أضواء كاشفة .. الحلقة الواحد والخمسين

 


كتبت - زهره مصطفى 

الاستمتاع فى المعرفة .. وهنا نضئ الطريق للمعرفة .. قراءة فى  فن الواو .

                      ماذا تعرف عن 

                 "فن الواو "  

                  …………


 يقول كاتب هذه السطور من مربعاته  الواوية :

"الواو " مولود حِدَانا  /  وِ حْدانا  عَمّه  و  خالُه

ولا حَدّ  يِحْدِى حِدانا / ولا غيرنا فى القول خالوا 

***

لا تقول لى كانِى ومانِى/  دا "الواو" أصلُه جنوبِى 

 ليه قول يِومُه  بْيومانِى / جا قْناوِى ولاّ جا نوبِى 

***

إذا كان أهل الصعيد قد احترفوا- دون غيرهم - قول "فن الواو" ، فى مجالسهم ونواديهم (النوادى هنا يُقصد بيها قعدات المصاطب ، وليس بالمفهوم المعاصر لكلمة النوادى ) وذلك فى سهراتهم الليلية فى المنادر ، وفى المساطيح  - المساطيح جمع مسطاح ، ويُقصد به المكان المتسع المكشوف الذى يفرش فيه البلح أى ثمر النخيل بعد جزّ سُباطاته  ، وكذلك عيدان الذرة الشامية بعد جَزّها ونقلها من الغيط إلى هذه المساحات الشاسعة المكشوفة تحت الشمس - وخصوصًا شمس الشتاء -   تحت أشعة الشمس لتجفيف هذا المحاصيل - وحول الأجران فى ضوء القمر ، وقد ترك لنا التاريخ أسماء الكثير من القوالين الذين اشتهروا بقول هذا الفن ، وهم كُثْر (  مثل على النابى وزوجته ، وحسين زوط ، وحسن عبد الرحيم القفطى ، وأحمد محمد القوصى، وحسن عبد الرحيم الفرشوطى ، وحسين الحكيم ، ، والسّقَلّى ،وتوفيق وهبة ، وعبد الله لهلبها الإسناوى ، وغيرهم .. وكلهم  قنائيون أو قناوييون ، أى من أبناء منطقة " قنا" ، فضلاً عن القوال الشهير أحمد بن عروس ، الذى يعتبر ذاكرة الصعيد ، بل وقيل إنه الجد الأكبر لشعر العامية ، وهو الرائد الأشهر لهذا الفن …

فإن هناك من غير الجنوبيين من حاول النظم فى هذا القالب ، من أمثال بيرم التونسى ، والزجال الكبير أبو فراج السكندرى ، وعثمان عبد العزيز عفيفى(أبوشادية ) ، وميلاد واصف ، وأحمد سليمان حجاب - وهو من مواليد "أبو زعبل " - والذى أصدر من خلال " المكتبة الزجلية"

كُتيّبًا  بعنوان ( قال ابن عروس )، وهو كتيّب من القطع الصغير ، وعدد صفحاته 64 ( أربع وستون صفحة ) بخلاف الغلاف ، وكان ثمنه آنذاك (  10 عشرة قروش ) ، و كُتب فى ظهر الغلاف الأخير هذه العبارة

 "يُطلب من مكتبة الثقافة الشعبية "

 وسنورد بعض النماذج من هذه المربعات 

 لهؤلاء الرواد الأوائل …!

*****

سنسوق بعض ما قاله الأقدمون ، دون التعرض للقيمة الفنية لما قالوه …

يقول ابن عروس

النّدْل ميّت وهُوْ حيّ / ولا حَدّ يحسُب حسابُه 

 وهوّ  كالترمُس  النّيّ / حضورُه يشبه غيابُه 

***

لا بدّ   من   يوم   معلوم/   تِتْردّ   فيه    المظالم 

أبيض   على كل    مظلوم/ أسود  على كل  ظالم 

***

يقول عبد الله لهلبها الإسناوى :

ياللى هواكِى هَوَسْنَا/  ما نَفَعْنَا طِبّا وْ حَجَايب 

فَـكّـر علينا هوَى اسْنَا / وساكِنات   الحجايب 

***

يقول ميلاد واصف :

الـحُرّ بات ع الحديدة  / بعد الغِنَى صار فى حاجة

وعْيونُه كانت حديدة  / أصبح ما بيْشُوفْش حاجة  

***

و زوجة "على النابى" كانت تجيد قول هذا الفن ، وكانت هى وزوجها على النابى يتباريان فى قول هذا الفن ، يقول على النابى مخاطبا زوجته - وهو على فراش 

المرض -

إنْ كان رقادِى تَعَبْـكِى/ وسْراج النّيَا  بات  قايِد 

هاتى حِبابِك  تعا ابْكِى / على  طريح   الوسايد

***

فتردّ عليه زوجته بحسرة : 

والله الرقاد ما تَعَبْنى/ يابو العِمِيمَة النّضيفة

لكنّى با   هِدّ  وابْنِى / وِلْدَك ما هُوّاش خليفة 

***

وهى تقصد أنه ما هُوّاش خليفة فى قول فن الواو ! 

ويقول الحاج فرج السيّد فرج ( أبو فرّاج ) :

الواو    تلاحين  كمَنْجَة /  يكهْرب الفكْر ماسُه 

وادى ابن عروس كمان جَه / وجاد  بدُرّه  وماسُه

***

ويقول حسن الفرشوطى :

مالُه   الهَوَى  زاد وَسْمِى/   من يوم بعادْهُم بدالى 

 سَمّتْ  ولَـدْها على اسْمى/ خايف   تِحِبّه   بدالى

***

ويقول بيرم التونسى : 

قريت و ملّيت  كفاية / خُوف السقوط والبطالة 

وكل ما  ازْداد   قراية / بالدنيا   أزداد   جَهالة 

***

ويقول أحمد محمد القوصى :

اللى جفانا جَفيناه / وتركْناه من القلب واصِل 

 قدَح المحبّة كَفِيناه / ولو مال  جُوّه  حواصِل

***

ويقول حسين زوط:

إن لَعَق الدّنِى إنَا كَبّناه/  حديث   أئمة   تلاتة 

لو  يعلم ادم  انّك  ابناه / لَطلّق  حَوّا   بالتلاتة

***

ويقول الشيخ السّقَلّى :

فى وصْف اللئيمين  لادم /  وكل الخلايق  لها  رب 

إبليس ما رْضيش يسجد لآدم/ شاف صورتك فر هارب 

*****

                                                 ( يتبع 👈)


             الشاعر  / عبد الستار سليم

                ناقد وباحث فى التراث



          متابعة الشاعرة / همت مصطفى 

    المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم 

تعليقات

المشاركات الشائعة