أضواء كاشفة - الحلقة الثالثة




كتبت/ زهره مصطفى 

استكمالا لما بدأناه فى حلقات سابقه من العزف على أوتار التعمق الفكرى والتأمل فى فن  الواو مع الباحث الشاعر  / عبد الستار سليم نستمر معكم  .



ماذا  تعرف   عن " فن الواو "   ؟

( الحلقة الثالثة )
………………

المربع أو الشكل التربيعى  ، هو أحد الأشكال القولية الفنية فى سائر الصعيد ، 
وصيغة " فن الواو " استطاعت أن تستوعب  الملحمة الهلالية  المسماة بـ 
" سيرة بنى هلال " ، وفى مثل هذه الحكاية الشعبية ، يقولون إنها لا تبدأ إلا ( بالصلاة على النبى ، و  زيدوا النبى صلا ) ، إذ بدونها لن يستطاع الدخول إلى عالم الأدب الشعبى ، الذى يختزل  كل توصيف  للجمال  فى تعبير  " يا نور النبى " 
- (صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم) - 
و ظاهرة  الشكل التربيعى على الرغم من أنها ظهرت  فى الشعر الـمُعرب -  وكانت تسمى بالرباعيات - كما فى رباعيات عمر الخيام - الشاعر الفارسى - والتى ترجمها إلى العربية الشاعر أحمد رامى ، لكن هذه الظاهرة استهوت  " القوّال "  الشعبى - والذى كان فى الغالب أمّيّاً  لا يقرأ ولا يكتب - وبالطبع ليس هذا عيبا ، فإن شعراء العصر الجاهلى كانوا كذلك - أى أميين ، بل الأمة العربية كلها كان يطلق عليها " أمة أمية " - ووصل بهم الأمر إلى أنهم  كانوا لا يثقون فى نقاء شعر من يثبت أنه له صلة بالقراءة والكتابة ..!
 شكل المقطعات راج وانتشر فى شتى الفنون القولية ، أى أصبحت  المقطوعة  المربعة - أو التربيعية التى يسمونها  " قولة " - هى الأساس فى بناء القول أو القصيد ، وكل مقطوعة كانت مستقلة  فى المضمون ، شأنها شأن البيت الشعرى فى القصيدة العربية التقليدية التى بدأت فى العصر الجاهلى ، لدرجة أن بعضهم كان يطلق على هذه "القولة"  كلمة  "بيت " تشبّها بالبيت الشعرى التقليدى ، والذى كان أيضا مستقلا عن البيت الذى يسبقه والبيت الذى يليه ...

****
                                                              يتبع 👈
إلى لقاء  جديد مع المتابعة

 الشاعرة / همت مصطفى المستشار الإعلامي للشاعر عبد الستار سليم

تعليقات

المشاركات الشائعة