رمضان وصناعة الأهداف

 

كتب _ فايز الصياد عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف 

 إن رحلة تدبرك في كتاب الله لا يمكن أن تبلغها حتى يكون هدفها واضحاً بيّناً، كم تقرأ كل يوم !

وفي أي يوم ستختم في الشهر؟

وماذا تريد أن تتدبر؟

وكم من آية يومية تريد أن تتدبرها؟ وكيف سيكون تدبرك؟

 أعظم أهدافك في هذا الشهر: "تحقيق التقوى".

وتحقيق التقوى يأتي من خلال طاعة الله تعالى..

التقوى هي أن تراقب الله عز وجل في صغير أمرك وكبيره، في حركاتك، في نظراتك، في كلامك، في أفعالك، حتى في نواياك التي لا يعلمها إلا الله عز وجل..

 اتق الله في نيتك بصيام رمضان وأخلصها لله وطاعته وامتثال أمره لا لتخفيف وزنك كما يفعل البعض..

 اتق الله في صيامك ليكن صيام روح عن كل ما حرّم الله ونهى عنه لا صيام جسد وجوع وعطش وحرمان!

 اتق الله في سمعك فلا تسمع إلا طيبا وفي بصرك فلا يلتفت إلا إلى حلال طيب وفي جوارحك فلا تسعى إلا لحلال طيب وفي لسانك فلا يقول إلا طيبا..

 واتق الله في ليلك لا تضيعه بلهو أو لغو أو متابعة لمسلسلات هابطة فالله الذي تصوم له نهارا هو الله الذي يراقبك ليلا أيضا فالافطار عند المغرب يعني انتهاء ساعات الصوم عن المباحات لا انتهاء الرقابة الإلهية..

 واتق الله في أخلاقك فكونك صائما لا يعطيك رخصة بسرعة الغضب وضيق الصدر والتأفف والتضجر وتفريغ شحنات جوعك وعطشك صراخا على أهلك ومن حولك في البيت والعمل وفي الطريق.

 واتق الله في إنفاقك، كن معتدلا بلا إسراف ولا تقتير، وتفقد حاجات جيرانك ومن حولك لعل منهم من لا يملك لمن إفطاره وأنت مائدتك تحوي صنوف الطعام الذي لن تأكله كله!

 التقوى هدف عظيم ينبغي أن نسعى إليه من كل طريق حتى نبلغه مستعينين بالله على ذلك..

 التقوى أن تقوم بحق الله مستشعرا رقابته عليك أينما كنت وعلى أي حال كنت..

حاسب نفسك خلال اليوم والليلة بميزان التقوى تستقم بإذن الله..

اللهم وفقنا للبر والتقوى ومن العمل ما ترضى..