الجزء الثانى عشر من دراسة الانتصار

 


(( ١٢ ))

كتب - جمال النجار 

الجزء الثانى عشر من دراسة الانتصار العسكرى المصرى على العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ فى الميزان العسكرى والاستراتيحى

الثلاثاء ٦ نوفمبر ( اليوم الحاسم يوم فشل العدوان )

رغم الانذار الروسى ورغم الدعم الامريكى المعلن لقرار الامم المتحدة بوقف القتال وانسحاب القوات المعتديه

وفى الساعه الرابعه والنصف صباحا 

وصلت سفن قافله الغزو البحرى قباله شواطىء بورسعيد

حيث انقسمت الى قافلتين

الفرنسية توجهت الى بورفؤاد

والانجليزية توجهت الى بورسعيد

(( كانت الخطه ان تستولى القوات الفرنسيه على بورفؤاد شرق قناه السويس وتستولى القوات الانجليزية على بورسعيد غرب قناة السويس 

ثم تنطلق القوات البريه الفرنسيه على الضفه الشرقيه لقناة السويس بينما تنطلق القوات الانجليزية بمحازاتها  على الضفه الغربية لقناة للسويس ( تزامنا مع غزو بحرى انجليزى للسويس يقوم به الاسطول الانجليزى بالبحر الاحمر )

 وصولا الى الاسماعيلية والسويس وبذلك يكون قد تم السيطرة على قناة السويس

ثم تنطلق القوات الانجليزية من الاسماعيلية الى القاهره وتسقط حكم عبد الناصر وتقوم بتعيين حكومه مواليه للاحتلال على ان ينتهى تنفيذ المهمه بأكملها فى خلال ٤٨ ساعه لوضع العالم امام الامر الواقع  وفارق القوة العسكرية الساحق كان اكثر من كافى لتنفيذ ذلك )) 

 فى الساعه الخامسه وخمس وعشرين دقيقه صباحا فتحت كل مدافع الاساطيل الفرنسيه والانجليزية نيرانها مع غارات جوية مركزة ومكثفه على منطقه الشاطىء المخصصه للابرار فى بورسعيد وبورفؤاد لابادة كل القوات المصرية وتأمين عمليه نزول القوات البريه الى الشواطىء 

واستمر ذلك القصف العنيف حتى السادسه صباحا

 وعلى المدخل الجنوبى لقناة السويس اطلق الاسطول الانجليزى نيران مدافعه على السويس بكثافه تزامنا مع غارات جويه كثيفه وقصف عنيف على المدينه تمهيدا لمحاوله تكرار الغزو البحرى 

 فى بورسعيد وبورفؤاد وصلت موجات الغزو الاولى بقوارب الابرار  مدعومة بالدبابات البرمائية على الشاطىء الساعه السادسه والربع 

مع استمرار القصف الجوى الانجليزى الفرنسى بكثافه على بورسعيد وبور فؤاد

وهكذا 

 تمكنت القوات البرية البريطانية من النزول الى شواطىء بورسعيد

 وتمكنت القوات البرية الفرنسية من النزول الى شواطىء بورفؤاد  

 القيادة المصرية تدفع بقوات جديدة من الجيش المصرى لاحكام الحصار حول بورسعيد وبورفؤاد والسويس لمنع قوات الغزو من الوصول الى الاسماعيلية 

وتدفع بقوات جديدة لدعم الدفاع عن الاسماعيلية 

 تقدمت القوات البرية الانجليزية مدعومه بدباباتها  لتدخل بورسعيد ولكنها اصطدمت بسرية مشاة ( ١٠٠ مقاتل )من الجيش المصرى (بدون دبابات ) 

ودار قتال عنيف صمدت فيه القوة المصريه الصغيرة فى وجه الجيش الانجليزى بدباباته  والحقت بالقوات الانجليزية خسائر كبيره اجبرتها على التوقف

وطلب قائد القوات الانجليزية الدعم من قيادته

وقامت قيادة الغزو بانزال لواء مدرع من الدبابات السنتوريون على رصيف ميناء بورسعيد ودفعته الى القتال فورا 

وقامت باسقاط كتيبه من جنود المظلات قرب القوة المصرى 

وحضر الطيران الانجليزى وقام بقصف عنيف للقوة المصرية الحق بها خسائر كبيرة واجبرها على الارتداد

 القوات البريه الفرنسية تتحرك فى سيناء جنوبا فى طريقها للقنطرة شرق لتنطلق منها الى الاسماعيلية ثم السويس لتقوم بالسيطرة على الشاطىء الشرقى لقناة السويس باكمله ثم تعبر الى السويس لمساعدة الغزو البحرى للقوات الانجليزية للسويس

ولكن

تصطدم القوات الفرنسية بقوه من الجيش المصرى فى منطقه رأس العش جنوب بورفؤاد ب ١٧ كيلو فقط

القوة المصرة تقاتل بشراسه وتلحق بالقوات الفرنسية خسائر كبيرة تجبرها على التوقف

الجنرال ( بارجو ) قائد قوات الغزو الفرنسية يدفع بالطيران لقصف القوة المصريه لاجبارها على ترك مواقعها لتتمكن قواته من اكمال غزوها

ولكن

القوة المصريه تتمسك بمواقعها بشراسه وتجبر القوات الفرنسية على التوقف

الجنرال كيتلى القائد العام للغزو يأمر بالغاء الغزو البحرى للسويس نظرا لقيام زوارق الطوربيد المصريه بالتصدى لسفن الانزال ونجاحها فى تدمير عدة سفن ولتوقف القوة الفرنسية وفشلها فى التحرك للوصول الى السويس  

 فى العاشرة صباحا نجحت القوات الانجليزية مدعومه بالدبابات  فى الوصول الى شوارع بورسعيد ولكنها فوجئت بقوات الصاعقه المصريه وجنود المشاه المصريين يخوضون ضدها حرب شوارع

ودار القتال من بيت الى بيت

وتكبدت القوات الانجليزية خسائر كبيرة ابطأت من تقدمها 

كانت بريطانيا على وشك الانهيار اقتصاديا

فقد رفضت كل دول اوروبا الشريكه معها فى حلف الاطلنطى بيع البترول اليها خوفا من رد الفعل العربى 

وتراجع الرئيس الامريكى عن وعده بتزويد بريطانيا بشحنات البترول خوفا من رد الفعل العربى 

وتعطلت المصانع فى بريطانيا وانهارت البورصه وافلست الشركات 

وانطلقت مظاهرات العمال الغاضبه فى شوارع بريطانيا تطالب بوقف الحرب

 فى الساعه الثانية ظهرا

رئيس الوزراء البريطانى ايدن  يتصل بالجنرال ( كيتلى ) قائد قوات الغزو ويأمره باتمام احتلال الاسماعيلية والسويس قبل الساعة الخامسه عصرا 

واتمام احتلال مصر كلها واسقاط نظام عبد الناصر وتعيين حكومه مصرية جديدة  مواليه لانجلترا  خلال ٤٨ ساعه

 لصنع امر واقع وفرضه على العالم 

( كان فارق القوه العسكرية الرهيب  يتيح للقوات الانجليزية تنفيذ ذلك فقد تم تدمير الطيران المصرى  وتم قصف كل معسكرات الجيش المصرى وتجمعات قواته بشدة وعنف واصبح على بقايا الجيش المصرى ان تقاتل بدون طيران فالغزو يجب ان يكون نزهه على ضفاف قناة السويس تنتهى بنزهه على ضفاف النيل )

الجنرال كيتلى يأمر باسقاط قوات مظلات شمال مدينه القنطره وان تندفع القوات البريه ومعها قوات الصاعقه الفرنسية باقصى سرعه للوصول الى الاسماعيلية ويندفع جزء منها لغزو السويس من سيناء على ان تندفع باقى القوات الانجليزية لتغزو القاهره 

( واضح ان الجنرال كيتلى ومركز قيادته كان غرور القوه مازال يسيطر عليهم ولم ينتبهوا ان نزهتهم تحولت الى هزيمه كارثيه على يد الجيش المصرى )

الرئيس الفرنسى جى موليه يعلن فى الجمعيه الوطنية الفرنسية ( البرلمان الفرنسى ) فى باريس ان الجيش الفرنسى دخل الاسماعيلية ورفع العلم الفرنسى على مبنى هيأه قناة السويس

عبد القادر حاتم وزير الاعلام المصرى يستدعى مندوب وكاله الانباء الفرنسيه بالقاهره ومعه ١٠٠ صحفى اجنبى ويصطحبهم فى رحله فورا الى الاسماعيلية ليروا بانفسهم انه لا يوجد اى تواجد عسكرى للجيش الفرنسى بالاسماعيليه ويروا بانفسهم العلم المصرى يرتفع وحده على مبنى هيأه قناة السويس 

والصحفى الفرنسى يرسل لرئيس الجمعيه الوطنية رساله تخبره بالحقيقه ويبلغه ان هناك ١٠٠ صحفى من كل دول العالم سيبلغون العالم بالحقيقه ويبلغونه ان جى موليه كاذب

ورئيس الجمعيه الوطنية يقرأ رساله الصحفى على اعضاء الجمعيه الوطنية وجى موليه يغادر مقر الجمعيه الوطنية غاضبا 

 انهيار البورصه الفرنسيه واغلاق الاف المصانع ومظاهرات العمال الغاضبين تربك باريس وتهدد استقرار الدوله الفرنسية 

 القوات الانجليزية تفاجأ بانها تورطت فى حرب شوارع شرسه مع قوات الصاعقه والمشاه المصريين تدعمهم عناصر المقاومه الشعبية فى احياء بورسعيد التى حاولت غزوها 

الجنرال كيتلى يصدر اوامره لقواته بعدم التورط فى بورسعيد والانطلاق باقصى سرعه لغزوالاسماعيلية ثم الانطلاق لغزو القاهره 

 ولتنفيذ ذلك يأمر بالاستعداد لاسقاط كتائب مظلات فى الاسماعيلية وابوصوير لتأمين طريق التقدم الى القاهرة  

ونتيجة المقاومه الشرسه لوحدات الجيش المصرى ونجاحها فى تعطيل تحرك قوات الغزو  تمكنت  القوات الانجليزية بصعوبه من الوصول الى قوات المظلات الفرنسيه فى منطقه محطه المياه جنوب بورسعيد 

 السكرتير العام للأمم المتحدة يطالب بوقف العمليات العسكرية فورا 

ويطالب  بريطانيا وفرنسا بوقف اطلاق النار فورا

 ومصر تقبل قرار وقف إطلاق النار  والامم المتحدة توافق على ارسال قوات الطوارئ الدولية .

  الجنرال كيتلى يأمر قواته بالاندفاع جنوبا باقصى سرعه لاحتلال الاسماعيلية وقوات الغزو مدعومه بالدبابات تتقدم باقصى سرعه فى اتجاه الجنوب 

 فى الخامسه عصرا قوات الغزو تصطدم بالقوات المصريه شمال القنطره فى منطقه رأس العش غربا جنوب بورسعيد ب ١٧ كيلو فقط

وتخوض قتال شرس ضد القوات المصريه

ولكن

القوات المصريه تقاتل بشراسه وتكبد قوات الغزو خسائر كبيرة تجبرها على التوقف 

 الجنرال كيتلى ومركز قيادته يعيدون تقدير الموقف فمقاومه القوات المصريه اربكت كل خططهم

فاقصى ما وصلوا اليه هو ١٧ كيلو متر جنوب بورسعيد بينما كان ينبغى عليهم طبقا للخطه ان يكونوا قد احتلوا الاسماعيلية والسويس وفى طريقهم للقاهره 

( المسافه التى احتلوها لا تساوى جزء من الف من المسافه التى قطعوها من قواعهم فى بريطانيا الى مصر )

وهم يدركون انهم لم يصطدموا بعد بالقوة الرئيسيه للجيش المصرى الموجودة جنوب القنطره وطبقا لاستطلاعهم الجوى تتكون هذه القوه من الفرقه الثالثه مشاة والفرقه الرابعه المدرعة 

ويقررون انهم فى حاجه الى عدة ايام لاعادة تجميع قواتهم واعدادها لاستئناف الغزو

 الجنرال كيتلى يأمر بالغاء عمليه اسقاط المظلات على الاسماعيلية وابو صوير حتى لا يتم ابادة تلك القوات لان القوات البريه لن تستطيع التحرك من مكانها نظرا لخطورة الموقف 

 الجنرال كيلى يبلغ رئيس الوزراء البريطانى بالموقف وعدم قدرة قواته على استئناف الغزو نظرا للقتال الشرس الذى يخوضه الجيش المصرى 

 رئيس الوزراء البريطانى يدرك فشل الغزو فلن تستطيع بريطانيا تحمل الضغوط الاقتصاديه اكثر من ذلك ولن تستطيع بريطانيا تحمل الضغوط السياسيه اكثر من ذلك فاغلاق قناة السويس ومنع البترول عن اوروبا اثار غضب كل الشعوب والحكومات الاوروبية ضد بريطانيا وفرنسا 

 الغزو كان المفروض ان يكون عملية حربية خاطفه تتنتهى فى ٤٨ ساعه فقط يصنع خلالهم امر واقع يفرضونه على العالم

ولكن مرت سبعة ايام كامله منذ بدأ القصف الجوى لمصر

فشلوا خلالهم فى حصار وتدمير الجيش المصرى فى سيناء

وفشلوا فى تدمير الجيش المصرى بالقصف الجوى العنيف رغم نجاحهم فى تدمير الطيران المصرى

واتى قرار عبد الناصر باغلاق قناة السويس

وقراره  بتسليح الشعب المصرى وتوزيع اكثر من اثنين مليون قطعه سلاح وتنظيم جيش شعبى جبار 

مع قتال وحدات الجيش المصرى الشرس الذى فاجأ قوات الغزو واربكها 

كل ذلك اكد لايدن فشل الغزو

 فى الثانية عشر ليلا ليله ٦ / ٧ اكتوبر ١٩٥٦

ابلغ ايدن رئيس وزراء بريطانيا العظمى سكرتير عام الامم المتحده رضوخه لقرار وقف اطلاق النار

المدهش انه لم يبلغ شركاؤه فى المؤامره ( فرنسا واسرائيل ) بقراره الذى فوجئوا به

 الرئيس الفرنسى جى موليه يتصل بايدن ويحاول اقناعه بالتراجع عن قراره لكن ايدن يصمم على موقفه فجيوشه تتعرض لموقف خطير فى مصر فهى محاصره داخل مدينه بورسعيد وتتعرض لحرب شوارع شرسه من قوات الصاعقه والمشاه المصريين وقوات الجيش الشعبى 

ولا تستطيع التقدم جنوبا لانها ستصطدم بالقوة الرئيسيه للجيش المصرى التى فشل الطيران الانجليزى الفرنسى فى تدميرها رغم القصف العنيف وهو ما يهدد بابادة الجيش الانجليزى الفرنسى فهم غير قادرين على البقاء فى بورسعيد تحت وطأه حرب الشوارع وغير قادرين على تجاوز القوات المصريه التى اوقفتهم جنوب بورسعيد ولو تجاوزوها سيصطدمون بالتجمع الرئيسى للجيش المصرى شمال الاسماعيليه  ولو تغلبوا على كل ذلك سيكون عليهم خوض حرب شوارع فى كل انحاء مصر ضد الجيش المصرى والجيش الشعبى الذى صنعه عبد الناصر بقراره الغير مسبوق بتوزيع السلاح على الشعب فصنع جيش شعبى قوامه اكثر من اثنين مليون مقاتل بقيادة زكريا محيى الدين عضو مجلس قيادة الثورة 

 الرئيس الفرنسى جى موليه يأمر  الجنرال الفرنسى ( بارجو ) قائد قوات الغزو الفرنسية بالا ينصاع لقرار الامم المتحدة بوقف القتال وان يعمل منفردا ولا ينصاع لاوامر الجنرال الانجليزى كيتلى القائد العام للغزو

ويامره بان يتحرك بالقوات الفرنسية للسيطرة على الاسماعيلية والسويس لصنع امر واقع يتم فرضه على العالم 

الجنرال بارجو يجتمع بمركز قيادته ويناقشون  حلين للموقف

الاول : اسقاط جنود مظلات فرنسيين على طول القناة لاحتلالها ( ولكن هذه القوات ستتعرض للابادة لان القوات البريه الانجليزية لن تتدخل فى القتال لدعم قتال هذه القوات )

الثانى : ان يرتدى جنود الجيش الاسرائيلى القريبين من قناة السويس ملابس الجيش الفرنسى ثم يتقدمون للتواجد على ضفتى القناة وكأنهم الجيش الفرنسى 

ثم تتقدم القوات الفرنسية باقصى سرعه لتقوم بتغيير القوات الاسرائيليه وتحل محلها قبل ان يتم فضح الخدعه

واتصل الرئيس الفرنسى جى موليه برئيس الوزراء الاسرائيلى بن جوريون وعرض عليه الحل

ولكنه فوجىء برئيس الوزراء الاسرائيلى يخبره ( ان اسرائيل حققت ما كانت تريده من الحرب فقد احتلت سيناء وقام الانجليز والفرنسيين بتدمير الاسلحه الروسيه التى حصل عليها الجيش المصرى وانتهى خطرها على اسرائيل وانه بعد موقف رئيس الوزراء الانجليزى لم يعد هناك ما يدفع اسرائيل لمواصله الحرب ) 

بينما كانت هذه المحاولات الفرنسية تجرى

كان رئيس الوزراء الانجليزى يصدر امرا للجنرال كيتلى بمنع القوات الفرنسية من الاستمرار فى القتال ومنعها بحسم من تجاوز الخط الذى وقفت عليه حتى لا تعطى مبرر للجيش المصرى بمهاجمه قوات الغزو بقوته الرئيسيه 

ويصدر الجنرال كيتلى اوامر صارمه للجنرال الفرنسى بارجو بتنفيذ ذلك

وبارجو يبلغه بتمام التنفيذ 

وفى الساعه الثانيه من فجر يوم ٧ نوفمبر يصدر ايدن امرا ثانيا للجنرال كيتلى بالالتزام بوقف القتال تنفيذا لقرار الامم المتحدة

والجنرال كيتلى يبلغه انه تم تنفيذ ذلك منذ ساعتين اعتبارا من الساعه الثانيه عشر منتصف الليل 

وهكذا توقف القتال بهزيمه عسكرية كارثيه لجيوش الدول المعتديه وانتصار عسكرى مصرى ساحق على الدول المعتدية 

نلتقى غدا مع المرحله الانتقاليه من ايقاف اطلاق النار فى ٧ نوفمبر حتى الانسحاب فى ٢٢ ديسمبر ومصرع ابن عم ملكه انجلترا فى بورسعيد وامهر ضابط مخابرات انجليزى وحرب الشوارع ودور المقاومه السريه للجيش المصرى والمقاومه الشعبيه للجيش الشعبى المصرى 

يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة