الانتصار العسكرى المصرى على العدوان الثلاثى

 


كتب - جمال النجار 

 الجزء الثالث من دراسة

الانتصار العسكرى المصرى على العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ فى الميزان العسكرى والاستراتيجى

والان لنرى الخطه العسكرية التى وضعت لتنفيذ العدوان :

 يبدأ التجهيز بحشد الاحتياجات اللوجستيه 

( الوقود / الذخيرة / قطع الغيار للاسلحه والمعدات / الاحياجات الطبيه / الطعام / معدات وتجهيزات الايواء ... الخ )

 للقوات الانجليزية والفرنسية بميناء حيفا الاسرائيلى 

على ان تتولى القوات الفرنسيه حمايه الميناء 

تقوم القوات الانجليزيه فى ليبيا بتحركات كثيرة يرافق ذلك تحركات للبحريه الانجليزية تجاه الاسكندرية  للفت نظر القيادة المصريه للغرب لتقوم بحشد القوات الرئيسيه للجيش المصرى تجاه الاسكندريه والسلوم  بعيدا عن الاتجاه الحقيقى للغزو الذى تقرر ان يكون على بورسعيد

تقوم القوات البرية الاسرائيلية

 بالعدوان على سيناء ومهاجمه القوات المصريه على خط الحدود بين مصر واسرائيل لاجبار مصر على دفع قواتها الرئيسيه الى سيناء 

تقوم القوات الاسرائيليه 

   باسقاط قوات مظلات فى منطقه المداخل الغربيه للمضايق فى سيناء على مسافه ٣٠ كيلو كم قناة السويس لعزل وحصار القوات المصريه فى عمق سيناء 

على ان تلحق قوات المشاة والمدرعات الاسرائيليه تلك القوات بعد قضائها بسرعه بمشاركة الطيران الفرنسى على هذه القوات على ان تتجنب اى دفاعات مصرية قويه

 وتنطلق باقصى سرعه لتصل الى قوات المظلات على المداخل الغربية للممرات ثم تتحرك كل القوات   للاقتراب من قناة السويس بسرعه لصنع تواجد عسكرى اسرائيلى على الضفه الشرقية للقناه يتيح لانجلترا وفرنسا التدخل بزعم حمايه حريه الملاحه بالقناة 

وتترك امر الدفاعات المصريه القويه فى حاله وجودها للطيران الفرنسى ليتولى تدميرها ومن ينجو منهم من الموت بالقصف الفرنسى سيموت جوعا وعطشا بعد حصاره بسيناء

على ان يتولى الطيران الفرنسى حمايه اسرائيل وجيشها وتشاركه البحرية الفرنسيه فى حمايه السواحل الاسرائيلية وخاصه ميناء حيفا الاسرائيلى

 الذى تقرر ان يكون القاعدة اللوجستيه للاساطيل الفرنسية والانجليزية وان تخزن فيه كل احتياجات الاساطيل من اسلحه وذخيرة ومعدات وقطع غيار ووقود وطعام واحتياجات الايواء ...الخ 

يصدر انذار انجليزى فرنسى لمصر واسرائيل بالابتعاد عن قناة السويس بمسافه عشرة كيلو مترات لتأمين الملاحه فى القناة وفى حاله رفض الانذار تتدخل الدولتان بالقوه لتنفيذ ذلك وتقوم اسرائيل برفض الانذار وبالتاكيد سترفضه مصر

مما يبيح للقوات الفرنسيه والانجليزية التدخل عسكريا 

تقوم القوات الانجليزية والفرنسيه بمهاجمة كل المطارات المصرية فى توقيت واحد  لتدمير الطيران المصرى  بضربه جويه مفاجئه لحرمان الجيش المصرى من الحصول على اى دعم  قتالى من الطيران المصرى

وضمان الامان المطلق والتام من اى اخطار قد يشكلها الطيران المصرى على القوات المعتدية 

مع مهاجمه المدن المصريه من الاسكندرية الى اسوان مع التركيز على القاهره والاسكندرية ومدن القناة الثلاثه 

 لاثاره حاله من الغضب الشعبى ضد نظام عبد الناصر

مع مهاجمه وتدمير التجمعات العسكريه للجيش المصرى 

 تقوم الاساطيل الانجليزية والفرنسية باقتحام قناة السويس للوصول الى الاسماعيلية والسويس 

لعمل انزال بحرى بالاسماعيلية والسويس

 ( تكرار لخطه الغزو التى استخدمت ايام الثورة العرابية سنه ١٨٨٢ )

يقوم الاسطول الانجليزى بالبحر الاحمر والمكون من حاملة طائرات وبارجه وثلاث مدمرات ومجموعه من سفن الدعم

يقوم بمساعدة القوات الفرنسيه بالاستيلاء على السويس ثم يقتحم قناة السويس للوصول الى الاسماعيلية 

 تقوم القوات الانجليزية والفرنسيه بعمل انزال جوى وبحرى للاستيلاء على بورسعيد

ثم تتحرك القوات الانجليزية غرب القناة

يتم عمل انزال جوى بالاسماعيلية للسيطرة على مبنى هيأة قناة السويس ورفع العلم الفرنسى عليه 

مع انزال جوى فرنسى انجليزى على السويس  لمشاركه الانزال البحرى فى السيطرة على ميناء السويس والمدينة 

 بينما تتحرك القوات الفرنسيه شرق القناة 

للوصول الى الاسماعيلية والسويس 

وبذلك يكون قد تم حصار الجيش المصرى فى سيناء

 ويتم تدميره بواسطه الطيران الفرنسى والانجليزى والاسرائيلى والقوات البريه الاسرائيليه 

بينما تتولى القوات البريه الانجليزية والفرنسيه تدمير اى قوات مصريه غرب القناة

ويتولى الطيران الانجليزى والفرنسى تدمير باقى القوات المصريه فى كل انحاء مصر 

وتصبح مصر بلا جيش

 يتم ترك جزء من القوات العسكريه لاحكام السيطرة على مدن القناة الثلاثه ( بورسعيد / الاسماعيلية / السويس )

 وتتحرك باقى القوات للاستيلاء على القاهره واسقاط نظام عبد الناصر 

وتحدد لاتمام تنفيذ الخطه ثمانيه ايام كحد اقصى قبل ان يتحرك العالم للتصدى للعدوان 

(( تبدأ فى ٢٩ اكتوبر ١٩٥٦ / وتنتهى فى ٥ نوفمبر ١٩٥٦ )

لصنع امر واقع يكون العالم مجبرا على قبوله والاعتراف به 

ونظرا لفارق القوه العسكرية الرهيب الذى سبق ايضاحه 

كانت الحرب مجرد نزهه لجنود الدول المعتديه على ضفاف قناة السويس تنتهى بنزهه على ضفاف النيل يوم ٥ نوفمبر

العوامل التى كانت تؤثر على الخطه :

اولا : ثلثين البترول الذى يصل الى اوروبا من المشرق العربى وايران يمر عبر قناة السويس ولهذا لا يجب ان تغلق القناة حتى لا يؤثر ذلك على الحياة فى اوروبا 

وكان هذا عنصر ضغط رئيسى يحتم الانتهاء من المهمه باسرع وقت بحيث لا تتجاوز ثمانيه ايام كحد اقصى يعاد بعدها فتح القناة للملاحه فورا لتصل شحنات البترول الى اوروبا 

رغم وجود تعهد امريكى بامداد بريطانيا وفرنسا بالبترول فى حاله احتياجهم 

ثانيا : الثلث الاخر من البترول يصل لى اوروبا عبر خط انابيب البترول من العراق مارا بسوريا

ثالثا :من المتوقع ان يحاول الاتحاد السوفيتى دعم نظام عبد الناصر سياسيا لهذا ينبغى ان تنتهى الحرب فى ثمانيه ايام فقط حتى لا يتاح للاتحاد السوفيتى تقديم دعم حقيقى لمصر 

رابعا : اكدت جماعه الاخوان وبقايا نظام البشوات القديم انهم قادرون على اشعال ثوره شعبيه فى مصر ضد نظام عبد الناصر ولكن لا يجب ان يستمر الامر طويلا حتى لا يستطيع النظام المصرى جمع انصاره وتحريكهم ضد الغزو 

خامسا : ستتظاهر امريكا بانها فوجئت بالعدوان وانها على الحياد ولهذا يجب سرعه انهاء الحرب واحتلال القاهره واسقاط نظام عبد الناصر فى ثمانيه ايام لفرض امر واقع ستعترف به امريكا فورا وتقدم له الغطاء السياسى والدعم المعلن بكل قوتها  

كانت هذه هى العوامل اثرت بقوة على الخطه العسكرية وحتميه سرعه تنفيذها فى ثمانيه ايام فقط لفرض امر واقع على العالم قبل ان ينتبه العالم ويبدأ التحرك للتصدى للموقف 

والان لنرى كيف سارت العمليات العسكرية فعليا على الارض

او كيف سارت النزهه الانجليزية الفرنسية الاسرائيلية 

وهل كانت نزهه فعلا ام تحولت الى جحيم وماذا حولها الى جحيم هل هو الانذار الروسى والتدخل الامريكى ام قتال وارواح ودماء المصريين جيش وشعب والتى بذلوها للدفاع عن مصر

نلتقى غدا

تعليقات

المشاركات الشائعة