إحالة الصحف الورقية المسائية إلى إلكترونية

 


كتبت - زهره مصطفى 

استقبل الصحفيون في مصر بحزن شديد قرار إيقاف النسخ الورقية للصحف المسائية الحكومية اعتبارا من منتصف شهر  يوليو 2021 وتحويلها إلى منصات إلكترونية.

كان هذا القرار صدمة داخل الوسط الإعلامي المصري الذى  أعاد للواجهة الحديث حول مستقبل الصحافة الورقية في ضوء التحديات التي تواجهها بدءا من ارتفاع تكاليف الإصدار ومرورا بالمنافسة القوية مع الإصدارات الإلكترونية وقوة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا القرار أصدرته الهيئة الوطنية للصحافة وهي هيئة مستقلة تقوم على إدارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة وتطويرها في ختام اجتماعها المنعقد  تضمن الموافقة على تحويل إصدارات :


الأهرام المسائي ( الصادر عن مؤسسة الأهرام )

والأخبار المسائي ( الصادر عن مؤسسة أخبار اليوم )

والمساء ( الصادرة عن مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر ) 

إلى إصدارات إلكترونية.

واختلفت التعليقات عبر مواقع التواصل حول القرار الذي جسّد " المأزق الخطير" الذي تواجهه الصحافة الورقية عموما مما كان عاملا لطرح مقترحات ورؤى مختلفة - من خلال التعليقات - من أجل " إنقاذ " وتطوير الصحافة الورقية كي تستطيع المنافسة.

علق وكيل أول نقابة الصحفيين في مصر /  
جمال عبد الرحيم على القرار قال فيه :  " يبدو أن تاريخ الصحافة الورقية المصرية العريق الذي يزيد على مائتي عام لم يشفع لها عند الزملاء والأصدقاء بالهيئة الوطنية للصحافة".

واستمر قائلا : " أعلم أن الصحافة الورقية في مأزق خطير .. بالأمس كانت رائدة تبدع وتبتكر وتنتج وتؤثر في الرأي العام المصري والعربي واليوم صارت تصارع من أجل البقاء بسبب التطور التكنولوجي وارتفاع أسعار الورق ومواد الطباعة والأزمات الاقتصادية
الأمر الذي أدى إلى تراجع أرقام التوزيع بصورة غير مسبوقة ورغم تلك الأزمات فإن إغلاق الإصدار الورقي لتلك الصحف العريقة أمر محزن وخسارة فادحة للصحافة المصرية والعربية " .

واختتم حديثه قائلا : " أتمنى الحفاظ على الصحف الورقية ودعمها اقتصاديا وتطويرها مهنيا لمجاراة الصحافة الإلكترونية عن طريق الاهتمام بما وراء الخبر من تحليل ومتابعات وحوارات وآراء وعقد دورات تدريبية لشباب الصحفيين لتطوير أدائهم المهني .
وختم كلمته قائلا :  أعتقد أن الصحافة الورقية لن تموت ولن تندثر " 

جدير بالذكر تأسست صحيفة المساء التي شملها القرار عام 1956 وتعتبر أول جريدة مسائية في العصر الجمهوري بمصر
وتأسست الأهرام المسائي عام 1991 عن مؤسسة الأهرام تزامنا مع الأيام الأولى لحرب الخليج .

وصف عضو مجلس نقابة الصحفيين / محمود كامل خبر وقف النسخة الورقية من هذه الإصدارات بـ " المؤسف " 
وتحدثت رئيس التحرير التنفيذي لموقع  "البوابة نيوز " داليا عبد الرحيم  عن  " أزمات عالمية تعانيها الصحافة الورقية نظرا لسرعة انتشار وتأثير ( الديجيتال ) وانحسار تأثير الورقي ".

أيضا كتب الصحفي أسامة العنيزي منشور "رثاء" للإصدارات الثلاثة قال فيه :
" الصحفي - أي صحفي - لا بد أن يحزن على هذه النهاية ويعتذر لتلك المطبوعات لأننا  خذلناها بضعفنا وعدم قدرتنا على الدفاع عنها وسلمنا مصيرها لمن لا يدرك معنى كلمة صحافة ويتعامل مع المهنة بمقياس المكسب والخسارة ".

وقد استغل آخرون اللغط الذي أثير حول القرار للحديث عن ما وصفوه بأسباب "تدهور الصحافة"
فقد كتب الصحفي محمد منصور مرجعا الأمر إلى "غياب الأساتذة الكبار " مشيرا إلى أن " غياب الأساتذة في مهنتنا لسبب أو لآخر جعل أرباع الصحفيين يتولوا مراكز قيادية.
شخص لا يعرف أي شيء عن العمل الصحفي لأنه لم يتعلم أصول المهنة وينظّر على مرؤوسيه ويقول له افعل كذا وكذا لجلب القراء وتحقيق المشاهدات طبيعي أن يكون هذا هو المستوى".

أما الصحفي محسن عبد الراضي قال متحدثا عن أسباب تراجع الصحف الورقية أيضا :
" أضف إلى ذلك ثقافة الاستسهال والنقل والاعتماد على مواقع التواصل وعدم المتابعة".

وحرص عدد من الصحفيين عبر تدوينات متفرقة بمنصات التواصل الاجتماعي على رصد ذكرياتهم مع تلك الصحف التي تودع جمهورها عبر الإصدار الورقي وتكتفي بالإلكتروني.

تعليقات

المشاركات الشائعة