أضواء كاشفة .. الحلقة السادسة والخمسين

 


كتبت - زهره مصطفى 

مازلنا نتابع اجمل ما كتب عن فن الواو  


                    ماذا تعرف عن 

                "فن الواو"

                   ………

سنسوق بعض ما قاله الأقدمون ، دون التعرض للقيمة الفنية لما قالوه …

يقول ابن عروس

(النّدْل ميّت وهُوْ حيّ / ولا حَدّ يحسُب حسابُه 

 وهوّ  كالترمُس  النّيّ / حضورُه يشبه غيابُه )

***

(لا بدّ  من  يوم   معلوم/   تِتْردّ   فيه    المظالم 

أبيض   على كل  مظلوم/ أسود  على كل  ظالم )

***

يقول عبد الله لهلبها الإسناوى :

(ياللى هواكِى هَوَسْنَا/  ما نَفَعْنَا طِبّا وْ حَجَايب 

فَـكّـر علينا هوَى اسْنَا / وساكِنات   الحجايب )

***

يقول ميلاد واصف :

الـحُرّ بات ع الحديدة  / بعد الغِنَى صار فى حاجة

وعْيونُه كانت حديدة / أصبح ما بيْشُوفْش حاجة 

***

و زوجة "على النابى" كانت تجيد قول هذا الفن ، وكانت هى وزوجها على النابى يتباريان فى قول هذا الفن ، يقول على النابى مخاطبا زوجته - وهو على فراش المرض -

(إنْ كان رقادِى تَعَبْـكِى/ وسْراج النّيَا  بات  قايِد 

هاتى حِبابِك  تعا ابْكِى / على  طريح   الوسايد)

***

فتردّ عليه زوجته بحسرة : 

(والله الرقاد ما تَعَبْنى/ يابو العِمِيمَة النّضيفة

لكنّى با   هِدّ  وابْنِى / وِلْدَك ما هُوّاش خليفة ) 

***

وهى تقصد أنه ما هُوّاش خليفة فى قول فن الواو.!

ويقول الحاج فرج السيّد فرج ( أبو فرّاج ) :

(الواو    تلاحين  كمَنْجَة  /  يكهْرب الفكْر ماسُه 

وادى ابن عروس كمان جَه/ وجاد  بدُرّه  وماسُه )

***

ويقول حسن الفرشوطى :

(مالُه   الهَوَى  زاد وَسْمِى/  من يوم بعادْهُم بدالى 

 سَمّتْ  ولَـدْها على اسْمى/ خايف    تِحِبّه  بدالى)

***

ويقول بيرم التونسى : 

(قريت و ملّيت كفاية / خُوف السقوط والبطالة 

وكل ما  ازْداد   قراية / بالدنيا   أزداد   جَهالة )

***

ويقول أحمد محمد القوصى :

(اللى جفانا جَفيناه / وتركْناه من القلب واصِل 

 قدَح المحبّة كَفِيناه / ولو مال  جُوّه  حواصِل)

***

ويقول حسين زوط :

(إن لَعَق الدّنِى إنَا كَبّناه/  حديث   أئمة   تلاتة 

لو  يعلم ادم  انّك  ابناه / لَطلّق  حَوّا    بالتلاتة)

***

ويقول الشيخ السّقَلّى :

فى وصْف اللئيمين  لادم /  وكل الخلايق لها رب 

إبليس ما رْضيش يسجد لآدم / شاف صورتك فر هارب 

***** 

سأل سائل ، هل "فن النميم" هو "فن الواو" ؟ وإن لم يكن ، فما علاقة كل منهما بالآخر ؟ 

وفى البداية نقول إن "فن النميم" و"فن الواو" أولاد عمّ - إذا جاز التعبير - لسببين بارزين، الأول لأنهما من عائلة التربيع (عائلة التربيع مصطلح أطلقتُه على كل الفنون المصاغة على قالب المربع، ومنها المربع الزجلى، والموال الرباعى ، والدوبيت ،والرباعية ، والواو ، والنميم، والقوما، والكان وكان، والعدودة فى أحد أشكالها... هذا بخلاف الفنون التربيعية غير المصرية مثل الدوباى السودانى  والعتابَا والميجنَا، فى بلاد الشام والعراق وفلسطين )  والسبب الثانى أنهما أبنان لمنطقة جغرافية واحدة ، وهى منطقة الصعيد الجوانى، إذ أنّ "فن الواو" ابن منطقة قنا، وفن النميم ابن منطقة أسوان ، وهما منطقتان متلاصقتان مكانيّا، ولكن فن النميم أقرب إلى فن الدوبيت منه إلى فن الواو، من حيث طريقة التقفية، فكلاهما (الدوبيت والنميم) يتفقان فى أن الأغصان أى الأشطار الأربعة متفقة القافية، فى حين أن "فن الواو" ليس كذلك، ولكن لا بدّ أن نذكر أن "فن الدوبيت" هو من الفنون القولية الفصيحة - حسب تقسيم كتاب (العاطل الحالى والمُرْخَص الغالى) لصاحبه الشاعر العراقى صفىّ الدين الحِلّى - والتى يداخلُها التحريف أحياناً، ونسوق بعض النماذج لهذه الفنون حتى يتسنّى للسائل أن يرى هذه الفروق التى تحدثنا عنها، فمثلاً فن الدوبيت منه القولة ذات الأشطار الأربعة متحدة القافية والتى نَصّها :

يا غُصنَ  نَقَا  مكلّلًا    بالذهبِ

أفديك من الرّدَى   بأمّى   وأبى

إن كنتُ أسأتُ في هواكم أدبى

فالعِصْمةُ  لا  تكون إلاّ     لنبى

***

الغُصنُ  إذا رآك  مُقبِل ْ  سجدا 

 والعينُ إذا رأتْـك تخشَى الرّمدا 

 يا مَن  بوصاله  يداوى   الكَبِدا 

 ما  تفعلُه اليومَ   ستلقاهُ   غدا

*** 

نلاحظ هنا أن القولة الأولى ، تتبع شعر الفصحى 

، أما القولة الثانية فإن غصنها الأول داخَلَه التحريف ، بتسكين كلمة (مقبلْ) فأخرجه عن دائرة الفصحى …!

*****

                                                   ( يتبع 👈)



                الشاعر / عبد الستار سليم 

                  ناقد وباحث فى التراث 

           متابعة الشاعرة  / همت مصطفى 

     المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم 

تعليقات

المشاركات الشائعة