أضواء كاشفة .. الحلقة الاربعون
كتبت - زهره مصطفى
تباعا لما سبق عن الحوار فى فن التراث الشعبى ودراسة فن الواو للباحث / عبد الستار سليم
ماذا تعرف عن
" فن الواو"
…………
الشعر تجربة انفعالية لا تتحقق إلا بلغة خاصة ، واللغة الشعرية مجاز ، فالفتاة الرشيقة الرقيقة النافرة ، تتحول عن طريق المجاز إلى ظبى أو غزال أو عود بان . . ففى المربع الذى أبدعه صاحب هذه السطور يقول :
(عينى رأت سرب غزلان / فيهم غزالة شريدة
والقلب لمّا اتْنَغَز لان / شاور وقال لى شاريده)
***
لأن هذه الأوصاف أظهر ما تكون فى هذه البدائل - كما يقول أحمد حجازى - و الشاعرية هى ليست ترويض اللغة ، والقافية ، والتركيب ، و إعادة صياغة المعانى والصوَر القديمة ، والشاعر يحيل لغة الشعر إلى لغة جديدة خاصة به هو ، لا لغة عامة تفتقرإلى ملامح الخصوصية ، وبحيث تظل المفردة فى العمل الإبداعى هى المفردة خارجه ، أى التعبير المباشر التقريرى ، كما يجب التنبّه إلىضرورة البعد عن التعبيرات المنطفئة حتى فى مستواها الإشارى وهو المستوى الأدنى لوظائف اللغة كـ "الكليشيهات " ، ويجب التنبّه إلى الاحتراس من الركاكة الإيقاعية داخل الوزن الشعرى ، وكذا مراعاة الشاعرية و التركيب اللغوى ، ومراعاة إحكام القصيدة ومعرفة الفرق بين ذلك وبين ترهّل القصيدة ونثريتها ، والفرق بين الإيحاء والمباشرة ، و الشئ الذى ننبه إليه حين نكتب على الورق ما نقوله ، فهو ما يسمى بالكتابة والترقيم ، أقصد بذلك أن البعض الذين يحاولون كتابة اللهجة كما ينطقونها ، مثل لفظ
( باحبّك ) الذى يكتبونه هكذا ( بحبّك ) ، فيلتبس على القارئ ، هل تؤدى معنى الفعل المضارع ، أى استمرارية الحب ، أم هى كلمة مكونة من جار
( حرف الباء ) ومجرور ومضاف إليه ؟ !
كما أن الشعر ليس تعبيرات راقصة لا نخرج منها بطائل …فالفن - عموما - هو التقاء وجدان الفرد بوجدان الجماعة الإنسانية ، بما توافقوا عليه من معانٍ وأساليب
أي ما يسمونها اللغة المشتركة بين القوّال والمتلقى ، والشعراء عموما قد يكونون متمكنين من أدواتهم ، ولكن غير متمكنين من رؤاهم ، تلك الرؤى التى تحمل مضامين جادة فى توافق بيّن بين اللغة والمضمون ، فالموضوعات الشعرية يُختار لها ألفاظا تناسب كل
غرض …
أما القدرة الإبداعية للشاعر -القوّال - فتتجلّى فى إيجابية ألفاظه وقدرته على تصوير الحدث فى كلمات موجزة تشع بالحركة والحيوية …!
******
( يتبع 👈 )
الشاعر / عبد الستار سليم
ناقد وباحث فى التراث
متابعة الشاعرة / همت مصطفى
المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق