أضواء كاشفة .. الحلقة الستون
كتبت - زهره مصطفى
أجمل ما قيل عن فن الواو .. باسلوب مبسط وافى من خلال الدراسة التى قدمها لنا الشاعر الاستاذ / عبد الستار سليم - باحث فى فن التراث الشعبى .. حلقة جديدة مميزه من التعرف على هذا الفن الممتع .
ماذا تعرف عن
"فن الواو "
……
فن العديد ، فن متنوّع الأغراض والمضامين ، ولذلك فهو يعتبر بحرًا هادرًا يموج بالنصوص الرثائية ، لا شاطئ له ، إذ أن المرثيات تتنوّع بتنوّع الميت ، وهذا ملمح من أهم الملامح وأكثرها قُربًا من خلجات النفس البشرية ، فالرثاء الخاص بالميت الرجل له نصوصه ، و الخاص بالمرأة الميتة له نصوصه ، وكذلك يكون لكل من
( الطفل ، والشاب ، والعجوز ، والطفلة ، والشابة ، والعجوز ) ، بل العدّودة لم تغفل من ماتت ، وليس لها ولد ، حيث تقول :
مالها الوليّة نعشها مايل
مالهاش ولد بين الرجال شايل
مالها الولية نعشها ها يميل
مالهاش ولد بين الرجالِ يْشيل
***
وكذلك من مات فجأة بدون مرض ، ومن مات بسبب المرض ، ومن مات غريبا عن دياره ومن مات بين أهله، ومن مات قتيلا ، ومن مات غريقا ، ومن مات محروقا ، و، و، إلى آخره. ..!
فلكل حالة منها "عديدها " الخاص بها …!
ومن العديد على الذى مات شابّاً ، وهو فى الغُربة - (الغُربة هنا هى الوجه البحرى وهو من الصعيد) هذه عدّودة تشبّه الشاب - الذى مات - بالقنديل المنوّر ، تقول :
قنديل منوّر وانْطفَا ضَيّـُه
سوق البحيرة ما التقاش زَيّـُه
قنديل منوّر وانطفَا نورُه
سوق البحيرة ما التقاش غيرُه
*****
و نجد كلمة " الكاس" تتردد كثيرًا فى العدودة ، وهى تنسحب دائما على " كاس" المُرّ - أو " كاس" المرار - تقول العدّودة :
أجيبك منين يا شاب يا مِتْعاز
وحياة شبابك شاربة عليك الكاس
تقصد أنها شاربة عليه " كاس" المرار والحنْضَل ، وقد تقال العبارة بشكل آخر ..
( الزمان زقانى الكاس )
وهذا المعنى مازال مطروقا ، فهناك أغنية تقول :
ناح الحمام بغرام ناسُه
اللى عِلُوا واللى انْداسُوا
واللى كَوَاهم ويل الليل
واللى بَقُم من حُرّاسُه
***
حال الزمان عُمرُه ما بيدوم
هلافيت تنام طواغيت بتقوم
و قْلوب بتْئنّ قلوب بتْلوم
وكلّ حَيّ ولُه كاسُه
***
( يتبع 👈)
الشاعر / عبد الستار سليم
ناقد وباحث فى التراث
متابعة الشاعرة / همت مصطفى
المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق