أضواء كاشفة .. الحلقة الخامسة والعشرين
كتبت - زهره مصطفى
استكمالا لما سبق من حلقات الفن التراثى فن الواو وحلقة جديدة
ماذا تعرف عن
" فن الواو "
…..
تمّ رصد بعض الظواهر القولية فى نصوص مربعات " فن الواو" ، كالخلل الوزنى - إذ أنّ القوّال كانت تهمّـُه الدلالة أكثر من اهتمامه بالبحر الشعرى - كما نجد عيوب القافية ، و الألفاظ الدخيلة ، التى أتى بها بعض الرواة ، بسبب عوامل لا مفرّ منها فى النقل الشفاهى ، مثل البعد الزمنى بين القوّال الأصلى والراوى ، وكذلك عدم وجود وسيلة تدوين ( بالكتابة أو بأجهزة التسجيل ) ، وكذلك العيب فى السماع ، أى عدم دقة التقاط الأذن لبعض الكلمات ، وكذلك عدم فهم الكلمات ، أو نسيان بعض الكلمات واجتهاد الراوى فى وضع كلمات بديلة ، قد لا تؤدى نفس المدلول المقصود ، وأيضا طول أو قِصَر بعض أشطر المربع من الرواة الذين يتبرّون بشرح المربع أثناء الأداء، فينقل عنهم الرواة الآخرون - ما سمعوه كما هو ، وكأنه من صلب المربع ..!
فنجد مربعا منسوبا إلى " إبن عروس" يقول
(حرامى و عاصى وكدّاب / عاجز هزيل المطايا
و تُبْت و رْجِعْت للباب / هيّا جزيل العطايا )
***
فنلاحظ هنا الخلل الوزنى فى بعض أجزاء المربع ، ثم استخدام لفظ " هيّا " وهو لفظ غير شعبى ، أقصد غير متداول فى اللهجة الشعبية ، فلا يفهم المتلقى العادى مدلولها ، ومن الواضح أن الشطر الرابع هذا ، هو يدعو فيه الحنّان المنّان أن يتقبّل .
وهناك مربع تراثى يقول
(أنا اوْصِف فى زينة الطول / أُمّ يدّ مَلْو السّوارة
عليها خَرْطَة بخَرْطوم / قليل وصْفَها فى العذارَى)
***
فهنا قافية الشطر الأول لامِيّة ، وقافية الشطر الثالث مِيمِيّة ، وهذا يخرج المربع عن نظام التقفية فى
"فن الواو " . . هذا من حيث الوزن والقافية
أيضًا لاحظنا أن القوّال الشعبى حين يُلحِق التنوين بآخر بعض الكلمات ، فهو لا يستخدم إلا "التنوين " بالكسر ، كما فى المربع التراثى الذى يقول
(عِـدٍّ بعيدة مراقيه / أرضُه حجَر سَبْك مونَة
أنزِل على الجِنّ اخاويه / والآف اقَلِّع سنُونَه)
***
وكما فى المربع الذى قاله كاتب هذه السطور َ
كيف ابْقَى عاشِق وصَبّار /دا انا ياما عذّبْت روحى
وزَرَعت فى غْطانى صَبّار / لاجْلٍ مااداوِى جروحى
*****
( يتبع 👈👈)
الشاعر / عبد الستار سليم
ناقد وباحث فى التراث
متابعة الشاعرة / همت مصطفى
المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق