قناة السويس شويه سياحه فى تاريخ مصر

 


كتب -  جمال النجار 


قناه السويس

منذ بدايه التاريخ عندما عرف العالم معنى الدوله بظهور الدوله المصريه كاول دوله عرفها العالم

ظهرت فكره ربط البحر الابيض المتوسط بالبحر الاحمر بواسطه النيل 

بحفر قناه تربط النيل بالبحر الاحمر

وهكذا 

فى عام ١٨٧٤ قبل الميلاد ظهرت قناه ( سيزوستريس ) فى عهد الملك  سونسرت الثالث احد ملوك الاسره الثانيه عشر 

واعيد حفرها وتسميتها اكثر من مره عبر التاريخ كانت اخرها فى عصر عمرو ابن العاص وسميت قناه امير المؤمنين وكانت تربط بين الفسطاط فى القاهره والسويس 

ولكن

تم ردمها فى عصر الدوله العباسيه فى غمار احدى ثورات المصريين على الدوله العباسيه 

ثم عادت لتظهر الفكره للوجود مره اخرى مع الحمله الفرنسيه على مصر

ولكن بشكل جديد هو ربط البحرين بحفر قناه تصل بينهما مباشره

ولكن فشلت نتيجه خطأ فى الحسابات الهندسيه

لتصور مهندسى الحمله الفرنسيه اختلاف مستوى منسوب المياه فى البحرين 

وفى عهد الخديوى سعيد استغل المهندس الفرنسى فريدناند ديلسيبس صداقته بالخديوى

وقدم له مشروع حفر قناه السويس بعد اكتشاف خطأ حسابات مهندسى الحمله الفرنسية

فقبله الخديوى فورا

واصدر اوامره باعطاؤه حق امتياز حفر القناه من تقديم مصر كل ما يلزم لتنفيذ ذلك

واتفق على 

ان يكون لمصر اسهم فى الشركه بقيمه ١٠٠ مليون فرنك

وان يكون لمصر نسبه ١٥٪ من ارباح شركه القناه

مع تعهد الشركه بحفر ترعه للمياه الحلوه ليشرب منها العمال

وتعهد الشركه باستخدام معدات حديثه للحفر

وتقديم وجبات طعام للعمال

وتوفير عيادات طبيه فى منطقه العمل

على ان يعتمد اسلوب السخره ( العمل بدون اجر )

فى استخدام العماله التى تقدمها مصر

وهكذا 

اعتبارا من ابريل عام ١٨٥٩ 

بدأ جمع شباب ورجال مصر بالقوه لتجميعهم فى منطقه الزقازيق لفرزهم واختيار الاصحاء منهم ليسيروا اربعه ايام على اقدامهم  حتى يصلوا الى منطقه العمل ويشاركوا فى حفر القناه

فى صوره ورديات

كل ورديه ٢٢ الف عامل

تستمر لمده شهر 

ثم تنهى عملها وتحضر ورديه جديده لتكمل العمل

وهكذا شارك مليون مصرى على مدى عشر سنوات فى حفر القناه

مليون مصرى من شعب تعداده لا يتعدى اربعه مليون مصرى وقتها 

وهو ما يعنى ان ربع سكان مصر شاركوا فى حفر قناه السويس

ولان الشركه لم تنفذ ما التزمت به

فلم تحفر ترعه للمياه الحلوه

ولم تحضر معدات حديثه للرفع والحفر

واكتفت بتقديم الرعايه الصحيه للاجانب فقط وحرمان المصريين منها

واكتفت بتقديم الخبز  الجاف فقط كطعام للعمال المصريين 

وهكذا قام المصريين بحفر قناه السويس بالفئوس وايديهم فقط 

ومات ١٢٠ الف  مصرى 

ماتوا جوعا

 وعطشا وارهاقا ومن التعذيب

وهكذا دفعت مصر ارواح ابنائها ودمائهم ثمنا لحفر قناه السويس

وفى نوفمبر ١٨٩٦ 

كان العالم على موعد مع حفل افتتاح قناه السويس

فى عصر الخديوى اسماعيل 

الذى اصر على ان يقيم حفل اسطورى يبهر به ملوك وملكات اوروبا الذين دعاهم للحفل 

وسقطت مصر فى دوامه الديون لتسدد تكاليف الحفل الاسطورى

وتسدد فاتوره رغبه الخديوى فى احضار مظاهر المدنيه الاوروبيه الى مصر

فباع الخديوى حصه مصر من اسهم شركه قناه السويس ب ١٠٠ مليون فرنك

وباع حصه مصر فى ارباح شركه القناه ب ٢٢ مليون فرنك

وهكذا ضاعت كل حقوق مصر بقناه السويس 

وعقب ثوره يوليو ١٩٥٢ 

وفى سعى ابناء مصر للنهوض بمصر

كانت فكره بناء السد العالى

وعرضت امريكا تمويل المشروع شرط ان تقدم مصر ارادتها ثمنا لذلك

ورفض ثوار يوليو التفريط فى اراده مصر

وتوجهت مصر للبنك الدولى

ولكن امريكا بالغت فى ظلمها وتجبرها فاصدرت اوامرها

فامتنع البنك الدولى عن تمويل المشروع

وانتظر العالم رد مصر 

وفى ٢٦ يوليو ١٩٥٦

كانت القناه ومصر والعالم كله فى موعد مع القدر

فقد وقف جمال عبد الناصر فى ميدان المنشيه ليعلن للعالم رد مصر 

( قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقنال السويس البحرية. 

(تصفيق وهتاف)

باسم الأمة.. باسم الأمة

رئيس الجمهورية..

مادة ١: تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة حالياً على إداراتها، ويعوض المساهمون وحملة حصص التأسيس عما يملكونه من أسهم وحصص بقيمتها، مقدرة بحسب سعر الإقفال السابق على تاريخ العمل بهذا القانون في بورصة الأوراق المالية بباريس، ويتم دفع هذا التعويض بعد إتمام استلام الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة.

مادة ٢: يتولى إدارة مرفق المرور بقناة السويس مرفق عام ملك للدولة.. يتولى إدارة مرفق المرور بقناة السويس هيئة مستقلة تكون لها الشخصية الاعتبارية، وتلحق بوزارة التجارة، ويصدر بتشكيل هذه الهيئة قرار من رئيس الجمهورية، ويكون لها- في سبيل إدارة المرفق- جميع السلطات اللازمة لهذا الغرض، دون التقيد بالنظم والأوضاع الحكومية».)

قرار اعاد لمصر حقها فى قناه السويس

قرار اعاد التقدير لارواح ١٢٠ الف مصرى دفعوا ارواحهم ثمنا لحفر قناه السويس

قرار اعاد التقدير لمجهود مليون مصرى حفروا قناه السويس بايديهم وعرقهم ومعاناتهم

قرار اعاد الاعتبار لمصر كلها فى رساله تقول للعالم كله انتبه ايها العالم فمصر باراده ابنائها كالعنقاء من وسط الرماد  تنهض من جديد




تعليقات

المشاركات الشائعة