الخطة المصرية لإدارة أعمال القتال

 


كتب - جمال النجار 

       حدث فى أكتوبر 1973 ( 6 ) 

الخطة المصرية لإدارة أعمال القتال

          ( كل سنه وانت طيبه يامصر )

فى يوم 5 أكتوبر 1973 أصدر الرئيس السادات بوصفه رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة توجيه استراتيجي يحدد فيه المهمة التى يكلف القوات المسلحة المصرية بتنفيذها وجاء فيه

بناء على التوجيه السياسي والعسكري الصادر لكم منى فى أول أكتوبر 1973 وبناء على الظروف المحيطة بالموقف السياسي الاستراتيجي قررت تكليف القوات المسلحة بتنفيذ المهام الإستراتيجية الآتية 

1- إزالة الجمود العسكري الحالي بكسر وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم 6 أكتوبر 1973 

2- تكبيد العدو اكبر خسائر ممكنة فى الأفراد والأسلحة والمعدات 

3- العمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطور إمكانيات وقدرات القوات المسلحة وأعمال سير القتال

4- تنفذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية

(انتهى ما جاء بتوجيه القائد الأعلى للقوات المسلحة والذى تم وضع الخطة المصرية لتنفيذه من قبل ويجب أن نلاحظ الآتي

لم يتم تكليف القوات المسلحة بتحرير كل سيناء

 بل بكسر جمود وقف إطلاق النار وتحرير جزء من الأرض 

يتوقف على قدرات وإمكانيات القوات المسلحة وأعمال سير القتال 

بهدف إيجاد حل سياسي يتيح تحرير سيناء وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية 

كما جاء بالتوجيه السياسي لرئيس الجمهورية الصادر فى أول أكتوبر )

ولتنفيذ هذا الهدف كان قد تم وضع الخطة المصرية كالآتي

الخطة بدر 

تنفذ على مرحلتين 

المرحلة الأولى 

يتم اقتحام قناة السويس بخمس فرق مشاه مدعمة بقوة حوالى 120 ألف مقاتل 

 لتحرير مساحة من الأرض بعمق 10 _ 12 كيلو متر ثم التمسك بالأرض وصد هجمات العدو وتكبيده اكبر خسائر ممكنه 

مع الاستعداد الدائم لتدمير اى قوات إسرائيليه تعبر إلى غرب القناة وتخصيص القوات الكافية لتنفيذ هذه المهمة وتدريبها على ذلك وتجهيز الأرض غرب القناة هندسيا لذلك 

( برص حقول الألغام وأقامه المونع الصناعية وتحديد الموانع الطبيعية وأسلوب استخدامها ) 

المرحلة الثانية

بعد وقفة تعبوية أو بدون وبناء على سير اعمل القتال وإمكانيات القوات المسلحة

 يتم دفع اثنين فرقة مدرعة مصرية من غرب القناة 

لتقوم بالتعاون مع فرق المشاة الخمس بالتقدم نحو الشرق للاستيلاء على خط المداخل الشرقية للمضايق الجبلية بعمق حوالى 80 كيلو متر فى عمق سيناء

كانت هذه هى الخطة المصرية التى وضعها العبقري 

الفريق / سعد الدين الشاذلي ( رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية )

 واللواء /  محمد عبد الغنى الجمسى ( رئيس هيئه العمليات )

ورجالهما 

أؤكد أن هذه الخطة لم تكن تهدف إلى تحرير كل سيناء بل مجرد جزء من الأرض ثم استثمار النصر العسكري للحصول على حل سياسي مشرف

أؤكد 

المرحلة الأولى من الخطة المصرية  كانت تتوقع عبور اسرائيلى إلى غرب القناة وتم تخصيص جزء من القوات المصرية للقضاء عليه وتدريبها على تنفيذ تلك المهمة وتجهيز الأرض هندسيا لذلك 

أؤكد

 أن المرحلة الثانية من الخطة والتى تتضمن تطوير الهجوم تم ربطها بشرطين أساسيين هما

 تطور أعمال سير القتال 

وإمكانيات القوات المسلحة المصرية وقدرتها على تنفيذها 

تشكيل القوات المصرية لتنفيذ الخطة ( بدر )

ولتنفيذ هذه الخطة المصرية تم تشكيل الجيش المصرى فى جيشين وقطاع ومنطقه عسكريه  

قطاع بورسعيد

 فى أقصى الشمال ويتبعه عناصر من الدفاع الجوى والقوات البحرية وقوات الصاعقة 

الجيش الثانى الميدانى

فى النسق الأول منه ( فى الأمام وهى القوات المكفله بالعبور لتنفيذ الجزء الأول من الخطة فى الشرق )

ويتكون من الفرقة ( 18 مشاه ) فى مواجهه مدينه القنطرة شرق

الفرقة ( 2 مشاه ) فى منطقه الفردان

الفرقة ( 16 مشاه ) فى الاسماعيليه 

فى النسق الثانى ( فى الخلف وهى القوات المكلفة فى المرحلة الأولى بالقضاء على اى عبور اسرائيلى إلى غرب القناة وفى المرحلة الثانية تعبر لتشارك قوات النسق الأول فى تطوير الهجوم )

الفرقة ( 21 المدرعة )

الفرقة ( 23 مشاه ميكانيكى )

الجيش الثالث 

فى النسق الأول منه ( فى الأمام وهى القوات المكلفة بالعبور لتنفيذ الجزء الأول من الخطة بالشرق )

الفرقة ( 7 مشاه ) فى منطقه كسفريت 

الفرقة ( 19 مشاه ) فى السويس 

فى النسق الثانى ( فى الخلف وهى القوات المكلفة فى المرحلة الأولى بالقضاء على اى عبور اسرائيلى إلى غرب القناة وفى المرحلة الثانية تعبر وتشارك قوات النسق الأول فى تطوير الهجوم )

الفرقة ( 4 المدرعة )

الفرقة ( 6 مشاه ميكانيكى )

منطقه البحر الأحمر العسكرية 

ويتبعها ( اللواء الأول مشاه ميكانيكى ) وتم تكليفه بمهمة العبور فى المرحلة الأولى من معابر الفرقة 19 مشاه فى قطاع الجيش الثالث ليتجه جنوبا لتحرير منطقه رأس سدر بجنوب سيناء 

عناصر من الدفاع الجوى والبحرية والصاعقة 

احتياطى القيادة العامة 

الفرقة ( 3 مشاه ميكانيكى )

واثنين لواء مدرع تابعين للحرس الجمهورى 

وقوات الصاعقة والمظلات ( تم تكليف جزء منها بمهمة عرقله وصول الفرق المدرعة الاسرائيليه إلى الجبهة )

العوامل التى أثرت على المخطط المصرى وهو يضع خطته 

وجود الولايات المتحدة الامريكيه بكل قوتها كداعم قوى لإسرائيل ( اتضح من سير اعمل القتال أن أمريكا لم تكن مجرد داعم قوى لإسرائيل بل شاركت معها بكل إمكانياتها وقدراتها العسكرية القتال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ومن أول يوم لبداية المعركة كما سنوضح فى يوميات المعركة  )

التفوق الاسرائيلى الساحق فى القوه العسكرية كما وكيفا ( فقد خاضت مصر حرب أكتوبر فى ظل تفوق عسكرى اسرائيلى ساحق وهو ما كان يجعل النصر لمصر شيئا مستحيلا ولكن المصريين قهروا المستحيل وانتصروا )

قوه ومناعة تحصينات خط بارليف الاسرائيلى 

عدم توافر دفاع جوى متحرك يرافق القوات البرية المصرية  لتوفير الحماية لها من الطيران الاسرائيلى وعدم قدره الطيران المصرى على توفير تلك الحماية نظرا للفارق الكبير فى القوه بين مصر وإسرائيل

عدم قدره الدبابات المصرية على الدخول فى معارك دبابات تصادميه كبيره فى مواجهه الدبابات الاسرائيليه الأحدث والأقوى

عدم وجود شبكه طرق فى سيناء تمكن القوات المصرية من المناورة والتحرك بسرعة ( فالخمس فرق مشاه المصرية التى ستعبر هى فرق مشاه محمله على عربات ذات عجل لا يمكنها التحرك خارج الطرق الاسفلت وهو ما يعنى أن تحركها سيكون مرتبطا بالاسفلت مما يفقدها القدرة على المناورة والتحرك السريع نظرا للتكدس الكبير للعربات وستكون هدف دسم للطيران الاسرائيلى وهى بدون حماية من الدفاع الجوى . وقد أقامت إسرائيل شبكه الطرق لتخدم على خطتها العسكرية وتساهم فى أعاقه اى خطه مصريه للهجوم على سيناء طبقا لإمكانيات الجيش المصرى التى كانت إسرائيل تعرفها ) 

والآن ننتقل إلى الخطة الإسرائيلية لإدارة الصراع وكانت أيضا تنقسم إلى مرحلتين

المرحلة الأولى

وسميت شوفاخ يونيم ( برج الحمام )

باكتشاف نوايا القوات المصرية للهجوم أو بمبادرة من إسرائيل يتم سحق وتدمير القوات المصرية بواسطة الطيران الاسرائيلى وقوات خط بارليف 

وأثناء عبور القوات المصرية يتم إشعال قناة السويس بالنابالم للقضاء على القوات المصرية وإذا نجحت اى قوات فى العبور يتم القضاء عليها بواسطة الدبابات الإسرائيلية التى ستندفع لتحتل المصاطب المخصصة لها على الساتر الترابى لتشارك فى القضاء على اى قوات مصريه تحاول العبور  

المرحلة الثانية

وسميت يد برازيل ( القلب الشجاع )

بعد القضاء على القوات المصرية شرق القناة تماما تقوم ثلاثة فرق مدرعة إسرائيلية بقوة حوالى ألف دبابة بعبور قناة السويس على الكباري المصرية التى تم الاستيلاء عليها أو على كباري إسرائيلية يتم إنشاءها فى منطقتي الدفرسوار والفردان 

وبمساعدة قوات خط بارليف والطيران تقوم هذه الفرق باستكمال تدمير القوات المصرية غرب قناة السويس واحتلال مدن القناة الثلاثة ( بورسعيد والإسماعيلية والسويس ) والاستيلاء على مساحة من الأرض بعمق 30 – 40 كيلو متر من القناة وتأمينها بإنشاء خندق صناعي وساتر ترابي استعدادا لإعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية لصالح إسرائيل كخطوة فى اتجاه إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل للفرات 

أؤكد

كان هدف الخطة الإسرائيلية التى دخلت إسرائيل الحرب لتنفيذها هو

 تدمير الجيش المصرى والقضاء عليه

 وعبور قناة السويس واحتلال مدن القناة الثلاثة وشريحة كبيرة من ارض مصر لإعادة فتح قناة السويس لصالح إسرائيل

أؤكد 

القضاء على استعداد القوات المصرية للعبور والقضاء على اى قوات مصريه تعبر قناة السويس كان مهمة قوات خط بارليف 

بينما المهمة الاساسيه للثلاث فرق المدرعة هو عبور قناة السويس واستكمال تدمير الجيش المصرى غرب قناة السويس بمساعده الطيران وقوات خط بارليف واحتلال مدن القناة الثلاثة ( بورسعيد والاسماعيليه والسويس ) وشريط من الأرض بطول القناة ( 170 كيلو متر ) وبعمق من ثلاثين لأربعين كيلو متر وأقامه خندق صناعى وساتر ترابى لتأمين أعاده فتح قناة السويس للملاحة الدولية لصالح إسرائيل كخطوه جديدة نحو إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات

أؤكد 

أن عبور القوات الاسرائيليه إلى غرب القناة كان مرتبط بشرط اساسى طبقا للخطة الاسرائيليه وهو القضاء على كل القوات المصرية التى قد تنجح فى عبور القناة قبل عبور اى قوات إسرائيليه إلى غرب القناة 

تشكيل القوات الاسرائيليه لتنفيذ تلك الخطة

لتنفيذ هذه الخطة تم تشكيل القوات الاسرائيليه 

777 طائره قتال متنوعة منها 457 طائره مقاتله ومقاتله قاذفه ( وهى الأقوى والأحدث فى العالم )

قوات خط بارليف 

ويتبعها لواء مشاه خاص ( لواء مشاه القدس واغلب ضباطه وجنوده ممن يجيدون التحدث بالعربية وجزء كبير منهم من أصول عربيه ) ويحتل حصون خط بارليف 

ثلاث كتائب دبابات ( بقوه حوالى 130دبابه ) على مسافة خمسه كيلو مترات من القناة

ثلاثة لواء مدرع ( بقوه حوالى 300 دبابة و100 عربه مدرعة ) على مسافة 30 كيلو متر 

6 كتيبه ناحال ( حرس حدود )

45 كتيبه مدفعيه ميدان بعيده المدى وهاونات 

12 كتيبه مدفعيه مضادة للدبابات 

3 كتيبه صواريخ مضادة للدبابات 

كتائب صواريخ ارض ارض 

16 موقع صواريخ هوك مضادة للطائرات  

وكانت مكلفه بتنفيذ الجزء الأول من الخطة الاسرائيليه وهو تدمير اى قوات مصريه تستعد لعبور قناة السويس والقضاء على اى قوات مصريه تعبر القناة ومساعده قوات النسق الثانى ( الثلاث فرق المدرعة ) فى تدمير القوات المصرية غرب القناة 

النسق الثانى 

ثلاث فرق مدرعة ( بقوه 8 لواء مدرع و لواء مظلات واثنين لواء مشاه ميكانيكى ) 

وكانت مكلفه بتنفيذ الجزء الثانى من الخطة

 وهو عبور قناة السويس إلى غرب القناة وتدمير الجيش المصرى بمساعده الطيران الاسرائيلى وقوات خط بارليف

 واحتلال مدن القناة الثلاثة

 وشريط من الأرض بطول قناة السويس 

وعمق من ثلاثين إلى أربعين كيلو متر 

والتمسك به لأعاده فتح قناة السويس للملاحة الدولية لصالح إسرائيل )

وفى الاحتياط 

2 فرقه مدرعة جاهزين للتحرك فورا لتقديم الدعم

العوامل التى أثرت على المخطط الاسرائيلى وهوي ضع خطته

الصورة الذهنية للقادة والضباط والجنود المصريين ( بأنهم مجرد فلاحين جهله وأغبياء لا يجيدون التخطيط العسكرى ولا يجيدون القتال )

 تلك الصورة التى ترسخت داخل القيادة الاسرائيليه وداخل الضباط والجنود الإسرائيليين نتيجة ما حدث فى حرب يونيو 1967 والتى حرص الإعلام الاسرائيلى على ترسيخها 

الثقة المطلقة فى دعم أمريكا لإسرائيل ومساندتها فى المعركة

الثقة المطلقة فى قوه المخابرات الاسرائيليه والتعاون التام للمخابرات الامريكيه بكل إمكانيات أمريكا الجبارة فى مجال الاستطلاع العسكرى وهو يعنى توفر الإنذار لإسرائيل بالنوايا المصرية قبل تنفيذها بفترة كافيه تتيح لإسرائيل الاستعداد 

التفوق الساحق فى القوه العسكرية كما وكيفا لصالح إسرائيل

قوه سلاح الطيران الاسرائيلى وتفوقه الساحق على الطيران المصرى بما يضمن لإسرائيل تحقيق السيادة الجوية ( وليس السيطرة الجوية )على سماء المعركة

قوه وتفوق الدبابات الاسرائيليه فهى الأقوى والأحدث فى العالم وقدرتها على القتال أثناء الحركة والقتال الليلى وهو ما تفتقده الدبابات المصرية القديمة 

قوه ومناعة حصون خطب بارليف وقدرتها على إجهاض اى محاوله مصريه لعبور قناة السويس 

قوه قوات خط بارليف وقدرتها على تدمير اى قوات مصريه تنجح فى عبور قناة السويس

والان

 وبعد اثنين وأربعون  عاما من الحرب يطرح سؤال من الذى انتصر فى معركة أكتوبر 1973 ؟

لنجيب على هذا السؤال نوضح أن المنتصر فى المعركة العسكرية هو من يحقق هدفه من دخولها

اسمحوا لى أن ادع لكم الاستنتاج 

من حقق هدفه من دخول الحرب ؟؟

هل استطاعت مصر استعادة سيناء ؟

أم أن إسرائيل نجحت فى تدمير الجيش المصرى واحتلال مدن القناة وفتح قناة السويس لصالح إسرائيل ؟

انتظر إجابتكم 

نلتقى غدا مع سير أعمال القتال وكيف سار تنفيذ هذه الخطط 




تعليقات

المشاركات الشائعة