أضواء كاشفة .. الحلقة الرابعة والعشرون
كتبت - زهره مصطفى
الفن التراثى هو فن شعبى مجتمعى .. حيث ان جميع فئات المجتمع تستمتع بسماعه ..
اضواء كاشفه تنشر سلسلة حلقات عن فن الواو من دراسة للاستاذ / عبد الستار سليم باحث فى التراث
ماذا تعرف عن
فن الواو ؟
……
المربعات هى وعاء للحكمة وتلخيص المعانى الكبيرة ذات الطابع الفلسفى فى الموروث ، ومع ذلك تتسم الصياغة فيها بالبعد عن افتعال الفلسفة وادّعاء الحكمة ، وأما منطق اللغة - أى اقتراب هذه اللغة أو ابتعادها عن الوجدان العام للناس - هو الذى يجعل الناس تلتف حول القوّال( الشاعر ) أو تنفر منه ، فكلما كانت اللغة بسيطة ، اتسعت مساحة جمهور القوّال ، أما الجناس فما هو إلا مشاكلة صوتية تعطى عدة معان ، هذه المعانى التى تصنع حركة صوتية تتمازج فيها الأصوات ، بحيث تتفق الكتابة ، وتختلف المعانى ، ومن ثم تجد الأذن نفسها بين عدة معان تمثلها الأصوات المكونة للكلمة أو الجملة ، وهنا يتدخل عنصر الاختيار لتصل إلى دلالة تتفق مع السياق .. فالشاعر فى "فن الواو" أشبه بالساحر الذى يتلاعب بخيال الحضور، من هنا تأتى صعوبة شكل فن الواو، لأنه يحتاج - من المتلقى - خبرة وممارسة وذائقة صوتية عالية ، تجعله لا يخطئ السمع . . وأما المربع فلا بد أن يكون ملتزما بالبحر الشعرى الخاص بهذا الفن ، و يكون موضوعه قضية كاملة الأطراف وشديدة التركيز ، يحسن سكوت السامع عليه ، مثل المبتدأ والخبر فى الجملة الإسمية ، ولا يحتاج - من حيث المعنى - لمربع سابق عليه ، ولا لمربع لاحق به ، لكى يكتمل معناه . . كل ذلك مع المحافظة على أصالة التراث والموروثات ، بالعودة إلى الينابيع الجمالية ، مع فن قولى شديد الخصوصية ، ومرتبط بالبيئة الصعيدية أكثر من غيرها ..!
ولا بد للألفاظ التى يستخدمها الشاعر من أن تكون من البيئة ، وبسيطة وموحية وعميقة المعنى ، وذات مضمون راق ، مع البعد عن القوافى الباردة والمتكلفة والمصطنعة ، ويكون الشاعر عميق التجربة ، حتى ينجو من ثرثرة السطحية الفجّة ، فشكوى "ابن عروس" من ظلم وقسوة الزمان وغدر الخلّان تتسم بنظرة فلسفية عميقة .
*****
( يتبع 👈👈)
الشاعر / عبد الستار سليم
ناقد وباحث فى التراث
متابعة الشاعرة / همت مصطفى
المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق