أضواء كاشفة .. الحلقة الثالثه والعشرون




كتبت - زهره مصطفى 

استكمالا لسلسلةحلقات فن الواو ضمن الفن التراثى مع الشاعر عبد الستار سليم  وبمتابعة الشاعرة همت مصطفى  واجمل ما قيل فى فن الواو 

                      ماذا تعرف عن
               " فن الواو" 
                  ………

سهولة حفظ  " فن الواو" ، وتداوله ، يكسبانه نوعا من الجماهيرية - إذا جاز التعبير - بشرط أن يخاطب الجماهير بلغتهم  وبفكرهم  وبأسلوبهم ..!
 وتجب الإشارة إلى أن لغة  "ابن عروس " لا تنتمى إلا إلى لغة  الجماعة الشعبية المصرية ، وكذلك كان " أبو بكر بن قزمان " -المولود فى قرطبة بالأندلس - أول زجال يستأثر بإعجاب الناس ، ويقترب من مشاعرهم . . 
يقول الجاحظ ( ليس الشأن فى إيراد المعانى،  وإنما هو  جودة اللفظ و صفاؤه)
 ومن حيث المضمون فإننا لكى نفهم فن جماعة شعبية ، يجب أولا أن نفهم هذه الجماعة الشعبية  صانعة ومبدعة  هذا الفن ،  فلكل أدب بيئته التى لايمكن  فصله عنها ..  ولاينجح من لم يخاطب الناس  بلغتهم  .. من أجل ذلك لم تلق رواجًا بعض مربعات  مما كتب شعراء - على سبيل المثال -  بيرم ، أو أبو فراج ، أو أحمد سليمان حجاب ، أو ميلاد واصف ،   يقول بيرم :

(قريت وملّيت كفاية / خوف السقوط والبطالة 
وكل ما ازداد  قراية / بالدنيا   أزداد  جهالة )
                              ***
و يقول أبو فرّاج  :
( عزفت لك لحن عودى / باللى لتراثنا أمانى
وقلت يا  فرحة   عودى / إليّا   باحلى أمانى )
                                ***

ويقول أحمد سليمان حجاب:
(الخلق سابت  حريمها / ماشيين فى حل الشعور 
دى ناس وربك حريمها / من أى   عقل  و شعور)
                               ***

ويقول ميلاد واصف :
(أكرمت واحد بدارى / طمع فى خيرى العديد
على خسّتُه كم بدارى / بكرة  حا  يشبع عديد )
                               ***

هذا نظم يفتقر إلى الروح ، وإلى رقّة الوجدان ، وإلى الصورة الشعرية  والتكثيف . .  وهو. صار كذلك ، لعدم بذل الجهد المطلوب ، وعدم إعمال الفكر الفنى ، والتقنية اللازمة لصياغة مربع محكم  البناء ، جزل اللفظ ، إذ لا بد " لفن الواو"  من أن يصاغ  فى لغة بسيطة  لكنها عميقة ، وهذا لم يتوفر لتلك المربعات ، لا لشئ إلا لأن الشعراء الذين لم يعيشوا الواقع الصعيدى  - بكل تقشفه وحرّ شمسه ، وطين غيطانه -  أبدعوا إبداعا مصطنعا بعيدا عن ذوق  أهل هذا الفن  و لم يستطيعوا أن يخاطبوهم بلغتهم ..!
وتجب الإشارة إلى أن " فن الواو"- من حيث المعمارالشكلى -لا يستخدم التصريع فى البيت الاستهلالى ( أى اتحاد قافيتى الشطرتين فى البيت الشعرى الأول ، مثلما هو متبع فى القصيدة التقليدية القديمة )  ولا يستخدم  نظام المزدوج
 ( ويقصد بالمزدوج  جعل كل بيت فى القصيدة مُصرّعًا، كما هو الحال فى ألفية ابن مالك الشهيرة ، أو كما هو الحال فى قصيدة  " ذات الأمثال" لأبى العتاهية) . . ! 

                             *****
                                    
                                              (يتبع👈👈 ) 
الشاعر /  عبدالستار سليم
                   ناقد وباحث فى التاريخ 


متابعة الشاعرة/همت مصطفى 
المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم 

                 

تعليقات

المشاركات الشائعة