أضواء كاشفة . . الحلقة واحد وأربعون

 


كتبت  - زهره مصطفى 

يزداد الحديث عن فن الواو لتكمتل معه التركيبات الموسيقية وتستمر الدراسة مع الباحث والشاعر /  عبد الستار سليم   .


                      ماذا تعرف عن 

                " فن الواو "

                    ………


فى لمحة تاريخية خاطفة نورد بعضاً  مما جاء فى الأقوال المأثورة ، عن "فن الواو". ، فنقول … 

عندما اتّـسعت الفتوحات العربية ، واختلط العرب بغيرهم من الأجناس البشرية غير العربية ، كان قد نشأ " فن الموال" فى العراق ، و "فن الموشح"  فى بلاد الأندلس، ثم جاء "ابن قزمان " - المولود فى قُرطبة - ليُرسِى دعائم " فن الزجل" ، والذى اتّـُفِق على على تعريفه بأنه "الفن الشعرى الشعبى" ، ثم يأتى الشاعر الجنوبى  " ابن عروس "، الذى وُلِد وعاش فى عهد حكم المماليك لمصر…

و "ابن عروس" وُلد وعاش ومات فى محافظة "قنا" - وهى إحدى محافظات الصعيد الجُوّانى الآن  - 

وكما هو معروف عن الفن - عمومًا  - وفن القول -خصوصاً - كان كثيرا ما يلجأ إلى التورية والكلام غير المباشر ، حتى يستطيع الإفلات من الرقابة الصارمة التى تفرضها عصور الاستعمار  الاستبدادية …

كان "ابن عروس" ذا موهبة شعرية فطرية ، فكان ممن ابتدعوا طريقة للتعبير، تعتمد على التداخل الصوتى من حيث التقطيع والاتصال اللفظى  ، الذى يحافظ على القوافى المنطوقة ، وليست المكتوبة - لأن الأصل فى التقطيع العروضى فى الشعر هو النطق لا الكتابة - فكان الجناس اللغوى الذى يُعدّ سِمَة أساسية فى الفنون القولية الشعبية - 

تطورت هذه الطريقة على يد " ابن عروس " الذى طال به العمر ، حتى وصل بهذا الفن إلى حدّ " الشّفْرة " ، أو ما نقول عنه الآن إنه يتحدث بـ "السِّيم " ، وهذا هو "فن الواو"… 

أما القصيدة الواوية - إذا جاز التعبير - (من حيث التركيب ) ، فكما نعلم أن شكل الحكاية فى قالب المربع يتكون من أربع حركات …  الأولى تبدأ بذكر الله ، والثانية بذكر الرسول  (صلى الله عليه وسلم ) - أو العكس -              

  مثلما يقول كاتب هذه السطور :

(فى المبتدا أَذكُر   الله  /  هوّ خالِـقْنا  و  ناشِينا 

 وعاطينا شمشُه وضُلاّه / رازِق راكِبْـنا وْ ماشِينا)

***

( أول كلامى حا اصلّ   / عا اللى الغزالة مشت لُه 

واحكى على اللى حصل/وازْرَعْ هُمومى فْ مشاتْـلُه

***

والثالثة بالشكوى من الزمان  و غَـدْر الخِلاّن ، والرابعة  الدخول فى الموضوع و الذى ينتهى  بمدح الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) 

 كما كان يفعل ابن عروس ، حيث كان يقول فى النهاية 

(ونِختِم القُول قاصْدِين/ مدْح النّبِى سِيد تهامَة 

مِن شَرّف الكون بالدّين/  والمٌعجِـزة والكرامَة )

****

                                              ( يتبع 👈 ) 

            الشاعر / عبد الستار سليم 

                ناقد وباحث فى التراث

         متابعة الشاعرة  / همت مصطفى 

   المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم 

تعليقات

المشاركات الشائعة