الميزان العسكرى والاستراتيجى

 



كتب - جمال النجار 

الجزء الرابع من دراسه الانتصار العسكرى المصرى على دول العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ فى الميزان العسكرى والاستراتيجى 

سير العمليات العسكرية

فى ٢٨ فبراير ١٩٥٥ قامت قوه من الجيش الاسرائيلى بمهاجمه معسكر للجيش المصرى فى شمال قطاع غزة الخاضع للادارة المصرية منذ عام ١٩٤٨ 

وقد استشهد فى هذا العدوان ١٥ شهيد مصرى واصيب ١٩ جندى مصرى 

وقتل ثمانية اسرائيليين وجرح تسعه جنود اسرائيليين 

وادانت الامم المتحدة ذلك العدوان الاسرائيلى الغادر

وردا على هذه الغارة قامت مصر بتنظيم الجماعات الفدائيه الفلسطينية ودعمها لتقوم بعملياتها الفدائيه داخل فلسطين انطلاقا من قطاع غزة وسيناء

وهكذا اشعلت اسرائيل نيران العداء على خط حدودها مع مصر 

وادرك عبد الناصر حتميه تزويد الجيش المصرى باسلحه حديثه لمواجهه العدو الاسرائيلى المتربص بمصر

واتجه عبد الناصر الى امريكا وانجلترا والغرب طلبا لشراء اسلحه

ولكنهم رفضوا

بينما كانت فرنسا وامريكا يسارعون فى تسليح الجيش الاسرائيلى 

ولم يجد عبد الناصر مفرا امامه الا اللجوء للمعسكر الشرقى والاتحاد السوفيتى

تم عقد صفقه الاسلحه السوفيتيه بمسمى صفقه(الاسلحه التشيكية ) وهو ما اعتبرته امريكا والغرب بمثابه اعلان حرب عليهم من مصر

وكأن المطلوب كان  ان تظل مصر على ضعفها  بينمايسلحون هم اسرائيل لتتمكن من ابادةالعرب

فى منتصف اغسطس ١٩٥٦ كانت المدمرتان المصريتان ( المدمرة القاهره / المدمرة الفاتح ) قد اتمتا اجراء الصيانه فى بريطانيا وتستعدان للعودة الى مصر لكن السلطات البريطانية احتجزت ذخيرة المدمرتان رغم قيام مصر بدفع ثمن هذه الذخيرة 

وعندما ابلغ قادة المدمرات القيادة المصريه امرتهما بالابحار  ومغادرة انجلترا فورا حيث افادت معلومات المخابرات المصرية ان انجلترا تنوى احتجاز المدمرتان ومنعهما من التوجه الى مصر

افادت معلومات مؤكدة للمخابرات المصريه ان هناك تحركات عسكرية انجليزية كبيرة فى ليبيا باتجاه الحدود المصرية 

رصدت الاجهزه المصريه تحركات بحريه كبيرة للبحرية الانجليزية والفرنسيه فى مواجهه سواحل الاسكندريه 

 ادركت القيادة المصرية ان هناك شىء ما يدبر ضد مصر

 فى اغسطس عام ١٩٥٦ 

 قامت مصر بحشد جزء من قوتها الرئيسيه فى اتجاه الاسكندرية لمواجهه اى عدوان يحدث من هذا الاتجاه

 وفى نفس الشهر اغسطس ١٩٥٦ 

قامت المخابرات العامة المصرية

 بقيادة السيد / زكريا محيى الدين 

بتكليف بعض من ضباط المخابرات الذين لهم خبره بالعمليات الفدائية بتنظيم مجموعات سريه من الفدائيين المصريين بمدن القناة تحسبا لاى شىء يحدث

- فى بورسعيد تم انتداب الصاغ يحيى القاضى من القوات المسلحة لقيادة المقاومة السرية بصفته من أهل بورسعيد

ـ وفى القنطرة الملازم سلامة عثمان 

 وفى السويس الملازم يحيى راشد 

وفى الشرقية الصاغ لطفى واكد

ـ وفى الاسماعيلية تم انشاء مركز القيادة الرئيسى للنشاط الفدائى بكل مدن القناةوتم انشاء مركز تدريب للمتطوعين وكان فيه الصاغ ( رائد ) / عبد الفتاح أبو الفضل

رائد / سعد عفره 

رائد / كمال رفعت 

 النقيب /  سمير محمد غانم

( نقلا من مقال للواء / سمير محمد غانم 

وكيل ادارة المخابرات العامه المصرية )

وصلت معلومات مؤكدة لمصر انه يجرى تشوين وتخزين كميات كبيره جدا من العتاد العسكرى بميناء حيفا الاسرائيلى بصوره اكبر من احتياجات الجيش الاسرائيلى 

‏٢٢‏ أكتوبر ١٩٥٦ يصل بن جوريون رئيس وزراء اسرائيل الى باريس

 حيث أخذ يطالب بضمان علي شكل معاهدة يوقعها الأطراف الثلاثة‏ على الخطه النهائيه للعدوان على مصر 

وبعد لقاءات مطوله 

وفي يوم ‏٢٤‏ أكتوبر 

 وفى منطقه ( سيفر ) احدي ضواحي باريس‏ تم توقيع  خطه العدوان على مصر باسم الخطه 

( موسكتير المعدلة  النهائية‏ )

ووقع الاتفاق كل من

عن الجانب البريطانى

 باتريك دين

المستشار القانوني للحكومة البريطانية 

وعن الجانب الفرنسى 

 كريستان بينو

وزير خارجية فرنسا

وعن الجانب الاسرائيلى

ديفيد بن جوريون

رئيس الوزراء ووزير دفاع إسرائيل

 عاد بن جوريون الى اسرائيل يوم ٢٤ اكتوبر ١٩٥٦ ليبدأ فورا العد التنازلى للعدوان على مصر

 اليوم الاحد ٢٨ اكتوبر ١٩٥٦

فى الثامن والعشرين من أكتوبر ١٩٥٦ ـ أى قبل وقوع العدوان بيوم واحد ـ وردت معلومات مؤكدة عن اعتزام إسرائيل شن هجوم عسكرى على مصر، 

قرر الرئيس عبد الناصر إبلاغ هذه المعلومات للقيادة العسكرية 

( مقال لسامى شرف سكرتير الرئيس عبد الناصر )

بدايه الحرب

 اليوم الاثنين ٢٩ اكتوبر ١٩٥٦ 

 صباح يوم ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦ أصدر الرئيس جمال عبد الناصر توجيهات بانتشار جميع الأجهزة الحساسة والسيادية لتحتل أماكن تبادلية وعدم التجمع فى مكان واحد ، وقد جرى بالفعل توزيعها على أكثر من موقع؛ فانتقلت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى مبنى تبادلى فى حديقة الزهرية بالزمالك أمام نادى ضباط الشرطة ، وانتقل مكتب الرئيس للشئون السياسية وسكرتارية المعلومات إلى المبنى الجديد الذى تشغله حاليا وزارة الحكم المحلى

وقد تم تركيب شبكة اتصالات كاملة وتبادليات بين هذه المواقع وبعضها ( نفس المقال لسامى شرف )

مع مقدم مساء ذلك اليوم بدأ الهجوم الاسرائيلى لكى لا يتمكن الطيران المصرى من التدخل ضد القوات الاسرائيليه لدخول الليل

بدأت العمليات بإسقاط كتيبة من جنود المظلات الاسرائيليين شرق ممر متلا

على بعد حوالى ٦٥ كيلومتر شرق القناة جرى الإسقاط  بعدد ١٦ طائرة ( نورأطلس ) فرنسية

وفى نفس التوقيت قامت القوات البريه الاسرائيليه بالهجوم على قطاع غزة 

وقامت القوات المدرعة وقوات المشاه الاسرائيليه بمهاجمه القوات المصريه على الحدود فى مناطق ( الكونتلا / رأس النقب / نخل ) بسيناء 

ردا على هذا العدوان الاسرائيلى الغادر  وخلال  ليلة ٣٠ / ٢٩  أكتوبر 

قامت القاذفات ( أليوشن ) المصرية بقصف المطارات  الإسرائلية داخل اسرائيل   (مطارعكير  / ومطار رامات ديفيد / ومطار كاستنيا 

 وإستمر الهجوم طوال الليل مسبباً خسائر دلت عليها إرتفاع ألسنة النيران الناتجة عن القصف .

( اللواء طيار أ.ح / على محمد لبيب فى كتابه

القوة الثالثة ـ تاريخ القوات الجوية المصرية ــ طبعة عام ١٩٧٧  )

نلتقى غدا لنستكمل سير اعمال القتال 

يتبع ..




تعليقات

المشاركات الشائعة