الجزء الخامس من دراسة الانتصار العسكرى

 


كتب - جمال النجار 

الجزء الخامس من دراسة الانتصار العسكرى المصرى على دول العدوان الثلاثى فى الميزان العسكرى والاستراتيجى

سير العمليات العسكرية 

 والانذار الانجليزى الفرنسى 

 اليوم الثلاثاء ٣٠ اكتوبر ١٩٥٦

 مع اشراقه انوار الفجر 

  تسعه الويه مشاة ومدرعات  اسرائيليه ( ٢٧ كتيبة )مدعمه بالدبابات تقتحم الحدود المصرية وتهاجم ست كتائب مصريه تدافع عن كل سيناء وطبقا للتخطيط الاسرائيلى والعلوم العسكرية كان يفترض ان تتمكن التسعه الويه الاسرائيليه من ابادة الست كتائب المصرية بسهوله نظرا لفارق القوة الرهيب ثم تتقدم التسعه الويه باقسى سرعه لتصل ال قناة السويس ظهر ذلك اليوم لتعطى مبرر  للانذار الانجليزى الفرنسى طبقا للخطه ( موسيكتير ) 

  اللواء الإسرائيلى 202 مظلات يهاجم  منطقة التمد التى كانت بها كتيبة من سلاح الحدود المصرى قاتلت الكتيبة المصرية ببسالة وتمكنت من ايقاف تقدم اللواء الاسرائيلى وصده بعد ان كبدته خسائر كبيرة  رغم فارق القوة الكبير لصالح القوه الاسرائيلية

 القوات الاسرائيليه تنجح فى تمهيد ممر لهبوط الطائرات بممر متلا لتتمكن من الحصول على الامدادات بواسطه الطائرات

 أربع طائرات ميج 15 مصرية تلقى بقذائفها على كتيبة المظلات الإسرائيلية فى ممر متلا  وتكبدها خسائر جسيمة وتدمر الممر الذى انشأته القوات الاسرائيليه وتدمر طائرة اسرائيلية عليه  وشارون ( قائد قوة المظلات ) يستنجد بقيادته ويطلب دعم الطيران الاسرائيلى 

الكتائب المصرية فى شرم الشيخ والعريش وممر متلا وابو عجيله

تتمكن كلها من صد هجوم الالويه الاسرائيلية وتجبرها على التوقف بعد ان كبدتها خسائر كبيرة

البارجة الفرنسية ( لاجوس ) تقوم بقصف القوات المصرية فى العريش من البحر فى محاوله لفتح الطريق للقوات الاسرائيلية

 القيادة المصرية تأمر بعبور الفرقه الرابعه المدرعة ( ٢٠٠ دبابه ) ولواء مشاه مدعم( عشرة الاف مقاتل ) الى سيناء واعادة تجميعهم فى منطقه ( بير وروض سالم ) استعدادا  لابادة القوات الاسرائيلية المعتدية بالتعاون مع الطيران المصرى 

العاشرة صباحا 

بدأ تحميل قوات الغزو الانجليزية على السفن بقاعدة مالطة 

  في تمام الحادية عشر صباحا

 قامت اربع طائرات مصرية بقصف اللواء 202 الاسرائيلي وأوقعت به خسائر كبيرة ، ولم ينتهي الامر عند هذا الحد بل افتتح المصريين حفلة تعذيب للواء 202 مظلات اسرائيلي فتم ارسال السرب الخامس قاذفات  تحت حماية الميج-15 وقامت القاذفات المصرية بضرب اللواءالاسرائيلي بشدة واحدثت به خسائر كبيرة 

الظهر حاولت عشر مقاتلات إسرائيلية مهاجمة قاعدة كبريت الجوية على قناة السويس وتصدت لها سبع مقاتلات ميج 15 مصرية  وتم إسقاط مقاتلتين مستير وفقدت ميج واحدة

  اعتبارا من بعد الظهر

  الطيران المصرى يقوم  بضرب مطار ( رامات دافيد ) باسرائيل كما تم ضرب مطار ( عكير ) الإسرائيلى وكذلك مطار ( كاستينا ) داخل اسرائيل

 وإستمر نشاط المقاتلات المصرية فى سيناء حيث هاجمت قوة برية إسرائيلية كانت تتقدم لتعزيز قوة المظلات (لواء 202) الاسرائيلى 

 الطائرات المصرية قامت بقصف اللواء السابع مدرع الاسرائيلى واحدثت به خسائر كبيرة اجبرته على التوقف

الثالثه والنصف عصرا

حشدت قيادة سلاح الطيران الاسرائيلي 37 طائرة  واصدرت اوامرها بضرب المواقع المصرية وخاصه  القوات التي تتحرك في اتجاه ممر متلا حتى لا تصل الى قوات المظلات الاسرائيلية وتبيدها .

وحدث الاشتباك الجوي الاول عندما اشتبكت اعداد من هذه الطائرات مع ثمانى طائرات مقاتلة مصرية  اقلعت من مطار كبريت لتواجه الطائرات الاسرائيلية المهاجمة 

 ولكن الطائرات الاسرائيلية اضطرت الي الفرار فى مواجهه استبسال الطيارين المصريين 

 وانتهي الاشتباك بخسارة مصر لطائرتين ميج-15 في مقابل اسقاط اربعة طائرات اسرائيلية 

الخامسه مساء

 وردا علي المحاولة الاسرائيلية  قامت القاذفات الثقيلة المصرية من طراز ( ايل-28 ) بمهاجمة المطارات الاسرائيلية في كل من ( تل نوف / ايلات / رامات راشيل ) واحدثت بها خسائر كبيرة  

وسارعت اسرائيل بطلب تدخل الطيران الفرنسى لحمايه اسرائيل وقواتها طبقا لبرتوكول ( سيفر )

الطيران الفرنسى يقوم بالقاء امدادات لقوات المظلات الاسرائيلية المحاصرة فى ممر متلا 

 الانذار الانجليزى الفرنسى

 الساعة السادسة والربع من مساء

 يوم 30 أكتوبر 1956

توجه السير /  إيڤون كيركپاتريك 

 السكرتير الدائم في الخارجية البريطانية

 وفي صحبته

 السيد / كريستيان بينو

وزير الخارجية الفرنسى

  إلى السفارة المصرية في لندن وسلما إلى السفير المصري انذارا موجها من كل من فرنسا وبريطانيا 

(أنجلو-فرنسي مشترك)

 توجهه كل من الدولتين إلى كل من مصر وإسرائيل، وتسلم القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية نفس الإنذار بعد عشر دقائق من تسليمه للسفير المصري

 وأعطت الدولتين مصر واسرائيل مهلة 12 ساعة لقبوله 

وجاء في انذارهما:

أن الحرب القائمة بين مصر وإسرائيل من شأنها أن تعطل حرية الملاحة في قناةالسويس ولذلك وحتى تقف الحرب فوراً ولكي تستمر حرية الملاحة  طلبت الحكومتين البريطانية والفرنسية ما يلي:

1 - إيقاف العمليات الحربية في الأرض والبحر والجو

2 - أن تتراجع كل من القوتين المتحاربتين وتنسحب القوات العسكرية الى مسافة عشرة أميال من قناة السويس

3 - تقبل مصر احتلال القوات البريطانية والفرنسية للمواقع الرئيسية في بورسعيد والأسماعيلية والسويس.

4 - ترد وتجيب الدولتان على هذه المطالب في مدى 12 ساعة في موعد أقصاه الساعة السادسة والنصف من صباح الثلاثاء 31 أكتوبر ، على أنه اذا انقضى هذا الأجل ولم تنفذ أحد الدولتين أو كلتاهما هذه المطالب فإن القوات المسلحة لكل من بريطانيا وفرنسا ستتدخلان بالقدر وبأى قوة يرونها ضرورية لضمان الأمتثال لهذا التبليغ ولضمان اجابة طلبهما.»

صدر هذا الانذار فى وقت كانت الملاحه مستمره فى قناة السويس بدون اى تهديد لها فلم تقم مصر بفرد المعابر واغلاق القناة لتعبر الفرقه الرابعه المدرعة وقوات المشاه  وانما اصدرت القيادة المصريه اوامرها ان تستمر الملاحه فى قناة السويس على ان تعبر القوات المصريه فى الفواصل الملاحيه بين السفن على المعديات مع ما يمثله ذلك من جهد ووقت على القوات وكان هدف القيادة الا تعطى ذريعه لاى طرف للتدخل بدعوى الحفاظ على استمرار الملاحه

 وفى وقت كان الجيش المصرى ممثلا فى ست كتائب مصرية فقط

قد تمكن من صد الهجوم الاسرائيلى والحق بالقوات الاسرائيلية خسائر فادحه اجبرتها على التوقف 

 وكانت اقرب قوه اسرائيلية لقناة السويس محاصرة على مسافه ( ٦٥ كيلو متر ) من القناة وتتعرض لقصف مصرى قوى يكبدها خسائر هائله بينما تستعد الفرقه الرابعه المدرعة المصرية وقوات المشاه التى ترافقها للاندافع لابادة القوات الاسرائيلية وتطهير سيناء منهم 

وكان تنفيذ مصر لهذا الانذار يعنى

 ترك مصر كل سيناء لاسرائيل بدون قتال

  وقبول مصر لعودة الاحتلال الانجليزى لمصر 

وقبول مصر لعودة شركة قناة السويس الى فرنسا

وكان من الطبيعى ان ترفض مصر الانذار

وسارعت اسرائيل الى اعلان قبولها للانذار رغم ان بروتكول سيفر كان يحتم عليها ان ترفضه لتعطى مبرر لتدخل انجلترا وفرنسا

ولكن

امام الخسائر التى لحقت بالجيش الاسرائيلى ورغبه من اسرائيل فى توريط الدولتين فى القتال خشيه ان يغدروا بها ويتركوا جيشها تحت رحمه الجيش المصرى اعلنت اسرائيل قبولها الانذار  لتبدو فى نظر العالم الدوله التى تبحث عن السلام ( رغم انها الدولة المعتدية !!!!!! ولكنه الكذب الصهيونى )

 لقد افشل الجيش المصرى بقتاله المؤامرة  بأكملها

فالانذار وضع على اساس ان القوات الاسرائيلية بتفوقها العسكرى ستنجح فى الوصول الى الضفة الشرقية لقناة السويس قبل مساء يوم ٣٠ اكتوبر وقبل اصدار الانذار

ولكن

الجيش المصرى بصمود قواته واستبسالها فى القتال نجح فى افشال ذلك 

 واندهش الاحرار والعقلاء فى كل العالم من كذب ونفاق وظلم هذا الانذار

كيف تنسحب اسرائيل لمسافة ١٥ كيلو متر من ضفه القناة بينما اقرب قوات لها تبتعد ٦٥ كيلو متر عن ضفه القناة !

واسقط ذلك الانذار كل اقنعه الحرية وحق الشعوب فى الحرية واحترام سيادة الدول تلك الاقنعه التى ارتدتها الامبرياليه الامريكية والغرب التابع لها لخداع الشعوب

وكان ذلك بدايه الاحراج لامريكا التى كانت تقدم نفسها للعالم باعتبارها الراعى الرسمى لحريه الشعوب واحترام ارادتها واحترام استقلال الدول واحترام القانون الدولى واحترام مبدأ عدم التدخل فى شئون الدول الاخرى ورفض مبدأ العدوان

وها هم اكبر اتباع امريك وبحمايتها ورعايتها يعتدون على كل ذلك 

هذا الانذار الغاشم والذى ادى نجاح الجيش المصرى فى منع وصول القوات الاسرائيلية الى قناة السويس فى التوقيت المحدد بالمؤامرة الى فضح ظلمه وفضح المؤامره كلها وضع قادة بريطانيا وفرنسا المتأمرين فى مواجهه كل الشرفاء فى العالم حتى فى بلادهم 

وهو ما فجر غضب كل الشرفاء فى العالم ضد هذا العدوان

( الصورة لدبابة اسرائيليه مدمرة فى سيناء اثناء العدوان عام ١٩٥٦ )

نلتقى غدا لنعرف لماذا انهار بن جوريون رئيس وزراء اسرائيل وطالب بالغاء مشاركة اسرائيل فى العدوان وسرعه سحب  الجيش الاسرئيليى من سيناء 

 والعدوان الانجليزى الفرنسى  على مصر وكيف تصرفت مصر لمواجهته 

تعليقات

المشاركات الشائعة