العملية شعبان 8

 



كتب - جمال النجار 

العملية شعبان 8 ( سلام سلاح للجيش المصرى .. سلام سلاح )

عمليه قصف رمانه وبالوظه ليله 8 / 9 نوفمبر 1969 بواسطة القوات البحرية المصرية 

( ملحوظة هامه جدا

بعد اختراع الطائرات وتقدم علم صناعه الطائرات الحربية أصبح من المستحيل نجاح اى مهمة تكلف بها القوات البحرية لاى دوله فى العالم إلا إذا توافر غطاء جوى قوى للقطع البحرية وإلا فان الطيران المعادى سيقوم بإغراقها

فإذا كانت تلك القطع البحرية تابعه لمصر التى تم تدمير كل سلاحها الجوى فى عدوان الخامس من يونيو 67 

وإذا كان العدو المستهدف هو إسرائيل بسلاحها الجوى القوى الذى أدى تدمير الطيران المصرى إلى إحرازه السيادة الجوية وليس مجرد السيطرة الجوية على سماء الشرق الأوسط

يصبح تكليف البحرية المصرية باى مهمة قتاليه ضد إسرائيل ضربا من الجنون فهى مهمة مستحيلة )

الزمان

 شهر نوفمبر 1969 

الحدث

رصدت المخابرات المصرية قيام إسرائيل بتحويل منطقه رمانه وبالوظه إلى مناطق تخزين لذخيرتها وأسلحتها ومعداتها وتزايد النشاط الاسرائيلى فى المنطقتين بصوره كبيره وتجميع كميات كبيره من الدبابات والمدفعية والذخائر هناك وهو ما استنتجت منه القيادة المصرية أن إسرائيل تستعد لعمليه كبرى ضد مصر 

وكان قرار القيادة المصرية إحباط العلمية الاسرائيليه قبل أن تستكمل إسرائيل استعداداتها بتدمير كل مخزونها من الاسلحه والذخائر والمعدات التى قامت بتجميعها فى المنطقة

وأفادت تقارير أجهزه الأمن المصرية تواجد مخازن الشئون الاداريه للجيش الاسرائيلى بمنطقه رمانه تحوى كميات كبيره من الوقود والدبابات والمدفعية والذخيرة 

بينما حوت منطقه بالوظه مطارا عسكريا إسرائيليا وبطاريات صواريخ هوك مضادة للطائرات وقاعدة رادار اسرائيلى 

ونظرا لتدمير الطيران المصرى فى حرب يونيو 1967 وعدم امتلاكه القدرة فى ذلك التوقيت على تنفيذ تلك المهمة

ولان المنطقتين تقعان على ساحل البحر المتوسط شرق بور فؤاد بمسافة 40 كيلو متر  خارج مدى المدفعية البعيدة المدى للجيش المصرى 

تقرر الاعتماد على القوات البحرية المصرية لتنفيذ هذه المهمة

بواسطة المدمرتين ( دمياط / الناصر )

وهكذا وضعت الخطة أن تتحرك المدمرتان 

( دمياط والناصر ) من الاسكندريه ليكونا أمام  فنار البرلس مع الغروب ثم يواصلان إبحارهما شرقا لتنضم إليهما لنشات الطوربيد والصواريخ التى ستخرج من قاعدة بورسعيد لتوفير الحراسة البحرية للمدمرات ليكمل التشكيل إبحاره شرقا فى اتجاه الهدف ليصل إليه فى الساعة الحادية عشر والنصف مساءا لتفادى تدخل الطيران الاسرائيلى 

على أن يبدأ فوج المدفعية الساحلية بقاعدة بورسعيد قصف المواقع الاسرائيليه شرق بور فؤاد ليتصور الإسرائيليين أن القصف يأتيهم من بورسعيد وليس من البحر

كانت السرية والخداع هى أسس نجاح العملية فالمفاجأة أن إسرائيل لم تكن تتصور أن القيادة المصرية  ستفكر فى مهاجمه سيناء بالقطع البحرية للأسطول المصرى بدون وجود غطاء جوى لحماية القطع البحرية فذلك أمر مستحيل عسكريا 

ولكنه إيمان المصريين أن المستحيل لا يحمل الجنسية المصرية 

وهكذا انطلق المقدم بحرى / عدلى عطية 

قبطان المدمرة دمياط

والمقدم بحرى / عادل شراكى 

قبطان المدمرة الناصر 

ليثبتا للعالم أن المستحيل لا يحمل الجنسية المصرية

وفى تمام الساعة الحادية عشره مساءا بدأت المدفعية الساحلية المصرية فى قصف قوات العدو الاسرائيلى على ساحل البحر المتوسط شرق بورسعيد وهو ما لفت أنظار القيادة الاسرائيليه وجعلها تضع كل تركيزها فى اتجاه بورسعيد

وفى تمام الحادية عشره والنصف مساءا كان التشكيل البحرى المصرى فى مواجهه أهدافه 

وفتح الجحيم أبوابه عبر مدافع المدمرتين دمياط والناصر 

نصف ساعة كاملة لم تتوقف فيها مدافع المدمرتين عن صب نيران الغضب المصرى على المواقع الاسرائيليه بمنتهى القوه والعنف

 واشتعلت مخازن الذخيرة والوقود فى المواقع الاسرائيليه وأصبح قصف المدمرتين أكثر دقه فهما يطلقان النيران على أهداف حددتها النيران المشتعلة فيهما

وفتح الجحيم كل أبوابه على إسرائيل وقواتها التى لا تعلم من أين يأتيها القصف 

ورصدت الاجهزه المصرية انه لم يعد هناك هدف ليستمر الضرب عليه فقد اشتعلت المنطقتان بالكامل وتحولتا إلى قطعه من الجحيم الحقيقى وتكفلت الذخيرة الاسرائيليه ومستودعات الوقود الاسرائيليه بتنفيذ تدمير أكثر ما كانت تتوقعه القيادة المصرية 

وصدرت الأوامر إلى المدمرتين بالعودة على أن يتم تغيير خط سير العودة فقد رصدت الاجهزه المصرية طائره استطلاع إسرائيليه تحلق فوق المنطقة وهو ما يعنى أن الطيران الاسرائيلى فى طريقه للمنطقة وسيبحث عن التشكيل فى خط سير يقترب إلى مصر فصدرت الأوامر أن يتخذ التشكيل خط سير شمالا شرقا ليبدو انه متجه إلى إسرائيل ثم يستدير لينطلق غربا فى طريقه إلى مصر بعيدا عن المنطقة التى سيبحث فيها الطيران الاسرائيلى

وفى الطريق اكتشف الطيران الاسرائيلى التشكيل فى بداية تحركه 

وأصدرت القيادة المصرية أوامرها بخروج طائرتين ميج 21 لتقديم الدعم للمدمرتين 

واستطاعت المدمرة دمياط أساقط طائرتين للعدو وأكملت خط سيرها بعيدا عن المنطقة

 بينما تصدت المدمرة الناصر للطيران الاسرائيلى ونجحت فى ترك المنطقة رغم إصابتها أصابه خفيفة نتج عنها أصابه فردين من طاقم المدمرة

 بينما استطاعت لنشات الصواريخ والطوربيد باستغلال صغر حجمها وسرعتها الكبيرة على تجنب القصف الجوى الاسرائيلى

وباقتراب الطائرات المصرية انسحبت الطائرات الاسرائيليه رغم تفوقها فى العدد والإمكانيات 

وارتفعت أعمده النيران فى الأهداف الاسرائيليه إلى عنان السماء حتى  شوهدت من منطقه بورسعيد على مسافة أربعين كيلو متر وهو ما يؤكد الحجم الكبير لكميه الذخيرة والوقود الاسرائيليه التى تم تدميرها

وظلت النيران مشتعلة فى المنطقة لمده ثمانية وأربعين ساعة كاملة وفشلت كل المحاولات الاسرائليه لإخمادها

ووصلت اللنشات إلى قاعدة بورسعيد بسلام

ووصلت المدمرتان دمياط والناصر إلى ميناء الاسكندريه بسلام بعد أن اثبت رجالهما للعالم أن المستحيل لا يحمل الجنسية المصرية



سلام سلاح للجيش المصرى 

سلام سلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة