الخلافة الإسلامية بين الوهم والخرافة

 


كتب - جمال النجار 

محاولة لهز العقل العربي

فى شأن الدين والرسالة الاسلامية

انقطع  وحى السماء بوفاه سيدنا رسول الله وبذلك لا يوجد امتداد او خليفه له فى امر الدين 

فقد اكمل سيدنا رسول الله ابلاغ رساله الاسلام كامله تامه قبل وفاته والادعاء بان له خليفه فى امر الدين كفر بالاسلام وخروج على الاسلام 

فاى حديث عن خليفه له فى امر الدين هو حديث كاذب يتعارض مع القران الكريم ومع حقيقه ان سيدنا ابو بكر وكل صحابه سيدنا رسول الله لم يدعى احد منهم انه اضاف للاسلام شىء

وفى امر الدنيا

لم يبعث سيدنا رسول الله رسولا حاكما مثلما بعث سيدنا داود وسيدنا سليمان

ولكنه بعث رسولا نبيا 

ولهذا لم يقم سيدنا رسول الله دوله

فقد كان نبيا مرسلا يبلغ رساله الله للانسان 

ولم يكن حاكما يحكم دوله 

لهذا لم يضع نظاما للحكم 

ورحل سيدنا رسول لله بعد ان ابلغ رسالته 

وترك امر المسلمين للمسلمين 

فالحكم شأن من شئون الدنيا 

وبذلك لا يوجد لسيدنا رسول الله خليفه فى امر الدنيا 

فاجتمع مجموعه من المسلمين فى المدينه وقرر الانصار ان يتولى احدهم امر المسلمين 

ورفض المهاجرين ذلك واصروا ان يتولى الامر احد المهاجرين

واشتعل الخلاف وكادوا يتقاتلون بالسيوف 

ثم استقر الامر وقبل الانصار رأى المهاجرين حقنا للدماء ومنعا لاشتعال الفتنة

 وهكذا تولى  سيدنا ابو بكر تصريف امور المسلمين 

وقام سيدنا ابو بكر بذلك 

لكنه لم يسعى لاقامه دوله فقد استغرق فترته ( سنتين ) فى التصدى للخطر الذى تعرض له المسلمين من القبائل التى مازالت على غير الاسلام والقبائل التى ارتدت عن الاسلام ( لم يقاتلهم سيدنا ابو بكر لردتهم بل لانهم اخذوا يجهزون الجيوش لمهاجمة المدينه للقضاء على المسلمين والاسلام )

للدوله الفارسيه والدوله الرومانيه الذين ازعجهم انتشار الاسلام فقرروا القضاء على المسلمين قبل ان يقيموا دوله 

وعندما شعر سيدنا ابو بكر بقرب رحيله 

اتخذ موقفا خالف به ما فعله سيدنا رسول الله فى امر الدنيا

فقد اوصى ان يصرف امور المسلمين بعده سيدنا عمر ابن الخطاب 

وبذلك لا يمكن ابدا اعتبار سيدنا ابو بكر خليفه لسيدنا رسول الله فى امر الدنيا الا بحكم التتابع الزمنى فقط

وتولى سيدنا عمر تصريف امور المسلمين ( حوالى عشر سنوات )

وبدأ فى اقامه دوله تضم المسلمين 

وعندما شعر بقرب وفاته

خالف ما فعله سيدنا رسول الله وسيدنا ابو بكر فى امر الدنيا 

فقد امر ان يحبس مجموعه من المسلمين فى منزل لفتره من الزمن لا يغادرونه حتى يتفقوا على من يتولى امر المسلمين

فاتفقوا على سيدنا عثمان ابن عفان 

فقام باكمال ما بدأه سيدنا عمر من السعى لاقامه دوله 

وعندما قتل سيدنا عثمان 

اشتعلت الفتنه بين المسلمين 

فقد اتفق مسلمى المدينه على ان يتولى سيدنا على ابن ابى طالب تصريف امور المسلمين

ولكن مسلمين غيرهم رفضوا ذلك 

ثم انشق سيدنا معاويه ابن ابى سفيان 

وبدات الحرب التى انتهت باقامه الدوله الامويه

فاين هى تلك الخلافه المزعومه التى يتحدثون عنها ؟

ورغم انتشار الإسلام فى عهد الأمويين حتى وصل حدود الصين والأندلس تظل الدوله الاموية امبراطورية سياسية قامت بالسيف عبر الخوض فى بحر من دماء ال بيت سيدنا رسول الله ودماء المسلمين وكبار الصحابه ولا يمكن ان ينسب ذلك للاسلام فهى دوله سياسية 

ومثل كل الامبراطوريات السياسية قامت بالسيف واستمرت بالسيف وانتهت بالسيف

  وليس تواجد عمر ابن عبد العزيز بمبرر فهو حالة فردية وليس نتاج نظام للحكم 

ونفس الامر ينطبق على الامبراطورية العباسية التى تلت الامبراطورية الامويه وقامت عبر الخوض فى بحر من دماء الامويين وبحر من دماء المسلمين وقامت بالسيف واستمرت به وانتهت به

ونفس الامر ينطبق على الامبراطورية العثمانية التى قامت بالسيف وعبر الخوض فى بحور من دماء المسلمين وغير المسلمين وقامت بالسيف واستمرت به وانتهت به

كلها امبراطوريات سياسية قامت بالسيف واستمرت به وانتهت به

ونسبها الى الاسلام بمسمى خلافه اسلاميه جريمه فى حق الاسلام لانها تحمل الاسلام وزر كل جرائم تلك الدول والامبراطوريات 

اساتذتى الافاضل

 المنادين بتلك الخلافة يطالبون بان يكون همنا الأول هو إقامة تلك الخلافة وهى من سيتصدى للهجمة الأمريكية الإسرائيلية التى تستهدف القضاء التواجد العربى 

وهو ما يعنى أن نترك مواجهة أمريكا وإسرائيل ونتفرغ لإقامة تلك الخلافة لتتولى هى مواجهتهم !!!

ولما كنت أؤمن أننا لا نمتلك ترف الانتظار لأننا بالفعل نخوض حرب بدأت فعلا 

قررت أن اكتب لأناقش هذا الموضوع فى محاولة منى لإثارة العقل العربى وحفزه ليفكر لعلنا نفهم ما يحدث وما هو الهدف من إثارة هذه الفكرة فى هذه المرحلة التى تحتل فيها أمريكا المشرق العربى كله تحت راية القضاء على العرب وتسعى فيها جاهدة لإقامة إسرائيل الكبرى 

 البعض حدث عنده ارتباك فربط بين اكذوبه الخلافه والاسلام 

لهذا  اعلم أن البعض سيخلط بين الاثنين وسيعتبر كلماتي اعتداء على الإسلام ذاته 

( البعض يفعل ذلك متعمدا والبعض بحسن نية )  

ولا يريد البعض أن يدرك أن الإسلام اكبر من أن يختزل فى مجرد نظام للحكم 

فيمكنك أن تكون مسلما تحت اى نظام للحكم 

أتمنى أن يشرح لي احدهم مفهوم تلك الخلافة التي ينادى بها وان يجيب على تلك النقاط 

ما هو مفهوم الخلافة ؟؟

وهل تعنى دولة تجمع كل مسلمي العالم ؟؟

وكيف يمكن تحقيق تلك الخلافة ؟؟

وكيف سنجمع الدول الإسلامية بمذاهبها المختلفة ولن يرضى أيا منها التخلي عن مذهبه الاسلامى والخضوع للآخر مع الاختلاف الكبير بين اتباع تلك المذاهب والذى يصل احيانا لتكفير بعضهم البعض 

اعتقد انه سيكون علينا أن نخوض فى بحر من دماء المسلمين لتحقيق تلك الخلافة !!!!!

وسنخوض فى بحر من دماء العرب لتحقيق تلك الخلافة 

وما هو التصرف فى الدول الغير مسلمة والتى تحوى جاليات إسلامية تريد أن تنضم لدولة الخلافة ؟؟

وما هو التصرف مع الجاليات الغير إسلامية فى الدول الإسلامية لو رفضت الانضمام لتلك الدولة ؟؟

خاصة والتطرف ليس حكرا علينا ولكنه على الجانب الآخر مسلح بالعلم والقوة بكل أنواعها 

أم أن مفهوم الخلافة أن تتبع كل دولة الشريعة الإسلامية وتقيم بها خلافة؟؟

وإذا كان ذلك هو المفهوم ما مفهومك لذلك الحكم وكيف سيتم تداول السلطة فيه فهناك المملكة السعودية بنظامها الملكي وهى بهذا المفهوم دولة خلافة 

وهناك السودان بنظامها الجمهوري وهى أيضا تعلن أنها تطبق الشريعة وهى بهذا المفهوم دولة خلافة 

وهناك النموذج الايرانى بنظامه الجمهوري الخاضع لرجال الدين وأيضا يعلن انه يطبق الشريعة وهو بهذا المفهوم دولة خلافة 

وهناك المملكة المغربية التى يتسمى ملكها باسم أمير المؤمنين 

أيا منها من وجهة نظرك يمثل تلك الخلافة التى يجب أن نقتدي بها ؟

وهل نمتلك الوقت لمحاولة تنفيذ ذلك النظام الذى لم نتفق عليه بعد ؟

هل يجب أن نركز كل جهودنا كمسلمين لمحاولة إقامة تلك الخلافة ؟

وهل ستسمح لنا أمريكا بذلك ؟

أم نركز على مواجهة الهجمة الأمريكية الإسرائيلية بما نحن عليه فعلا من نظم أيا كانت لمحاولة إنقاذ انفسنا 

 وأمريكا حضرت فعلا بجيوشها الينا واعلنت عزمها القضاء علينا ومؤامرة الربيع العبرى مازالت قائمه لم تنتهى 

وهل إثارة فكرة الخلافة محاولة من البعض لصرف أنظار المسلمين والعرب عن مواجهة الهجمة الأمريكية الإسرائيلية التى تهدف إلى القضاء على الإسلام والتواجد العربى ذاته

وهل هناك علاقة بين محاولات أمريكا القضاء على التواجد العربى وتقسيم الدول العربية إلى مجرد دويلات ( كما تحاول فى العراق وفى السودان وكما تخطط لتقسيم مصر وباقى الدول العربية )وبين تكفير بعض المنادين بالخلافة لمن ينادى بالتمسك بقوميته وكأن هناك تعارض بين أن تكون مسلم وعربى أو أن تكون مسلم ومصرى مثلا ويجب أن تختار احدهما( إما أن تكون عربى أو مسلم ) ؟؟

تعليقات

المشاركات الشائعة