أضواء كاشفة .. الحلقة السادسة والعشرين
كتبت - زهره مصطفى
لا زلنا نتابع حلقات فن الواو .. لا زلنا نستمتع بالثقافة والمعرفة عن فن التراث .. لا زلنا مع الباحث والناقد / عبد الستار سليم
ماذا تعرف عن
" فن الواو"
……
نتابع الظواهر القولية التى تطرأ على الفنون القولية الشفاهية ، أى التى تصل إلينا عن طريق الرواية لا الكتابة والتسجيل ، ومنها عدم مراعة الضبط الإيقاعى
لأن الفنان الشعبى لا تعنيه الصورة الشعرية ، ولا الوزن الشعرى ، بل تعنيه الدلالة أولا ، ثم التقفية ثانيا ، فقد يضع شطرة من موال مكان شطرة -كان قد - نسيها من مربع " فن الواو " ، والدليل على ذلك نجده فى المربع التراثى الذى يقول :
حِزْنُوا الصّبَايا وحَطّوا عا القفا طين
وأصْل الموت مالوش حجازة
مات لبّاس العِبِى و القفاطين
وقال بخاطْرِ ك يا حجازة
***
هذه التشوهات الوزنية ، هى خلل أصاب النصوص القولية نتيجة عوامل عدة منها البعد الزمنى - بين القوّال والراوى - والنقل الشفاهى، وكذلك تصرف الرواة الذين لا يهتمون كثيرا لا بوزن ، ولا يعنيهم معنى متكامل ، أو صورة شعرية ذات ملامح فنية ، بل تهمه الدلالة ، والدلالة فقط ، طالما هى مصاغة فى قالب قولى هو يرتضيه ..!
كذلك هناك ظاهرة أخرى هى ظاهرة إلحاق ال "نون" بآخر الكلمة التى لا يلحقها التنوين بالأصل ، وذلك إما لاستقامة الوزن الشعرى (أي جَبْره) ، أو لأن الجماعة الشعبية المحيطة بالقوّال ( الشاعر ) تنطق هذه الكلمات هكذا ، كما جاء فى المربع التراثى الذى يقول
أمْشِى على الشّوك حَفْيان/واضحك مع اللى جفانى
واصبُر على ظلْم لِـيّام / لمّـَـنْ يتْــعِــدِل زمانى
***
فهنا كلمة (لَمّن ) الواردة فى المربع أصلها ( لمّا ) وهى على نفس وزن ( لمن) ، أى أن هذا النطق ليس بغية استقامة الوزن ، ولكنهم ينطقونها هكذا ، فوردت فى المربع - و كذلك لا يخفى علينا أيضا عدم اتفاق قافية الشطر الثالث "الميميّة" مع قافية الشطر الأول "النونيّة " ، وهذا عيب ثان ، فى مربع واحد .
*****
( يتبع 👈👈)
الشاعر / عبد الستار سليم
ناقد وباحث فى التراث
متابعة الشاعرة/ همت مصطفى
المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق