أضواء كاشفة .. الحلقة الثامنة والثلاثين
كتبت - زهره مصطفى
يحلو الغناء فى حضرة المقربين .. ويحلو جمال الغناء الشعبى فى حضرة المتذوقين .. حلقة جديدة عن دراسة فن الواو .
ماذا تعرف عن
"فن الواو"
………
" فن الواو" هو فن نال من حب الناس الشئ الكثير سواء كان هؤلاء الناس شعراء أو كانوا عاشقين لسماعه ومتابعين لقوّالى هذا الفن ، والدليل على حب الناس له منذ نشأته ، أنه - وهو الفن غير المدوّن - وصل إلينا ، عبر النقل الشفاهى ،
( وهو الذى كانت بداياته فى القرن التاسع عشر الميلادى ) ، فقد قيّض الله له أناسًا أحبّوه ، فصاروا رواةً له ، يتابعون قائليه ، ويروون عنهم ، فانتشر عبر سياحتهم فى الأرض بما يحفظون منه ، ويقومون بنشره بين الناس ، واعتبروا ما يفعلون هو رسالة - دون أن يدركوا حتى معنى الرسالة - فهم يعلمون أن هذا هو فنهم الذين ابتدعوه فى بلدانهم ، مستخدمين لغتهم فى التخاطب اليومى ، وأسلوبهم فى تركيب الجملة ، وطريقتهم فى رسم الصورة الشعرية ، من غير اطلاع على فنون أجنبية ، أو تجارب غريبة ، ولو حدث واطلعوا على غيره ، لرفضوا هذ الفن المغاير
فهم كانوا يدركون أن العرب الأوائل فى الجزيرة العربية ، صنعوا من لغتهم العامية - العامية هنا هى لغة عامة الناس - وقد كانت الفصحى آنذاك هى لغة عامة الناس ، لذا فمن الممكن أن نطلق عليها لفظ " العامية " لذاك العصر .
ولما كان " فن الواو " من المحتمل أن يكون قد نشأ - حين نشأ بين أهل بيئته - متأثرا بما استمع قائلوه الجنوبيون من نماذج القصيدة العربية الوافدة مع الفتح الإسلامى لمصر .
( والقصيدة العربية التقليدية - كما نعلم - تتميز بميزتين أساسيتين ، هما الوزن والقافية) ، فقد كان أن اختص هذا الفن القولى الجنوبي ببحر شعرى واحد ، ولكنهم اعتنوا بالقافية ، عناية خاصة ، حيث القافية تساعدهم على حفظ ما يقال ، فى ظل غياب آليات التسجيل من كتابة وغيرها - كأجهزة التسجيل الحديثة مثلاً - فلم يكتفوا بقافية أواخر الأبيات الشعرية كالقصيدة العربية التقليدية ، فقاموا بصنع قافيتين ، إحداهما لصدور الأبيات معا، والأخرى لأعجاز الأبيات معا …
*****
( يتبع 👈 )
الشاعر/ عبد الستار سليم
ناقد وباحث فى التراث
متابعة الشاعرة / همت مصطفى
المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق