انها مصر

 



كتب - جمال النجار 

عزيز المصرى 

(فلترفع كل الرايات ولتدق اجراس الكنائس فى جميع المدن العربيه وليرتفع صوت الله اكبر على جميع المآذن العربيه ولتطلق مدفعيه كل الجيوش العربيه احتراما واجلالا وتقديرا لاسم

الفريق / عزيز ( باشا ) المصرى )

يا عزيز .. يا عزيز كبه تاخد الانجليز

يا عزيز .. يا عزيز كبه تاخد الانجليز

هتاف هادر كانت جماهير المصريين تواجه به رصاص قوات الاحتلال الانجليزى لمصر فى غمار ثوره 1919 وانتهت فاعليات ثوره 19 ولكن المصريين استمروا يواجهون رصاص قوات الاحتلال الانجليزى بهذا الهتاف 

هتاف مازالت بعض افلام السينما المصريه القديمه تحفظه لنا 

ولم يتوقف احد يوما ليتساءل 

من عزيز هذا الذى كان المصريين يتصدون باسمه لرصاص قوات الاحتلال الانجليزى ويستشهدون وهم يهتفون باسمه ؟؟

على جميع طلبه الكليه الجمع بالخطوه السريعه امام مبنى عزيز المصرى

على جميع طلبه الكليه الجمع بالخطوه السريعه امام مبنى عزيز المصرى

نداء وامر يتكرر بصوره يوميه عبر الاذاعه الداخليه للكليه الحربيه المصريه ( مصنع الرجال ومدرسه الوطنية المصرية ) ويسمع صوته فى منطقه مصر الجديده الملاصقه للكليه الحربيه 

ولم يتوقف احد يوما ليتساءل 

من عزيز المصرى هذا الذى اطلق اسمه على اهم مبنى فى الكليه الحربية المصرية وهو اداره الكليه ؟؟؟

1914 باسم السلطان العثمانى خليفه المسلمين / محمد رشاد 

حكمات المحكمه العسكريه بالاستانه باعدام الضباط / عزيز المصرى

وينفجر بركان الغضب العربى 

ويستخدم الازهر الشريف بشيخه الجليل الشيخ / سليم البشرى كل نفوذه الدينى للضغط على السلطان العثمانى ورجال دولته للعفو عن عزيز المصرى 

ويكتب امير الشعراء العرب / احمد شوقى قصيدته الرائعه ( انظر الى الاقمار كيف تزول ) محذرا من اعدام عزيز المصرى ومناشدا السلطان العثمانى باطلاق سراحه ومنها

بالله، بالإسلام، بالجرح الذي ما انفكَّ في جنب الهلال يسيل

إلا حللتَ عن السجين وَثَاقَه إنَّ الوثاق على الأسود ثقيل

أيقول واشٍ، أو يردِّدُ شامتٌ صنديدُ برقة موثقٌ مكبول؟

هو من سيوفِك أَغمدُوه لريبة ٍ ما كان يُغمَدُ سيفُك المسلول 

فاذكر أميرَ المؤمنين بلاءه واستبقه، إن السيوفَ قليل

من عزيز المصرى هذا الذى اثار رعب وفزع الامبراطوريه العثمانيه حتى حكمت عليه بالاعدام وثارت الشعوب العربيه من اجله وثار الازهر من اجله وكتب امير الشعراء واصفا اياه بانه اسد وصنديد وانه سيف الامه المسلول ؟؟

( كيف اجلس على عرش اليمن ، وهو ُملك لأهله وليس ُملكاً لكم )

كان هذا رد عزيز المصرى على عرض الامبراطوريه الانجليزيه عليه ان يكون ملكا لليمن وكان النفى الى اسبانيا ثمن رفضه لهذا العرض 

من عزيز هذا الذى يرفض عرض اقوى دوله فى العالم وقتها ( الامبراطوريه التى لا تغيب عنها الشمس ) عرض يضمن له ولاسرته من بعده ملك اليمن ويقبل النفى بعيدا عن وطنه ثمنا لموقفه الوطنى ؟؟؟

العراق 1925 يستدعى المندوب السامى البريطانى فى العراق عزيز المصرى ليسأله عما يفعل بالعراق

ويرد عليه عزيز متسائلا انا عربى والعراق بل عربى فماذا تفعل انت بالعراق وانت الاجنبى ؟

ويعرض عليه المندوب السامى البريطانى ان يعينه مديرا لشركه بترول العراق براتب 5000 ( خمسه الاف ) جنيه وهو مبلغ خرافى باسعار ذلك الزمان 

ويرفض عزيز قائلا انتم تسرقون بترول العراق فهو ليس ملكا لكم لتتصرفوا فيه 

وتصدر اوامر المندوب السامى البريطانى بنفيه الى القاهره بلا عوده 

من عزيز هذا الذى يرفض منصب خطير براتب خرافى ويقبل النفى ثمنا لموقفه الوطنى ؟

اسمحوا لى ان اعرفكم عليه

ولكن

فلترفع كل الرايات ولتدق اجراس الكنائس فى جميع المدن العربيه وليرتفع صوت الله اكبر على جميع المآذن العربيه ولتطلق مدفعيه كل الجيوش العربيه احتراما واجلالا وتقديرا لاسم

الفريق / عزيز ( باشا ) المصرى 

مولده

القاهره 1880 انها بشائر الثوره العرابيه ورفض المصريين لظلم المحتلين الاتراك الذين جعلوا المصريين عبيدا فى وطنهم

ولد الطفل ( عبد العزيز زكريا على ) لاب مصرى وام مصريه 

توفى والده وهو فى العاشره مع عمره

وتوفت والدته بعدها بخمس سنوات فكفلته شقيقته حرم على باشا ذو الفقار محافظ القاهره

درس فى المدرسه التوفيقيه وحصل على البكالوريا عام 1898 

كانت الثوره العربيه قد فشلت نتيجه الخيانه التى تعرض لها الجيش المصرى بقياده البطل / احمد عرابى واحتل الانجليز مصر 

ولكن روح مصر كانت تنبض بالغضب ضد الاحتلال الانجليزى وضد الاحتلال العثمانى 

فى هذا الجو المشتعل بالمشاعر الوطنيه نشأ الطفل والشاب ( عبد العزيز زكريا على ) وبعد حصوله على البكالوريا وبسبب مشاعره الوطنيه الجياشه واعجابه بشخصيه البطل / احمد عرابى ورفاقه من قاده الجيش المصرى اراد دراسه العلوم العسكريه

ولكن زوج شقيقته اختار له كليه الحقوق ( كليه الوزارء فى ذلك الحين ) وقبل الشاب مرغما ودخل كليه الحقوق ولكنه استغل جلسه كان يحضرها امير الشعراء / احمد شوقى صديق زوج شقيقته وطلب منه التدخل حتى يسمح له بدراسه العلوم العسكريه 

وهكذا سافر الشاب المصرى / عبد العزيز زكريا للالتحاق بالكليه الحربيه فى الاستانه عاصمه الخلافه العثمانيه 

وهناك 

ظهر نبوغ الشاب المصرى فى دراسه العلوم العسكريه واطلق عليه زملاؤه الاتراك لقب ( قاهره لى عزيز على ) ويعنى ( عزيز المصرى )وهو الاسم الذى ظل مرافقا له باقى عمره 

كانت الاستانه مليئه بالطلبه العرب الذين يدرسون بها واثار بينهم عزيز روح العروبه وشكل منهم جمعيه سريه هدفها الحصول على استقلال الشعوب العربيه عن الدوله العثمانيه 

وتعرف عزيز على مصطفى كمال اتاتورك ورفاقه الناقمين على وضع الدوله العثمانيه 

ولفت نبوغ عزيز العسكرى نظر اساتذته من الضباط الالمان الذين استعان بهم السلطان العثمانى لتنظيم وتحديث الجيش التركى فارسلوا عزيز لحضور المناورات السنويه للجيش الالمانى فى المانيا

وفى عام 1905 يشارك عزيز الجيش التركى فى التصدى للتمرد فى بلغاريا التى كانت ضمن املاك الدوله العثمانيه وهناك يطلقون عليه لقب ( الثعلب الاسود ) لشده ذكاؤه وشراسته فى القتال 

ويعود عزيز الى الاستانه  ليشارك مع صديقه مصطفى كمال اتاتورك تأسيس جمعيه الاتحاد والترقى بهدف توحيد الشرق الاوسط تحت رايه واحده على ان تحتفظ كل دوله باستقلال حكومتها وشعبها وثرواتها مع توحيد الدراسه والجيش والسياسه الخارجيه 

وفى عام 1909 نجحت جمعيه الاتحاد والترقى فى احداث ثوره شامله فى تريكا نتج عنها عزل السلطان عبد الحميد وقام الثوار بقياده مصطفى كمال اتاتورك بتعيين السلطان محمد الخامس خليفه للمسلمين 

ولكن الخلافات دبت بين مصطفى كمال اتاتورك ورفاقه وبين عزيز المصرى الذى عينه الضباط العرب فى الجيش العثمانى قائدا لهم بعد ان اكتشف عزيز ان الاتراك يرفضون ان يعطوا الشعوب العربيه استقلالها 

وجاءت ثوره الشعب اليمنى على الاحتلال العثمانى لتبعد عزيز عن الاستانه حيث تم تعيينه قائدا للجيش العثمانى المتجه لقمع ثوره اليمن 

ولكن عزيز يتمكن بذكاؤه من حقن الدماء العربيه فعقد صلحا مع امام اليمن / يحيى حميد الدين 

ومن اليمن يتجه عزيز الى ليبيا قائدا للقوات العثمانيه لمشاركه الزعيم الليبى عمر المختار  التصدى للاحتلال الايطالى ويطلق عليه ابناء ليبيا ( بطل برقه ) حيث استطاع ان يكبد الجيش الايطالى خسائر كبيره فى معركه برقه التى قادها واستمر عزيز المصرى يقاتل الجيوش الايطاليه حتى اضطر للانسحاب الى الاسكندريه بعد تقاعس الدوله العثمانيه عن امداده بالقوات والمعدات التى طلبها 

وفى عام 1913 يعود عزيز الى الاستانه

ليجد ان العداء والاضطهاد التركى للعرب قد بلغ ذروته فاستقال من الجيش التركى احتجاجا على ذلك وقام عزيز المصرى بتأسيس جمعيه من الضباط العرب باسم ( جمعيه العهد ) بهدف انشاء اتحاد فيدرالى يضم جميع الشعوب الخاضعه للدوله العثمانيه بما فى ذلك مصر والسودان وطرابلس والمغرب وتونس على ان تنشىء كل دوله منها حكومه مستقله تدير شئونها ويكون السلطان العثمانى رئيسا رمزيا لا فعليا لذلك الاتحاد

وازداد النشاط القومى العربى لعزيز المصرى فى محاولته لخلق فكره القوميه لتكون ندا ومواجها للقوميه العثمانيه 

وقامت السلطات التركيه باعتقاله فى فبراير 1914 وقدمته للمحاكمه العسكريه التى  حكمت عليه بالاعدام بامر السلطان

وانتشرت اخبار الحكم على عزيز المصرى بالاعدام فى العالم العربى فانتفضت الشعوب العربيه غضبا لبطلها الفذ ووصلت الاخبار الى السلطان ان اعدام عزيز سيفجر ثوره الشعوب العربيه ضد السلطان العثمانى

وتدخل الازهر الشريف ماطلبا السلطان بالعفو عن عزيز المصرى

وكتب امير الشعراء احمد شوقى مطالبا السلطان بالعفو عن عزيز المصرى

وخشى السلطان عاقبه اعدام البطل فعفا عنه

وامر بنفيه الى مصر فورا

وفى عام 1916 اعلن الاميران ( على وفيصل ) نجلا الشريف حسين حاكم الحجاز استقلال الجزيره العربيه عن الحكم التركى وبدات الثوره العربيه 

وسارع عزيز المصرى بالسفر الى الحجاز حيث عينه الشريف حسين وكيلا لوزاره الحربيه وقائدا عاما للجيش العربى فقام بتنظيم الجيش وقيادته وحقق الكثير من الانتصارات على جيوش الدوله العثمانيه 

وكان الشريف حسين يعتمد فى ثورته على دعم انجلترا وفرنسا

وعرضت انجلترا على عزيز المصرى ملك اليمن مقابل ولاؤه لها وادرك عزيز المصرى ان انجلترا وفرنسا لديهما اطماع كبيره وخطيره فى ثروات المنطقه العربيه وان هدفهما الحقيقى ان يحلا مكان الاستعمار التركى فى استعمار الدول العربيه فرفض العرض الانجليزى 

وكانت قوات عزيز المصرى تحاصر الجيش التركى فى المدينه المنوره وكان الانجليز والفرنسيين يطالبانه باباده الجيش التركى 

ولكن عزيز المصرى قام باجراء اتصالات مع قائد الجيش العثمانى  الفريق / فخرى باشا على الا يبيد عزيز بقواته الجيش التركى وان يتحالف معه ضد انجلترا وفرنسا مقابل ان تتعهد تركيا بمنح الدول العربيه استقلالها 

وقامت انجلترا وفرنسا بالضغط على الشريف حسين فاعفى عزيز المصرى من منصبه كقائد للجيش وامره بالرحيل الى القاهره بلا عوده

وفور وصوله الى القاهره اصدرت سلطات الاحتلال الانجليزى اوامرها بنفيه الى اسبانيا عقابا له على رفضه التعاون معهم فى بسط هيمنتهم ونفوذهم على المشرق العربى 

ومن اسبانيا سافر عزيز المصرى الى المانيا بعد انتهاء الحرب العالميه الاولى وعرف الالمان قدره فعينوه استاذا فى كليه اركان الحرب العليا فى الجيش الالمانى 

ظل عزيز منفيا عن مصر حتى عاد اليها عام 1924 وعقب عودته تلقى رساله من ( ياسين الهاشمى ) احد زملاؤه العراقيين فى الاستانه وكان قد اصبح ضابطا كبيرا بالجيش العراقى يدعوه لزياره العراق وسارع عزيز المصرى الى العراق وهناك حدثه زميله القديم انه يفكر فى عمل انقلاب عسكرى فى العراق لتكون العراق نقطه الوثوب لتحرير جميع الدول العربيه من الاحتلال 

ولم تشعر انجلترا بالارتياح لوجود عزيز فى العراق فاستدعاه المندوب السامى البريطانى بالعراق مستائلا عن اسباب تواجده بالعراق 

فرد عزيز عليه انا عربى والعراق بلد عربى بينما انت اجنبى فماذا تفعل انت هنا ؟؟

وعرض عليه المندوب السامى البريطانى منصب مدير شركه بترول العراق براتب خمسه الاف جنيه مقابل ان يساعدهم فى بسط نفوذهم على العراق 

ورفض عزيز العرض 

فصدرت الاوامر باعادته الى مصر فورا 

وعاد عزيز المصرى الى القاهره عام 1926 

واختاره محمد محمود باشا رئيس وزراء مصر مديرا لكليه البوليس ( كليه الشرطه ) المصريه لتطويرها فبذل جهده حتى تحولت الكليه الى رمز للانضباط والحزم والجديه مما اثار اعجاب الملك فؤاد ملك مصر فقرر اختيار عزيز المصرى استاذا ومعلما للامير فاروق ولى عهد مصر ضمن البعثه التى ستشرف على دراسه الامير فى لندن والتى كان يشارك عزيز فيها احمد  حسنين باشا وعلى ماهر باشا

ولكن اصرار عزيز المصرى على تنشئه الامير فاروق تنشئه جاده تضمن ان يكون ملكا محترما لمصر تصادمت مع رغبات الامير الشاب فاروق والتى كان يغزيها وينميها لديه احمد  حسنين باشا وعلى ماهر باشا فانتهى الامر بعوده عزيز المصرى الى القاهره وترك الامير الصغير ليمارس نزواته بتشجيع احمد حسنين باشا 

وبعد تولى الملك فاروق حكم مصر خلفا لوالده الملك فؤاد يقوم بترقيه عزيز المصرى الى رتبه الفريق ويعينه رئيسا لاركان حرب الجيش المصرى ليقوم بتطويره ولكن قوات الاحتلال الانجليزى تجبر الملك على عزل عزيز المصرى من منصبه بعد عام واحد نتيجه تلك الاصلاحات التى ادخلها بالجيش والتى ادت الى التفاف العناصر الوطنيه بالجيش المصرى حوله واتخاذهم له ابا روحيا لهم 

وعقب اشتعال الحرب العالميه الثانيه واقتراب القوات الالمانيه من العلمين قرر عزيز المصرى ان يقوم بعمل اتصال بالقائد الالمانى الفيلد مارشال / اروين روميل قائد القوات الالمانيه فى شمال افريقيا على ان يساعدهم فى هزيمه الجيشو الانجليزيه مقابل ان تتعهد المانيا بمنح مصر استقلالها وقام عزيز المصرى بالاستعانه بالضابط محمد انور السادات من سلاح الاشاره بالجيش المصرى لعمل هذه الاتصالات وقام بالاستعانه بالضابط الطيار عبد المنعم عبد الرؤوف لتجهيز طائره حربيه تنقل عزيز المصرى للقاء القائد الالمانى روميل فى صحراء مصر الغربيه

ولكن الطائره تعطلت وهبطت فى مزرعه بجوار قليوب 

وبدات المخابرات الانجليزيه والبوليس المصرى عمليه بحث شاقه عن عزيز المصرى 

ورصدت قوات الاحتلال الانجليزى مبلغ الف جنيه لمن يدلى باى معلومات تؤدى للقبض على عزيز المصرى وقبض عليه فى يونيو 1941 واودع الجسن الى ان افرجت عنه حكومه النحاس باشا الوفديه

وفى عام 1948 قام عزيز المصرى بدور مهم جدا فى تنظيم اعمال كتائب الفدائيين فى حرب فلسطين 

وبعد نجاح تلاميذ عزيز المصرى من الضباط الاحرار بالجيش المصرى فى القيام بثوره يوليو 1952 تم تكريمه بتعيينه سفيرا لمصر فى الاتحاد السوفيتى ( روسيا ) 

توفى عزيز المصرى وحيدا فى شقته ( 18 شارع الجزيره بالزمالك ) فى القاهره فى 15 يونيو 1965

وشارك كل تلاميذه من ضباط الجيش المصرى فى توديعه فى جنازه مهيبه تقدمها الرئيس المصرى جمال عبد الناصر احد تلاميذ عزيز المصرى

يبدو ان الوحده هى قدر كل عشاق مصر 

يا عزيز .. يا عزيز كبه تاخد الانجليز 

سياده الفريق / عزيز باشا المصرى 

اغفر لى ان اذا عجزت كلماتى ان تفيك بعض حقك وعذرى انك اكبر من كل الكلمات

تعليقات

المشاركات الشائعة