أضواء كاشفة .. الحلقة التاسعة والثلاثين

 


كتبت - زهره مصطفى 

يحلو الحرف مع الموسيقى .. عندما تندمج صور حياتنا فى مدخل الموال. ..  


                        ماذا تعرف عن 

                   فن الواو

                    ………


فن الواو عندما ابتدعوه كان من  ضمن استخدامه هو الاستشهاد به فى المواقف الحياتية ، كاستخدام المثل السائر، مثل القولة 

عيب الدهب فُصّ ونْحاس/وعيب الخيول الحرانة 

وعيب القبيلة من الراس / وعيب الفتى من لسانَه

فهنا كل شطر يصلح بمفرده كنثل سائر 

 يتمو الاستشهاد به فى الموقف الحياتى المناسب 

وأيضا مثل القولة التى تُنسب لابن عروس والتى 

تقول :

النّدْل ميّت وهوْ  حىّ / ولا  حدّ    يحسِب حسابُه 

 وهوّ   كالترْمُس النّىّ   /  حضورُه   يشبِه   غيابُه 

                               ***

والملحوظ فى هذه القولة  أن لفظ " هو" - ضمير الغائب - نُطِق بنطقين مختلفين ، مرّة بتسكين " حرف الواو" وذلك فى الشطر الأول ، وفى المرة الثانية بتشديد"حرف الواو  المفتوح "، وهذاالنطق ضرورى جدّا لاستقامة موسيقى الشعر ، وضبط الإيقاع فى القولة ، وأيضا فى القولة هذه فتلك الملحوظة لا تُدرك إلا لِمَن سمع نطق القوّال حين ينطقها هكذا ، فى وسط جمهور هذا الفن الذى تربى على اختلاف أشكال النطق هذه ، وجمهور المستمعين هؤلاء لا يستغربون مثل هذه المفارقات حتى ولو لم يكونوا يدركون أنها متعلّقة باستقامة الوزن الشعرى ، كذلك نسوق مثالا آخر ، متعلقا بـحركة تشكيل " واو العطف " ، يقول كاتب هذه السطور فى مربع له :

 فَرّقْت هَمّى على الناس /  مِن مسلمينِ  و نَصارَى 

لا اللى فاكِرْنى ولاالناس/ شاف لى فى هَمّى بَصارَة

***

هنا نلاحظ أن " واو العطف" ساكنة  ، ولو نُطِقت متحرّكة لاختلّ الوزن ، وتَبَع ذلك تحريك حرف النون من كلمة "مسلمين " بالكسر ، وهو ما يتمّ فى اللغة عادة عندما يلتقى ساكنان ، كما ورد فى التنزيل العزيز 

(( ألهاكمُ التّكاثر# حتى زرتمُ الْمقابر )) هنا تحرك " حرف الميم"

بالضمّ فى كلا الآيتين الكريمتين ، بسبب 

التقاء الساكنين …!

                    *****

                                               ( يتبع 👈 )



              الشاعر / عبد الستار سليم

                ناقد وباحث فى التراث

         متابعة الشاعرة  / همت مصطفى 

   المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم 

تعليقات

المشاركات الشائعة