بمناسبة اقتراب ذكرى نصر اكتوبر

 


كتب - جمال النجار 

حدث فى أكتوبر 1973 ( 4 )

خط بارليف الاسرائيلى 

يتصور الكثيرين أن خط بارليف عبارة عن الساتر الترابى الذى أقامته إسرائيل على الحافة الشرقية لقناه السويس 

وهو تصور خاطئ تماما فالساتر الترابى كان احد عناصر منظومه خط بارليف الدفاعية ولم يكن هو المنظومة بأكملها بل احد عناصرها والتى تعتبر أقوى منظومه دفاعيه فى التاريخ حيث تفوق فى قدراته وإمكانياته على خط ماجينو الفرنسى وخط سيجفريد الالمانى 

فقد استفادت إسرائيل من الخبرات السابقة فى بناء الخطوط الدفاعية ومن التقدم التكنولوجي الذى تم ومن أن قناة السويس بموقعها الفريد وكونها أصعب مانع مائى بالعالم فى زيادة تحصين ومناعة منظومه خط بارليف الدفاعية  

كما أن خط بارليف لا يمكن تطويقه أو الالتفاف حوله فجانبه الأيمن على البحر المتوسط والأيسر على خليج السويس وبطول المواجهة تم إنشاء الستار الترابى 

حيث كان خط بارليف يمتد على مساحه بطول 170 كيلو متر بطول قناة السويس بعمق 35 كيلو متر حتى المداخل الغربية للمرات الجبلية بسيناء 

وهى منطقه محصنه تماما شرعت إسرائيل فى إقامتها عقب هزيمة يونيو 1967 بناء على اقتراح رئيس أركان الجيش الاسرائيلى وقتها

 الجنرال / حاييم بارليف الذى حمل الخط اسمه 

وتكلف إنشاء التحصينات الهندسية لهذه المنظومة وقتها ( 500 ) خمس مائه مليون دولار بأسعار الستينيات 

واسمحوا لى أن نلقى نظره عن قرب على هذه المنظومة الدفاعية القوية التى أقامتها إسرائيل بهدف منع اى قوات مصريه من عبور قناة السويس واباده اى قوات قد تنجح فى العبور 

الساتر الترابى

على مدار اعوام طويله منذ شق قناه السويس كان ناتج توسيع وتعميق القناه من الرمال يلقى على الضفه الشرقيه للقناه حتى لا تؤثر تلك الرمال على حياه السكان فى المدن والقرى غرب القناه 

وتكون بفعل ذلك ساتر رملى بطول مجرى القناه 

وعندما شرعت اسرائيل فى انشاء منظومه خط بارليف قامت بدفع ذلك الساتر الرملى ليكون على الحافه الشرقيه للقناه مباشره وقامت بتعليته حتى اصبح مانع عسكرى قوى 

بارتفاع 22 متر بزاوية ميل 45 درجه مستندا على الحافة الشرقية لقناه السويس التى ينخفض منسوب المياه عنها بمقدار 2 متر تم تغطيتهم بالصلب لحماية أجناب القناة من نحر المياه ( وهو ما يعتبر وحده عائقا مستحيلا ) بطول قناة السويس بحيث تعجز كل المعدات العسكرية عن تسلقه 

تم تغطيه الساتر بالكامل بالألغام المضادة للأفراد والدبابات بجانب نطاقات كثيفة من الأسلاك الشائكة وتم تجهيز مرابض للدبابات الاسرائيليه بطول الساتر الترابى بحيث تستند إليها الدبابات الاسرائيليه لمنع عبور القوات المصرية بالنيران وتم إنشاء أبراج المراقبة بطول الساتر الترابى لمراقبه القوات المصرية بصفه مستمرة 

وهو ما دعا كل الخبراء العسكريين فى العالم إلى القول أن مصر تحتاج إلى قنبلة ذريه لمواجهه ذلك الساتر الترابى العملاق 

النقط القوية على الساتر الترابى 

كانت تضم 22 موقعا دفاعيا بطول الساتر الترابى ،تضم  31 نقطة حصينة، وتم تحصين مبانيها بالاسمنت

المسلح والكتل الخرسانة وقضبان السكك الحديدية ( قامت إسرائيل بفك شبكه السكة الحديد التى كانت تربط مصر بغزه واستخدمت قضبان السكة الحديد فى زيادة تدريع أسقف النقط الحصينة ) وأقفاص من الصلب ممتلئة بالأحجار لتنفجر عليها قنابل الطائرات ودانت المدفعية المصرية دون أن تؤثر فى الحصن 

وهكذا تحولت حصون خط بالريف إلى قلاع حصينة غير قابله للتدمير إلا باستخدام القنابل الذرية 

كما كانت كل نقطة تضم 26 دشمة للرشاشات،24 ملجأ للأفراد بالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابض للدبابات والهاونات ،و 15 نطاقا من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام

 وكل نقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق ( كانت النقط الحصينة تمتد ثلاثة طوابق تحت الأرض فى باطن الساتر الترابى بينما وصلت النقط المخصصة كمراكز قياده إلى خمسه طوابق تحت الأرض ) تغوص في باطن الأرض 

ومساحتها تبلغ 4000 متراً مربعا وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات،

ولكل دشمه باب من الصلب يبلغ سمكه ( 22 سنتى متر ) بحيث يتحمل كل أنواع القصف بالطائرات والمدفعية الثقيلة 

 وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أي جزء من الأجزاء المجاورة،

 ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيا ولاسلكيا بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية في إسرائيل ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثة منزله في إسرائيل.

مستودعات النابالم 

تم تجهيز موقعين من خط بارليف ( موقع الفردان / وموقع الدفرسوار ) 

بمستودعات النابالم حيث وضع فى كل موقع خزان نابالم يحتوى على 200 طن من ماده النابالم الحارقة وتم دفن هذه المستودعات فى باطن الأرض حتى لا تتأثر بضرب المدفعية والطيران وتم إيصالها بفتحات أسفل مياه قناة السويس وعند ضخ النابالم يرتفع فوق سطح الماء لأنه اخف من الماء ويتم إشعاله بالطلقات الحارقة لتتحول قناة السويس إلى نهر من النيران الحارقة التى تصل درجه حرارة سطح الماء فيها إلى 700 درجه مئوية وهو ما يعنى أن القناة ستتحول إلى نهر من الجحيم يحترق فيه اى قوات مصريه تحاول عبور القناة 

وكان هذا المانع وحده كافيا لوأد اى فكره لعبور القوات المصرية 

العناصر المقاتله 

وعلى عمق أربعه كيلو مترات من الساتر الترابى تواجدت كتائب الدبابات الاسرائيليه لتندفع فور صدور الأوامر لها لتحتل مرابضها على الساتر الترابى لتشارك قوات النقط القوية فى تدمير القوات المصرية 

وعلى عمق 30 كيلو متر يتواجد ثلاث لواء مدرع اسرائيلى ( بقوه حوالى 300 دبابة و100 عربه مدرعة ) جاهزين للاندفاع فور صدور الأوامر ليشاركوا فى تدمير القوات المصرية غرب القناة وتدمير اى قوات مصريه تنجح فى عبور القناة

وتم نشر وحدات المدفعية البعيدة المدى والصواريخ ارض ارض فى مناطق محصنه بقوه لتشارك فى تدمير القوات المصرية 

بينما تم نشر صورايخ ومدفعيه الدفاع الجوى الاسرائيلى بكثافة لتحقق الوقاية لهذه القوات من الطيران المصرى 

وتم إنشاء مناطق مخازن محصنه تضم كل احتياجات إمداد هذه القوات بالذخيرة وقطع الغيار والوقود والغذاء والماء 

وتم إنشاء مناطق قتل للدبابات المصرية التى قد تنجح فى عبور القناة وتم تجهيزها هندسيا بحقول الألغام والموانع الصناعية 

وتم إنشاء مراكز القيادة الاسرائيليه المحصنة داخل المنظومة وبعيدا عن خط المياه لتكون فى مأمن من المدفعية المصرية 

كانت هذه منظومه خط بارليف التى كان هدفها الرئيسي منع اى قوات مصريه من عبور قناة السويس وتدمير اى قوات تنجح فى العبور والمشاركة مع الطيران الاسرائيلى فى تدمير القوات المصرية غرب قناة السويس لحين وصول قوه الهجوم الرئيسية

قوه الهجوم الرئيسية 

وهناك فى منطقه بير سبع جنوب إسرائيل تتواجد ثلاث فرق مدرعة إسرائيليه ( بقوه حوالى 900 دبابة و 300 عربه مدرعة ) جاهزة للاندفاع فور صدور الأوامر لتشارك فى تدمير اى قوات مصريه تنجح فى عبور قناة السويس ثم تندفع لتعبر هى إلى غرب القناة لتكمل تدمير الجيش المصرى غرب قناة السويس  وتحتل مزيدا من ارض مصر )

وتم أقامه شبكه طرق كبيره جدا لخدمه هذه الخطة الاسرائيليه

إن خط بارليف بهذه الصورة هو أقوى خط دفاعى فى التاريخ إلى اليوم 

وقد اجمع كل الخبراء العسكريين فى العالم أن فرصه مصر مستحيلة فى قهر منظومه خط بارليف الدفاعية وكانوا على حق

ولكن المصريين قهروا المستحيل 

نلتقى غدا لنعرف كيف قهر المصريين المستحيل وانتصروا 




تعليقات

المشاركات الشائعة