الجزء العاشر من دراسةالانتصار العسكرى
كتب - جمال النجار
الجزء العاشر من دراسةالانتصار العسكرى المصرى على العدوان الثلاثى فى الميزان العسكرى والاستراتيجى
الاحد ٤ نوفمبر ١٩٥٦
الزمان : الخامسة صباح 4 نوفمبر 1956
المكان : مياه البحر المتوسط فى مواجهه قرية البرلس المصرية
تحسبا للغزو البحرى
صدرت الأوامر لسرب لنشات الطوربيد المصرى بعمل دوريات مسلحه فى مواجهه ساحل بورسعيد حتى المنزلة لاكتشاف اقتراب اى قطع بحرية معاديه وانذار القوات المصرية
سرب اللنشات المصرى يكتشف اقتراب مدمره انجليزية والبارجة الفرنسية الشهيرة ( جان دارك )
و ترجع شهرتها انها أقوى قطع الأسطول الفرنسى وأول سفينة مجهزه بالرادار فى العالم
يتقدمون تحت غطاء جوى من الطيران الانجليزى والفرنسى الذى خرج من حاملات الطائرات لمهاجمه مدينه بورسعيد
السرب يبلغ القيادة المصرية باقتراب العدو وقائد السرب الرائد البطل جلال الدسوقى يبلغ القيادة بقراره بالتصدى للعدو
وقيادة القوات البحرية المصرية تصدق له على قراره
معركة مستحيلة وتصرف استشهادى نظرا لفارق القوه الرهيب بين المدمرة الانجليزية والبارجة الفرنسية والغطاء الجوى الذى يحميهم بالطائرات من الجو وثلاث لنشات طوربيد مصريه بتسليحها الضعيف وبدون اى دعم بحرى أو جوى
معركة مستحيلة
ولكنه إيمان المصريين أن المستحيل لا يحمل الجنسية المصرية
وكان الضابط السورى جول جمال الذى كان يتلقى التدريب فى مصر مصاحبا للنشات المصرية
وهكذا تحرك جلال الدسوقى برجاله
بأقصى سرعه وأمرهم بإطلاق ستائر الدخان ليتاح لهم الاقتراب إلى أقصى حد من قطع الأسطولين الفرنسى والانجليزى ليكونوا فى مدى طوربيدات اللنشات
وتكتشف البارجة الفرنسية باجهزتها اقتراب اللنشات المصرية
فتتصدى الطائرات الفرنسية والانجليزية للنشات محاوله إغراقها بينما تطلق البارجة الفرنسية جان دارك والمدمرة الانجليزية مدافعهم وصواريخهم وقنابلهم وطوربيداتهم القوية بكثافة محاولين إغراق اللنشات المصرية قبل اقترابها منهم
ولكن جلال الدسوقى يقتحم الجحيم المشتعل فوق مياه البحر المتوسط
ويتمكن جلال الدسوقى بلنشه من إطلاق طوربيدين يصيبان البارجة الفرنسية جان دارك باصابات كبيره
بينما ينجح لنش جول جمال فى إطلاق طوربيدين يصيب بهما المدمره الانجليزية
أما الزورق الثالث فقد أصيب من جراء القصف البحرى والجوى للأسطولين الفرنسى والانجليزى فأمر قائده
النقيب بحرى / مختار الجندى
أفراد الطاقم بالقفز فى البحر وقاد اللنش واصطدم به فى المدمرة الانجليزية المصابة لتشتعل بها النيران
وتنفذ الذخيرة من اللنشات وينجح الطيران الانجليزى الفرنسى فى تدمير اللنشين الباقيين وترتفع أرواح الشهداء إلى السماء بعد ان كتبوا سطور المجد والفخر لمصر
وسجلت البحرية المصرية إعجازا لا مثيل له حيث تمكنت ثلاث زوارق طوربيد بتسليحها الضعيف وبدون اى حماية جوية أو دعم بحرى أخر من اصابه أقوى قطع الأسطول الفرنسى ومدمره انجليزية رغم فارق القوه الرهيب ورغم الغطاء الجوى الكثيف الذى كان يصاحب الأسطولين الفرنسى والانجليزى
وقد سبح بعض الأفراد المصريين لمسافة 12 ميل حتى وصلوا الشواطئ المصرية ليروا لنا تفاصيل ما حدث
أبطال المعركة
• رائد بحرى / جلال الدين الدسوقى
• رائد بحرى / اسماعيل عبد الرحمن فهمى
• رائد بحرى / صبحى إبراهيم نصر
• نقيب بحرى / مختار محمد فهيم الجندى
• نقيب بحرى / مصطفى محمد طباله
• نقيب بحرى / محمد البيومي محمد زكى
• نقيب بحرى / على صالح على صالح
• نقيب بحرى / محمد رفعت
• ملازم بحرى / جول جمال
( سورى الجنسية من اللاذقية )
• مقاتل بحرى / إبراهيم الهندي
• مقاتل بحرى / جمال رزق الله
وكانت معركة البرلس رابع اشارة حمراء ( الاشارة الاولى قتال قوات الجيش المصرى بسيناء ضد الغزو الاسرائيلى وكيف تمكنت ستةكتائب مصريه فقط بدون دبابات من صد هجوم الجيش الاسرائيلى بتسعه الويه تضم ٢٧ كتيبة مدعمه بالدبابات والطيران وكانت الاشارة الثانية نجاح المدمره ابراهيم فى تحدى الحصار البحرى والوصول الى ميناء حيفا الاسرائيلى وتدميره الاشارة الثالثة نجاح القيادة المصرية فى سحب الفرقه الرابعه المدرعه وباقى القوات المصريه من سيناء باقل الخسائر رغم تدخل الطيران الفرنسى ومحاولته تدمير تلك القوات اثناء انسحابها فالانسحاب احد صور القتال مثل الهجوم والدفاع )
كانت تلك اشارات تحذير حمراء لقيادة الغزو على خطأ كل توقعاتهم ان الغزو مجرد نزهه على ضفاف قناة السويس ستنتهى بنزهه على ضفاف النيل
ولكن غرور القوة منع الغزاة من رؤيه الحقيقة
مع فجر يوم 4 نوفمبر وزعت قيادة قوات العدوان خطط العمليات على المسئولين الانجليز والفرنسيين وبدأ تحميل السفن بالقوات البرية بصفة نهائية في ميناء ليماسول، ومساءً صدر الأمر بالإبحار لغزو مصر
بعد اتمام انسحاب الكتائب المصرية من سيناء القوات الاسرائيلية تتقدم باقصى سرعه وتحتل كل سيناء بدون قتال بعد ان اصبحت خالية من القوات المصرية واسرائيل تعلن قبولها وقف اطلاق النار
الصين تندد بالعدوان وتطالب الدول المعتديه بالانسحاب وتهدد بارسال متطوعين الى مصر ( مجرد موقف سياسى فمصر لم تكن بحاجه لمتطوعين من اى جنسية لكنه موقف كريم من الصين )
الهند تندد بالعدوان وتهدد بالانسحاب من الكومنولث البريطانى اذا لم تنسحب الدول المعتديه ( موقف كريم من الهند الصديقه )
الإتحاد السوفيتى يكرر ارسال مذكرة شديدة اللهجة إلى كل من بريطانيا وفرنسا يطلب فيها إيقاف عدوانهما على مصر
فى نفس اليوم ومع ذلك إستمر القصف بالرغم من من مذكرة الإتحاد السوفيتى نقلا عن مقال نشر بجريدة الأهرام عام 1996 بمناسبة مرور 40 عاماً على حرب 1956
اللواء أ.ح / محمد رفعت وهبة ـ زميل أكاديمية ناصر العليا
جيوش الإتحاد السوفيتى تقوم بإجتياح المجر والدبابات الروسيه تحتل العاصمه المجرية ( نقلا من مقال اللواء / محمد رفعت وهبة )
لقد أيد الاتحاد السوفيتى موقف مصر منذ بداية الأزمة لكن مع بداية العدوان بدأ صوته يخفت تدريجيا نتيجة انشغاله بالثورة المضادة له فى بولندا والمجر وخشيت موسكو من تدخل الغرب فى أزمة بولندا والمجر إذا ما تدخلت فى أزمة السويس،
ومن هنا أبلغ خروشوف السكرتير العام للحزب الشيوعى السوفيتى السيد شكرى القوتلى رئيس سوريا الذى كان يزور موسكو وقتها أنه أى خروشوف لا يستطيع تقديم مساعدة حربية لمصر،
( نقلا عن مقال لسامى شرف سكرتير الرئيس عبد الناصر للمعلومات وبذلك هى معلومة مؤكدة )
الخارجية المصريه تبلغ الرئيس عبد الناصر ان الاتحاد السوفيتى ابلغ مصر رسميا عبر السفير المصرى فى موسكو
ان الاتحاد السوفيتى لن يستطيع التدخل عسكريا ضد العدوان الثلاثى ولكنه سيدعم مصر سياسيا ( نقلا عن مقال الاستاذ / سامى شرف سكرتير الرئيس عبد الناصر للمعلومات وهى بذلك معلومة مؤكدة )
أغارت الطائرات الفرنسية والبريطانية على مدينة بورفؤاد ودمرت كوبري الفردان.
كوكب الشرق ام كلثوم تتحدى الخطر وتصمم على التوجه للاذاعة المصرية وترفض نصائح الجميع بعدم الذهاب خوفا من تكرار قصف الاذاعه وتغنى نشيد ( والله زمان يا سلاحى ) لتسمع العالم صوت مصر وتحديها للعدوان
الجيش المصرى يقوم
بتعزيز حاميه بورسعيد بقوات جديدة
كتيبة مشاه
ثلاث كتائب حرس وطنى
٤ مدافع ذاتيه الحركة من القوات التى تم سحبها من سيناء
نلتقى غدا مع الانذار الروسى الثالث والشهير وبدايه الغزو البرى لمصر
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق