حقيقة ثغره الدفرسوار

 



كتب  - جمال النجار 

حقيقة ثغره الدفرسوار

( دراسة تاريخية للرد على اكاذيب رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو وادعاؤه الكاذب فى تويته ان اسرائيل تمكنت من تغيير اتجاه حرب اكتوبر وحققت النصر بمعركة الدفرسوار )

اساتذتى الافاضل

اثناء حرب اكتوبر وعقب انتهائها اعترف قادة اسرائيل وامريكا ومعهم كل العالم

اعترفوا واقروا بالانتصار العبقرى للجيش المصرى فى حرب اكتوبر والهزيمه العسكرية الساحقه التى لحقت بالجيش الاسرائيلى وامريكا التى قاتلت بكل قوتها وقدراتها بجانب الجيش الاسرائيلى منذ اليوم الاول للقتال

لكن

بمرور السنين ادركت الأله الاعلاميه الصهيونية خطوره ترسيخ الانتصار المصرى والهزيمه الاسرائيلية الامريكية

فبدات محاولات سرقه الانتصار المصرى بنشر الاكاذيب معتمدين على ضعف الذاكرة العربيه

وهكذا 

بدأ التركيز على كلمه ( الثغره ومعركة الدفرسوار )

وصوروها كعبور مماثل للعبور المصرى لقناة السويس لتكون نتيجه الحرب هى التعادل ( عبور مصرى للشرق يعادله عبور اسرائيلى للغرب ) وكانها مباراة فى كرة القدم 

وراهنوا على قوه اعلامهم وقدرته على صنع الاكاذيب ونشرها فى مواجهه اعلام عربى مغيب وجاهل وغبى فى افضل احواله وخائن وعميل فى واقعه

لهذا علينا الا نسمح لهم بسرقه انتصارنا

واسمحوا لى ان اعرض عليكم حقيقه تلك الثغره كما كانت فعلا

ولنبدأ برؤيه علماء وخبراء الاستراتيجيه لها ومعهم رؤيه قادة الجيش الاسرائيلى الذين نفذوا تلك الثغره بانفسهم 

والحق ما شهدت به الاعداء

ولنبدأ  مع

الجنرال اندريه بوفر

مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالجيش الفرنسى عام ١٩٧٣ كان يصنف كاكبر مفكر وخبير استراتيجى فى العالم

 ووقف الجنرال / أندريه بوفر 

ليصف ثغره الدفرسوار من وجهه النظر الاستراتيجية بقوله  

( إن القوات الاسرائيليه فى غرب القناة كانت رهينة فى ايدى القوات المصرية إذ أنها كانت بدون عمق استراتيجى مما كان يحول بينها وبين القدرة الفعالة على الدفاع أو الهجوم المؤثر بالاضافه إلى أنها كانت فى قلب الحشد العسكرى المصرى وبناء عليه فان هذه العملية لم تكن سوى دعاية تليفزيونيه )

اندرية بوفر

بينما علق الخبير والمؤرخ العسكرى الانجليزى العقيد / ادجار اوبلانس

بقوله (  هناك من وصف ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس بأنها معركة تليفزيونية ، وفي رأيي انه وصف دقيق وان كنت أفضل استخدام وصف معركة دعائية.)

 ادجار اوبلانس 

المؤرخ العسكري البريطاني

بينما علق الخبير والمؤرخ العسكرى الامريكى

 الكولونيل / تريفور دبوى بقوله

( ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في أن مصر قد كسبت الحرب .)

تريفور ديبوي 

 رئيس مؤسسة هيرو الامريكية للتقييم العلمي للمعارك التاريخية في واشنطن

إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وان ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون ، واظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها وأدي كل ذلك إلي تغيير عقلية القادة الإسرائيليين

 من تصريحات

 موشي ديان

 وزير دفاع اسرائيل ديسمبر 1973 .

لاشك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء ، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب أجاب انظروا إلي ما يجري في إسرائيل بعد الحرب وانتم تعرفون الإجابة علي هذا السؤال .

 اهارون ياريف

 مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق - ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس - 1974/9/16.

إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل السوريون في العمق علي مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة علي حقيقة الموقف السيء أم لا في مجال الكتابة عن حرب يوم الغفران لا كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة أو كابوس مروع قاسيت منه أنا نفسي وسوف يلازمني مدي الحياة.

 جولدا مائير 

 رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر .

اساتذتى الافاضل

اسمحوا لى الان ان نقترب لنرى حقيقة 

معركة الثغره  واسمها العبرى ( القلب الشجاع )

لنبدا بطرح عدة اسئلة منطقي

 كانت عمليه الدفرسوار عمليه عسكريه يمكن أن تغير نتيجة الحرب ؟؟

 أم 

مجرد عمليه تليفزيونيه بهدف الدعاية والشو الاعلامى لانقاذ سمعة السلاح لامريكى وسمعة السلاح الاسرائيلى ؟؟

 لنتذكر معا أن الخطة الإسرائيليه للحرب كانت تنقسم إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى:

 بواسطة قوات خط بارليف وبمشاركه الطيران الإسرائيلى يتم صد وتدمير أى قوات مصريه تحاول عبور قناة السويس وإباده أى قوات تنجح فى العبور. وفى نفس الوقت تبدأ عمليه تدمير القوات المصرية غرب القناة بقوات خط بارليف بمشاركه الطيران الإسرائيلى.

المرحلة الثانية: 

تتقدم ثلاث مجموعات عمليات ( ثلاث فرق مدرعة اسرائيلية  كل فرقه ٣٠٠ دبابه )

 (مجموعه الجنرال/ ألبرت مندلر 

ومجموعه الجنرال/ أبراهام أدان 

ومجموعه الجنرال/ شارون) 

من مناطق حشدها فى بير سبع 

لتعبر  السويس على المعابر التى تم الاستيلاء عليها من القوات المصرية أو تقوم بانشاء معابرها الخاصة وتعبر عليها

 استكمال تدمير القوات المصرية غرب القناة فى قطاع الجيش الثانى وتستولى على مدينتى الإسماعيليه وبورسعيد.( مجموعة شارون )

 بينما تنطلق مجموعه أخرى ( محموعة ادان )

 لتستكمل تدمير القوات المصرية فى قطاع الجيش الثالث وتستولى على مدينه السويس 

ثم تتحرك الثلاث مجموعات غربا لتؤمن شريط من الأرض بعمق 40 كيلو متر من قناة السويس

 (لتكون قناة السويس بعيده عن مرمى أسلحه الضرب المباشر والغير مباشر للقوات المصرية حتى لا تهدد الملاحة فى القناة). 

ثم تقوم هذه القوات بعمل خندق صناعى وترص حقول ألغام قويه لتامين المنطقة لإعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية لصالح إسرائيل.

وهنا يجب أن ننتبه إلى أن الثلاث مجموعات علميات (ثلاث فرق مدرعة) لم يكن مخططا لها القتال شرق القناة لأنها يجب أن تعبر بكامل قوتها وبدون أن يكون قد تم انهاكها فى القتال شرق القناة لتقاتل غرب القناة بكل عنفوانها وطاقتها. 

وأن تلك الخطة كانت تحتم القضاء على كل القوات المصرية التى تعبر إلى شرق القناة قبل عبور أى قوات إسرائيليه للغرب

 حتى لا تكون تلك القوات مهدده بعزلها غرب القناة 

وحتى لا تشكل أى قوات مصريه بالشرق تهديدا لطرق إمداد هذه القوات وهى تقاتل غرب القناة 

وهو تفكير عسكرى سليم.

ولكن الواقع يوم 16 أكتوبر هو أن الثلاث مجموعات عمليات هذه قد انهكت فعلا فى القتال شرق القناة وتم تدمير الكثير من دباباتها ومعداتها.

 ولولا المشاركة الأمريكيه لأبيدت هذه المجوعات الثلاثة فعلا.

 والأخطر أنه تم قتل الكثير من ضباطها وقادتها والباقى تم إنهاكه فى القتال شرق القناة.

 وأن هناك خمس فرق مشاه مصريه بالكامل (حوالى 120 ألف مقاتل بأسلحتهم قد عبرت وأقامت مناطق دفاعيه قويه انتظمت فى رؤوس كبارى لجيشين ميدانيين وتتمسك بمواقعها شرق القناة)

 ولا يوجد أى تهديد خطير لها. 

وهو ما يمثل تهديدا خطيرا لأى قوات إسرائيليه تعبر إلى غرب القناة ويهدد بعزلها لتصبح رهينة فى يد القوات المصرية.

والقيادات الإسرائيليه تعلم ذلك جيدا. 

وهنا تثور ثلاثة اسئله منطقيه:

لماذا قامت تلك القيادات الإسرائيليه بتلك المغامرة وهى تعلم مسبقا أن القوات الإسرائيليه غرب القناة لن تتمكن من تحقيق الهدف الذى وضعت الخطة لتنفيذه وهو احتلال مدن القناة وشريط من الأرض بعمق 40 كيلو لإعاده فتح القناة للملاحة لصالح إسرائيل؟؟

وما هو الهدف الذى كانت تسعى القيادات الإسرائيليه لتحقيقه بتلك المغامرة؟؟

وما هو الضمان أن مصر لن تقوم بإبادة هذه القوات الإسرائيليه غرب القناة ؟؟

إجابه السؤال الأول 

هو الضغط الامريكى.

 فقد رأت أمريكا أن انتهاء الحرب وتوقف القتال يشكل تهديا خطيرا لسمعه السلاح الأمريكى فقد حققت مصر انتصارها العبقرى بأسلحه روسية أغلبها من بقايا الحرب العالمية الثانية ، والباقى يعتبر أسلحه أقل قوه وتقدما من الأسلحه الأمريكيه التى تمتلكها إسرائيل والتى كانت الأحدث والأقوى فى الترسانة الأمريكيه. وانتهاء الحرب على هذه الصورة يشكل إهانه لسمعه السلاح الأمريكى وضربه قويه قد تؤدى إلى انهيار صناعه السلاح فى أمريكا.

السبب الثانى

 والأقوى هو أن إسرائيل قامت كدوله وفرضت وجودها على قوة الجيش الإسرائيلى و بذلك أصبحت مكانه هذا الجيش وسمعته داخل إسرائيل فى مكانه خاصة جدا حيث يستمد المواطن الإسرائيلى إحساسه بالأمن والفخر معتمدا على قوه ذلك الجيش. 

وهزيمة ذلك الجيش ستصيب الشعب الإسرائيلى بصدمه قويه تجعله يفقد إحساسه بالأمن وهو ما يهدد تواجد إسرائيل نفسها.

 والأهم أنه سيهدم مكانة المؤسسة العسكرية ورجالها فى إسرائيل.

 لهذا قبل القادة الإسرائيليين الضغوط الأمريكيه ووافقوا على تلك المغامرة الخطيرة.

إجابه السؤال الثانى 

هو انقاذ سمعه السلاح الأمريكى وانقاذ سمعة المؤسسة العسكرية الإسرائيليه ورفع معنويات الشعب والجيش الإسرائيلى. 

إلى جانب استخدام الإعلام فى محاوله إعاده إفقاد العرب وخاصة المصريين ثقتهم بأنفسهم وجيشهم.

 خاصة بعد ذلك النصر العبقرى الذى تحقق حتى لا يفكروا فى تحدى أمريكا وإسرائيل فى أى مجال آخر. حيث سيقوم الاعلام باختزال حرب اكتوبر كلها فى معركه احداث ثغره الدفرسوار ويخفى تماما نهايه هذه المعركه وكيف تتحول الى وضع كارثى للجيش الاسرائيلى 

أجابه السؤال الثالث:

 ابلغ الرئيس الأمريكى إسرئيل أن أمريكا تتعهد بتعويض إسرائيل عن كل خسائرها وقام فعلا بتنفيذ ذلك خلال المرحلة الأولى من الحرب 

وتأكد قاده إسرائيل أن أمريكا لن تسمح لمصر بإباده تلك القوات الإسرائيليه التى ستعبر إلى الغرب وقد أثبتت الأحداث صدق ذلك.

اساتذتى الافاضل 

لنرى الان حقيقة معركة الثغرة كما حدثت

فى يوم 15 لكتوبر 1973 كانت إسرائيل فى وضع كارثى حقيقى ،

 سمعه جيشها السوبرمان الإسرائيلى الذى لا يقهر انهارت

 وسمعة جهاز مخابراتها الأسطوريه انهارت

 وهما الركيزه الأساسيه التى يعتمد عليها وجود إسرائيل كدوله.

 وشعر المواطن الإسرائيلى بالرعب 

وأصبح بقاء إسرائيل مهددا 

وأصبح فرضا على إسرائيل أن تقوم بعمل ما مهما كانت التضحيات لاستعادة إحساس المواطن الإسرائيلى بالأمان وإلا سيحمل كل منهم حقائبه ويعود إلى دولته.

وهكذا قرر قادة الجيش الاسرائيلى قبول الضغوط الامريكية وتنفيذ خطه القلب الشجاع كالاتى

اولا

وتم تكليف فرقه الجنرال / شارون

 ( مجموعة العمليات رقم ١٤٣ وتتشكل من ثلاثه لواء مدرع بقوه ٣٠٠ دبابة ومعها لواء من قوات المظلات )

تم تكليفها بفتح الطريق فى الشرق الى قناه السويس وتامينه والعبور وتامين المعبر غرب القناة 

ثانيا 

تكليف فرقه الجنرال / ابراهام ادان ( برن ) 

( مجموعة العمليات ١٦٢ وتتشكل ثلاثه الويه مدرعه بقوه ٣٠٠ دبابه )

تكلف بعبور قناه السويس وتدمير بطاريات صواريخ الدفاع الجوى المصرية ثم الانطلاق جنوبا لاحتلال مدينه السويس وحصار الجيش الثالث

ثالثا

تكليف فرقه الجنرال / كلمان ماجن

( مجموعة العمليات رقم ٢٥٢ وتتشكل من لوائين مدرعين بقوة ٢٦٠ دبابه ولواء مشاه ميكانيكى )

لتحل محل فرقه الجنرال شارون فى تأمين المعبر الاسرائيلى 

لينطلق شارون بفرقته شمالا ليحتل مدينه الاسماعيلية وبورسعيد ويحاصر الجيش الثانى

ودارت المعارك اعتبارا من يوم ١٥ اكتوبر لتنفيذ تلك الخطه

وتكبدت فرقه شارون خسائر كبيرة جعلت قادة الجيش الاسرائيلى يلحون لالغاء الفكرة 

ولكن

فى مواجهه الضغوط الامريكية امرت جولدا مائير رئيسة الوزراء بالاستمرار مهما كان الثمن فامريكا تعوض اسرائيل عن كل خسائرها وتضمن امنها ايا كانت النتيجه التى ستنتهى عليها الحرب

وفشل الجنرال /  ابراهام ادان ( برن ) فى تنفيذ مهمته وتكبد خسائر كبيره جدا بسبب المقاومه المصرية واجبر على التوقف جنوب مدينه فايد على بعد حوالى ١٥ كيلو متر فقط من المعبر الاسرائيلى وفشل فى التقدم اكثر من ذلك بسبب المقاومه المصريه الباسله

بينما اصيبت فرقه  الجنرال / شارون بخسائر رهيبه وفشلت محاولته لاحتلال الاسماعيلية فى مواجهة المقاومه المصرية الباسلة واصيب هو شخصيا باصابه بسيطة وادعى ان اصابته كبيرة وطلب طائرة هليكوبتر لاخلاؤه من ميدان القتال وترك جنوده وحدهم تحت رحمه رجال الصاعقه والمظلات المصريين

وهو ما جعل قائده الجنرال جونين قائد جبهه سيناء يطالب بمحاكمته عسكريا لفراره من ميدان القتال 

وفى يوم ٢٢ اكتوبر ١٩٧٣

صدر قرار مجلس الامن رقم ٣٣٨  بايقاف القتال على هذا الوضع

وتدخل وزير الخارجية الامريكى وطلب من اسرائيل عدم احترام قرار وقف اطلاق النار وان تتحرك القوات الاسرائيلية وتستغل وقف اطلاق النار لتحتل مدينه السويس ليكون بيد امريكا واسرائيل ما يفاوضون عليه فى المباحثات السياسيه التى ستعقب الحرب

وهكذا تحركت فرقه الجنرال ابراهام ادان ومعها فرقه الجنرال كلمان ماجن لاحتلال السويس

بيننا تولت فرقه شارون تامين المعبر الاسرائيلى

وفشل الجنرالان فى احتلال السويس

وتحول غرب القناة الى جحيم يحترق فيه الجيش الاسرائيلى

وفى يوم ٢٨ اكتوبر ١٩٧٣

صدر قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار وتعهدت امريكا والاتحاد السوفيتى بتنفيذه

وكان الوضع هو 

الموقف بعد وقف إطلاق النار  

• فى سيناء تتواجد خمس فرق مشاه مصرية مدعمة بقوة حوالى ١٢٠ ألف مقاتل بكامل أسلحتهم,,ومعداتهم  يحتلون موقع دفاعية قوية فى راسى كوبرى جيشين بمواجهة 200 كيلو متر من بور فؤاد شمالا إلى عيون موسى جنوبا وبعمق 12 إلى 15 كيلو متر من شاطئ قناة السويس ولا يوجد أي تهديد اسرائيلى حقيقى يمكن أن يؤثر على هذا الموقف أو يغيره

وفى مواجهتهم حشدت إسرائيل عشرة لواء مدرع ومشاه ميكانيكي لتثبيتهم 

• وفى غرب القناة أعادت القوات المصرية تنظيم الفرقة الرابعة المدرعة والفرقة 21 المدرعة  والفرقة السادسة المشاة الميكانيكى وبإضافة ألوية الحرس الجمهوري  وقوات الصاعقة والمظلات تمكنت من حصر وتثبيت القوات الإسرائيلية غرب القناة ومنعها من زيادة ثغرة اختراقها غربا أو جنوبا بعدما تمكنت قوات الجيش الثانى من منعها من الانتشار شمالا

•  وبدأت القوات المصرية فورا وفى ظل وقف إطلاق النار  فى حرب استنزاف قويه للقوات الاسرائيليه غرب القناة بهدف منع القوات الاسرائيليه من تدعيم وتحصين مواقعها غرب القناة وتكبيدها اكبر قدر من الخسائر حتى يصبح بقاء هذه القوات غرب القناة جحيما لا يطاق  مع إرغام إسرائيل على الاستمرار فى حشد احتياطها مما يشكل إرهاقا كبيرا للاقتصاد الاسرائيلى ويصيب الحياة العامة فى إسرائيل بالشلل الكامل

• ويتواجد سبعة لواء مدرع إسرائيلي ولواء مظلات ولواء مشاه ميكانيكى غرب القناة  محصورين بين قناة السويس شرقا وجبل عتاقة جنوبا والقوات المصرية جنوبا وغربا وترعة الإسماعيلية وقوات الجيش الثانى شمالا وقد تمكنت هذه القوات الإسرائيلية بعدم احترامها لوقف إطلاق النار  من قطع طريق القاهرة السويس الصحراوي وحصار مدينة السويس

 ويربطها بالقوات الإسرائيلية بالشرق ثغرة بعرض سبعة كيلو مترات اضطرت إسرائيل أن تخصص لها خمسة ألوية لتأمينها

 وقد فشلت هذه القوات فى احتلال أيا من مدن القناة كما فشلت فى إجبار مصر على سحب قواتها من الشرق

 ولم يعد فى إمكان هذه القوات أن تتقدم لتحتل مزيدا من الأرض فقد وصلت إلى أقصى مدى لها طبقا لإمكانياتها العسكرية واضطرت هذه القوات إلى اتخاذ أوضاع دفاعية وقامت بحفر خندق على معظم المواجهة بعمق خمسه أمتار وعرض سبع أمتار وقامت برص 750 ألف لغم مضاد للدبابات والأفراد

• وقد اضطرت إسرائيل إلى الاحتفاظ باحتياطها الاستراتيجي كله معبئا وهو ما كان يشكل عبئا كبيرا على الدولة هى غير مهيأة له 

( وهو ما يشكل وضع كارثى للدوله الاسرائيلية هدد بانهيار اسرائيل

وجعلها على استعداد لقبول اى شىء لاعادة الاحساس بالامن للمواطن الاسرائيلى

وقد اصرت مصر فى مفاوضات فك الاشتباك على انسحاب القوات الاسرائيليه الى خطوط يوم ٢٢ اكتوبر وهو ما يعنى تواجد ثلاث فرق مدرعة اسرائيلية غرب القناة

ولكن

رفضت اسرائيل 

فهى اول من يعلم الوضع الكارثى لقواتها غرب القناة

واصرت اسرائيل على ان يكون اول انسحاب هو سحب كل قواتها من غرب القناة فى مرحله واحدة )

 كانت هذه هى الصورة التى توقف القتال عندها رسميا عدا قوتين مصريتين لم يتوقفا عن القتال ولم تتوقف إسرائيل عن مهاجمتهم قوات كبريت التى استمر قتالها وصمودها حتى يوم 12 فبراير 1974 عندما تم رفع الحصار عنهم بعد 114 يوم حصار بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الشرق 

وقوات الصاعقة المصرية فى جنوب سيناء الذين استمر قتالهم بعد أن رفضوا الاستسلام وصمموا على العودة إلى صفوف القوات المصرية بدون استسلام 

• وهكذا توقف القتال رسميا بين مصر وإسرائيل وفى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يوم 28 أكتوبر 1973

• وبدأت المحادثات بين مصر وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة لفض الاشتباك بين الجيشين المصرى والإسرائيلي تنفيذا لقرار مجلس الأمن ورغم ذلك قامت القوات المصرية اعتبارا من 13 ديسمبر 1973 بوضع خطه مصريه للقضاء على القوات الاسرائيليه غرب القناة  أطلق عليها اسم ( الخطة شامل )

• تعيين اللواء/ سعد مأمون قائدا عاما للقوات المخصصة لتنفيذ هذه الخطة وكانت تتكون من الفرقة الرابعة المدرعة والفرقة 21 مدرعة بعد اعاده سحبها من الشرق ورفع كفاءتها  والفرقة السادسة المشاة الميكانيكى والفرقة الثالثة المشاة الميكانيكى والفرقة 23 مشاه ميكانيكى ووحدات من الصاعقة والمظلات  

 وفى يوم 24 ديسمبر صدق الرئيس السادات على الخطة شامل على أن تكون جاهزة للتنفيذ فى خلال 24 ساعة من الأمر بذلك 

• وزير الخارجية الامريكى هينرى كيسنجر يصل إلى أسوان ويخبر الرئيس السادات أن أمريكا رصدت استعداد مصر للقضاء على القوات الإسرائيلية  بثغرة الدفرسوار وان ذلك لو حدث فان مص ستجد نفسها فى مواجهه صريحة مع الجيش الامريكى فى الحرب 

• الرئيس السادات يأمر بتجميد تنفيذ الخطة شامل مع الاستمرار فى الاستعداد لتنفيذها فى خلال أربعه وعشرون ساعة حال صدور أمر منه 

• وقد حدث 452 اشتباك بالنيران بين القوات المصرية والاسرائيليه منذ إيقاف إطلاق النيران حتى توقيع اتفاقيه فك الاشتباك وانتهت محادثات فك الاشتباك بتوقيع اتفاق عسكرى بين مصر وإسرائيل احتفظت فيه مصر بالأرض التى حررتها شرق القناة وانسحبت فيه القوات الاسرائيليه من غرب القناة ( فقد كانت القيادة الاسرائيليه أكثر من يدرك حقيقة الوضع الخطير لقواتها غرب القناة وأنها رهينة فى يد القوات المصرية تستطيع القضاء عليها عندما تريد ) وارتدت إلى خط المداخل الغربية للممرات الجبلية بسيناء على عمق خمسه وثلاثون كيلو من قناة السويس 

• وفى 17 يناير 1974 تم توقيع اتفاقيه فصل القوات بين مصر وإسرائيل وتم تجميد الخطة شامل 

• وبدا تنفيذ مراحل اتفاقيه فصل القوات فى 25 يناير 1974 وكانت الخطوة الأخيرة فيه يوم 5 مارس 1974

اساتذتى الافاضل

اسمحوا لى ان اختم كلماتى بتلك الكلمات لقادة اسرائيل الثلاثه الكبار الذين نفذوا معركة الثغرة

فالحق ما شهدت به الاعداء

فى ١٦ / ١١ / ١٩٧٣

صرح الجنرال الاسرائيلى شارون 

فى حديث مع مراسل النيويورك تايمز الامريكية فى اسرائيل ( تشارلز مور )

( كان الموقف الاسرائيلى بالغ السوء

لقد استطاع المصريين اخذ زمام المبادأة والمفاجأة ثم تمكنوا من الحاق افدح الخسائر بالجيش الاسرائيلى 

ولقد احسست ان الحرب كان يمكن ان تتوقف فى اى وقت بينما الخسائر لدينا عالية

والموازين الدولية تتحرك 

وفى اى لحظه كان من الممكن ان يفرض على ميدان القتال قرار بوقف اطلاق النار

وان امرا كهذا فى الوضع السىء الذى كنا عليه سوف يكون بمثابه كارثه كاملة لاسرائيل 

ولذلك الححت على القيادة لتنفيذ خطتى )

وفى نفس اليوم  16 / 11 / 73 وبعد نشر تصريحات شارون

 يصرح الجنرال حاييم بارليف 

( إن عمليه الدفرسوار كانت مغامرة انتحارية . لقد كان بإمكان المصريين القضاء على قواتنا فى ساعات وتكبيدنا ألاف القتلى لولا أن احترامهم وقف إطلاق النار جاء رحمه بجنودنا وضباطنا )

واكمل الجنرال حاييم بارليف كلملته بقوله

( ان هذا الجنرال يدلى بحديث مشوه من جانب واحد لصحيفه اجنبية 

ان شارون يحاول ان يبدو بصورة منقذ اسرائيل بينما الحقائق تثبت العكس 

ان خطه العبور الى الغرب كانت فى اعتبارنا منذ عام ١٩٦٧ ولقد قمنا بعدد من التجارب عليها بالفعل

بل ان القيادة المصرية كانت تعلم بامكانية القيام بهذا الاختراق )

وفى ٣ ديسمبر ١٩٧٣

وتعليق على تصريحات شارون وبارليف

صرح 

 الجنرال / دافيد اليعازر

رئيس اركان الجيش الاسرائيلى

والقائد العام للجيش الاسرائيلى فى حرب اكتوبر

( مازال شارون يواصل تصريحاته غير المسئولة للصحفيين

محاولا ان ينتقص من جميع القادة ليظهر هو فى صورة البطل الوحيد

هذا بالرغم من انه يعلم جيدا ان عبورنا الى الجانب الغربى من القناة قد كلفنا خسائر فادحة ومع ذلك فاننا لم نستطع طوال عشرة ايام من القتال ان نخضع اى جيش من الجيوش المصرية 

فالجيش الثانى صمد ومنعنا نهائيا من الوصول الى مدينة الاسماعيلية وقد كان شارون هو المكلف بتحقيق ذلك 

وبالنسبه للجيش الثالث فانه برغم حصارنا له فانه قاوم بل تقدم واحتل بالفعل رقعه اوسع من الاراضى شرقا ومن ثم فاننا لا نستطيع ان نقول اننا هزمناه او اخضعناه )

الجنرال / دافيد اليعازر القائد العام للجيش الاسرائيلى فى حرب اكتوبر ١٩٧٣



تعليقات

المشاركات الشائعة