أضواء كاشفة .. السادسة والثلاثين

 


كتبت - زهره مصطفى 

حلقة جديدة عن حلقات فن الواو  .. واحد من الفن التراثى .. الذى يتكلم عن خصال عامة الشعب

                 ماذا تعرف عن 

             " فن الواو"

                 ………


الصيغة الأخرى للموّال الرباعى ، هو أن تكون قافية الغصن الثالث حرة ، مثل الذى  أبدعه كاتب هذه 

السطور، ومنه :

ضرَبْت رَمْلِى طِلِع رَمْلِى سَبَع   حوادِيت

أنا اللى عـن سِكّتَك يا حِلْو  لم  حوادِيت 

صاحَبْت صاحِب على بَخْتِى طِلِع خَـوّان 

حتى طريقى  حَوَد  مِنّى  سبَع حوادِيت

                         ***

وضِمْن عائلة التربيع أيضا نذكر " فن الدّوبيت" ،والدوبيت هو بحر شعرى فارسى مغاير للبحور العربية  الخليلية ، موسيقاه أعجبت بعض كبار  شعراء الدولة العباسة ، الذين لهم أصول فارسية ، فصاغوا على وزنه مقطوعات من قالب التربيع  ، وكلمة " دو بيت " مكونة من مقطعين ، " دو " - كلمة بالفارسية معناها العدد اثنان - وتضاف إلى  "بيت " فيصبح معناها " بَـيْتيْن " من الشعر ، ومنه المقطوعة التراثية التى تقول :

يا  غُصْن َ  نَقَا   مُكَلّلًا  بالذّهَبِ

أفْديك  من الرّدَى  بأُمّى  و  أبِى

إن كنتُ أسَأْتُ  فى هواكم أدَبِى

فالعِصْمَةُ   لا تكون  إلاّ    لِنَبِى

                  ***

الغُصْنُ إذا رآك  مُقْبِـلْ   سجدا 

والعِْينُ  إذا رأتْك تَخْشَى الرّمَدَا

يا  مَنْ   بِوصالِه  يداوِى الكَبِدَا 

ما تفعَلُه  اليومَ   ستلْقاهُ    غدَا

                       ***

ونلاحظ أن الغصون الأربعة - فى كل مقطوعة - لها نفس القافية ، (ونُنوّه إلى  أنه  تمّ تلحين هذا الكلام - على القالب الموسيقى للموشّح -  وتعزفه فرقة الموسيقا العربية على أنه موشّح) …!

وللمتخصصين ، فإن التقطيع العروضى - أى الوزن الشعرى- لهذا البحر الشعرى يتكون من  مجموع  التفعيلات الأربع وهى :

(فعْلنْ /٥/٥ ) -(متفاعلن ///٥//٥)-

(فعولن//٥/٥) -(فعِلن///٥)

وكما أسلفنا القول  بأن هذا الوزن الشعرى مستعار من اللغة الفارسية ، وليس وزنًا جديدًا

كما نفيد بأن فن الدوبيت  هو أحد الفنون الثلاثة المُعرَبَة

والتى لا تقبل اللحن ( المقصود بكلمة اللحن أى إهمال الإعراب ) ، من جملة الفنون القولية السبعة التى أشار إليها صفىّ الدين الحُلّى فى كتابه (العاطل الحالى والمرخص الغالى )  

الفنون الثلاثة المُعْرَبَة ، والتى لا تقبل اللحن هى :

الشعر القريض ، والموشّح ، والدّوبيت ، أما 

الفنون الثلاثة الملحونة ، والتى لا تقبل التفصيح هى

الزجل ، و  القُوما ، و   الكان وكان 

وبينهما بَرْزَخ ، أى ما يقبل اللحن والإعراب ، وهو "المُوَاليا" ، أو ما تسمّيه مصر بالمَوّال …!

                       *****

                                              ( يتبع 👈)



               الشاعر / عبد الستار سليم 

                  ناقد وباحث فى التراث

          متابعة الشاعرة / همت مصطفى 

     المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم 

تعليقات

المشاركات الشائعة