( بمناسبه ٢٣ ديسمبر ذكرى عيد النصر )

 




كتب - جمال النجار 

( ١ )

 ( بمناسبه ٢٣ ديسمبر ذكرى عيد النصر )

الانتصار العسكرى المصرى على العدوان الثلاثى ١٩٥٦ 

فى الميزان العسكرى والاستراتيجى

 لقد هزمت مصر عسكريا فى حرب ١٩٥٦ ولكنها انتصرت سياسيا بقوه الانذار الروسى بقصف لندن وباريس اذا لم يتوقف العدوان . وبقوه الاوامر الامريكية لانجلترا وفرنسا بوقف العدوان والانسحاب لان العدوان حدث بدون علم امريكا وضد ارادتها 

اكذوبه صنعتها الدول المعتديه وباركتها روسيا وامريكا ( اتفقوا رغم تعارض مصالحهم لان الاكذوبه تحقق مصالحهم )

 ورددها الخونه من جماعة الاخوان وكل عملاء امريكا والغرب وكل اليسار المقتنع بالفكر الروسى ( وهؤلاء كانوا يسيطرون على كل الابواق من اعلام لادب وفن )

فكتبت الاف المقالات وطبعت عشرات الكتب وصنعت اعمال فنيه كلها تنشر الاكذوبة وترددها  حتى ترسخت واصبح الكثيرين يؤمنون بها 

والان اسمحوا لى ان نقترب لنرى الحقيقه

بدايه :

الحرب والسياسه ادوات لاداره الصراع بين الدول وتحسم نتيجه الصراع بمن حقق اهدافه من دخول الصراع 

ولا يمكن الفصل بين الحرب والسياسه 

فالحرب هى الحوار بالرصاص والسياسه هى استكمال لنفس الحوار بالمواقف والكلمات 

والدول تستخدم الاثنين لتحقيق اهدافها 

ولم يسبق ان تحدث احد عن هزيمه عسكريه وانتصار سياسى او العكس بل يتحدثون عن النصر فقط اذا تم تحقيق الاهداف

لكنهم فى سعيهم لافقاد المصريين ثقتهم فى انفسهم

 لا يمكن ان يعترفوا ان مصر وهى فى بدايه مرحله بناء قوتها تمكنت من الحاق هزيمه عسكريه كارثيه بثلاث دول منهم دولتين يصنفون انهم دول عظمى 

وفى سعيهم لتشويه عبد الناصر لا يمكن ان يعترفوا انه قاد مصر لتحقيق ذلك النصر العبقرى

والان لنرى الاهداف التى دخلت بريطانيا وفرنسا واسرائيل الحرب لتحقيقها

اولا :

تدمير الجيش المصرى 

واسقاط حكم عبد الناصر وقتله او القاء القبض عليه ومحاكمته هو وكل اعضاء مجلس قيادة الثوره وتعيين 

اللواء / محمد نجيب رئيسا لمصر بحكومه من الاخوان وبشوات النظام الملكى السابق تعترف وتقر بالاحتلال الانجليزى لمصر وسيطره فرنسا على قناة السويس وضم اسرائيل لسيناء بدعوى الحفاظ على امن المصريين وحمايتهم من ويلات الحرب 

ثانيا :

اعادة احتلال بريطانيا لمصر واعادة سيطرتها العسكرية على منطقه قناة السويس والقاهره والاسكندرية ( اعادة الاوضاع لما كانت عليه قبل اتفاقيه الجلاء )

ثالثا : 

اعادة سيطره فرنسا على شركة قناة السويس ومنع الدعم المصرى لثوار الجزائر ليستقر الاحتلال الفرنسى للجزائر باسقاط نظام عبد الناصر الداعم الرئيسى للثوره الجزائرية 

رابعا : 

احتلال اسرائيل لسيناء وضمها اليها والقضاء على قواعد الفدائيين فى سيناء لمنع العمليات الفدائيه التى تستهدف اسرائيل انطلاقا من سيناء وافقاد قضيه فلسطين الداعم والراعى الرئيسى لها باسقاط حكم عبد الناصر 

اربعه اهداف واضحه وصريحة 

وضعت خطه عسكريه شارك فى وضعها امهر القادة العسكريين الذين صنعوا النصر فى الحرب العالمية الثانية

 ووضعت تحت ايديهم اقوى الاسلحه فى العالم وكل امكانيات وقدرات انجلترا وفرنسا واسرائيل بحمايه امريكا

وهكذا ظهرت الخطه قادش ( كما اسمها الاسرائيليين ) لمهاجمه مصر

فى بدايه وضع الخطه طرحت فكرة غزو مصر عن طريق الاسكندرية لوجود ميناء كبير ومطار كبير بالسيطره عليهم ستتمكن قوات الغزو من صنع قاعدة قويه تنطلق منها للوصول الى القاهره من اقصر واسرع طريق 

ولكن

تذكروا احمد عرابى والكارثه التى تعرضت لها الجيوش الانجليزية فى غزوها لمصر عام ١٨٨٢ عندما تمكن عرابى من صدهم فى كفر الدوار ولمده خمس اسابيع كامله يلحق بالجيوش الانجليزية الهزيمه تلو الهزيمه ولو لم يوجد طريق اخر لغزو مصر لولد تاريخ جديد للعالم فى كفر الدوار

واجبرت الجيوش الانجليزية على التوجه الى بورسعيد لغزو مصر

ونجحوا بخيانه فرنسا التى سمحت لهم باقتحام قناة السويس

ونزلت الجيوش الانجليزية فى بورسعيد والسويس وزحفت منها الى الاسماعيلية

وانطلقت فى زحفها الى القاهره

ولكن

تمكن عرابى بالجيش المصرى من صدهم والحاق الهزيمه بهم فى معركة القصاصين الاولى والثانيه ولكن الجيوش الانجليزية بفضل الخيانه تمكنت من هزيمه الجيش المصرى فى معركة التل الكبير

كان ذلك هو السبب الرئيسى لاستبعاد فكرة غزو مصر عن طريق الاسكندرية حتى لا يتكرر سيناريو فشلهم فى مواجهه عرابى 

كما ان الهدف المعلن للغزو لخداع العالم كان تأمين حريه الملاحه بقناة السويس والاسكندرية بعيدة عن القناة 

ولا توفر لهم ذلك الغطاء الاعلامى للغزو 

وهكذا 

قرر قادة العدوان الاستفادة من درس احمد عرابى

فقرروا ان يبدأ الغزو بهجوم عسكرى اسرائيلى على سيناء لاستدراج القوه الرئيسيه للجيش المصرى الى سيناء

يعقب ذلك هجوم انجليزى فرنسى على بورسعيد والسويس والانطلاق الى الاسماعيلية وبذلك يتم حصار الجيش المصرى فى سيناء وابادته

وبذلك يصبح الطريق مفتوحا الى القاهره 

وفى نفس الوقت تنطلق ثوره شعبيه يحركها ويقودها جماعة  الاخوان المسلمين وبقايا نظام البشوات والاحزاب القديمة ضد نظام عبد الناصر ( اقنع الاخوان والبشوات الانجليز انهم قادرون على ذلك ليشجعوهم على غزو مصر والتخلص من نظام ثوره يوليو بقيادة عبد الناصر )

وتتقدم قوات الغزو حتى تصل الى القاهره وتقتل عبد الناصر او تلقى القبض عليه وتسقط نظامه وتعين محمد نجيب رئيسا لمصر بحكومه من بشوات النظام الملكى والاخوان 

وهكذا تسقط مصر ويتم لهم النصر بتحقيق الاهداف التى دخلوا الحرب لتحقيقها 

خطة محكمه توافرت لها كل عوامل النجاح

 اكثر القادة العسكريين علما وخبره فهم القادة الذين صنعوا نصر الحلفاء فى الحرب العالميه الثانية وهم الاكثر علما وخبره بفن الحرب

 اكبر دعم سياسى فهناك دولتين عظمتين يمتلكان عضويه دائمه بمجلس الامن وحق الفيتو وعضوان بحلف شمال الاطلنطى اقوى قوه عسكريه بقيادة امريكا وحمايتها

وهناك اعلام دولى تسيطر عليه الصهيونية 

وفى المقابل

مصر دوله ضعيفه تبدأ فى بناء نفسها وجيشها فى اضعف حالاته حيث تسليحه باسلحه غربية قديمه وهناك صفقه اسلحه تشيكية لم يتمكن الجيش المصرى من اتقان التدريب عليها بعد 

واقتصاد مصر ضعيف ومجتمع مصر يتقاسمه التيار الثورى الداعم لعبد الناصر وتيار جماعه الاخوان المعادى لعبد الناصر وتيار بقايا نظام الاقطاع والرأس ماليه والبشوات المعادى لعبد الناصر 

واجبرت القيادة المصريه على توزيع قواتها العسكرية  المحدودة على حمايه اتجاه الاسكندرية وحمايه القاهره ( فلم تكن مصر تمتلك معلومات عن الغزو وخطة الغزو )

وحشدت ما تبقى من  قواتها فى اتجاه الشرق

وضع يقول ان الانتصار الانجليزى الفرنسى الاسرائيلى مضمون بنسبه ١٠٠٪ 

وان اى حديث عن تمكن مصر من مجرد الصمود هو العدوان الثلاثى

 مض خرافات واوهام تتعارض مع العلم والمنطق

ولادراك حقيقه ذلك لنرى الان 

مقارنه القوات العسكرية بين دول العدوان ومصر 

نلتقى غدا لاستكمال البحث 

تعليقات

المشاركات الشائعة