضه وسار بجواره، فكلما مروا 

على ملأ من الناس نظروا إلى الحمّال ..

وقالوا السلام عليك يا أبا عبدالله!!!

فتعجب الرجل العبسي من هذا الحمّال الذي يعرفه 

أهل المدينة كلهم ويحتفي به وجهاء الناس، ويوقرونه 

ويحترمونه ويلقون عليه السلام بهذا الاحترام الشديد.

فقال الرجل للحمّال : من أنت يرحمك الله.

قال الرجل : أنا عبد من عباد الله.

فمروا على جماعة : 

فقالوا للحمّال : السلام عليك يا أبا عبدالله.

فأخذ الرجل بيد أحدهم وقال له : من هذا ؟

فقال : هذا أبو عبدالله سلمان الفارسي صاحب رسول الله 

صلى الله عليه وسلم، وأمير المدائن!!!

فأُخذ الرجل [ يعني شعر بالحرج والحياء ]

فقال : يرحمك الله لم أعرفك، ادفع لي أغراضي أحملها.

قال سلمان : لا والله حتى تصل إلى منزلك!.

 [ سير أعلام النبلاء(٥٤٦/١) ].

تعليقات

المشاركات الشائعة