أضواء كاشفة .. الحلقة الثامنة والعشرين

 


كتبت - زهره مصطفى 

من منا لا يملك الرغبة فى المزيد من المعرفة .. المعرفة بحر لا نهاية له ..  لذا علينا ألا ندع فرصة تضيع تحمل فى طياتها سطور لمزيد من المعرفة .

            ماذا تعرف عن 

                  " فن الواو "

                 ……

كنا نتحدث عن أنواع القوافى - فى فن الواو - من حيث استخدام الجناس التام أو الناقص فى هذه القوافى، ولا بد من أن نشير إلى أنه قد لا يكون هناك جناس أصلا فى هذه القوافى ، وفى الحالة  الأخيرة هذه ، يسمون المربع بالواو المفتوح ، أى سهل الاستيعاب والفهم ، مثل قول ابن عروس :

(النّدْل ميّت وهُوْ حَىّ / ما   حَدّ  يحسِب  حِسابُه

وهُوّ   كالتّرْمُس  النّىّ / حضورُه   يشبْبِه  غِيابُه)

                             ***

هنا نلاحظ أن قافية الشطرين الأولين هى حرف الياء المشدّد فقط ..

والواو المفتوح ليس هو فقط الذى يخلو من الجناسات ، 

 بل قد يكون مشْتملاً على جناس تام أو ناقص ، لكنه ليس به تداخل بين الألفاظ ، وليس هناك تحوير فى بنْية الكلمات ( وهو ما يسمى بـ "لَىّ " أذرع وأعناق الكلمات حتى يحدث الجناس ) كما سنبيّن لاحقًا، ففى المربع الشهيرالمنسوب  لابن عروس ، الذى يقول  :

(لا بدّ  من يومْ معلوم /   تِـتْــرَدّ  فيه  المظالم 

 أبيض على كل مظلوم / أسود على كل ظالم )

                                ***

هنا نلاحظ الجناس الناقص فى قافيتىّ الشطرين الأولين 

بين (معلوم)  و( مظلوم) ، وفى قافيتى الشطرين الأخيرين 

بين ( المظالم ) و ( كل ظالم ) ، وعلى الرغم من وجود هذا الجناس ، لكن القوافى لا تحتاج إلى " تظهير " أو فكّ مغاليقها، على خلاف فن الواو المُغلق ، الذى تتداخل فيه الكلمات ، أو يحدث فيه تغيير لبِنْية الكلمات ، فالمثال على النوع الذى تتداخل فيه الكلمات مثل المربع الذى يقول

 ( وهو من كلمات كاتب هذه السطور ) :

(عينى رأت  سِرْب  غِزْ لان / فيهم  غزالة    شريدَة

والقلب    لمّا    اتْنَغَزْ لان   / شاوَرْ وقاللى شاريدَه)

                                 ***

نلاحظ هنا التداخل فى كل من  الكلمات ( غزلان) و (اتنغزلان)  و (شريدة) و (شاريدة ) ، وخصوصا عندما تُنطق - ولا يخفَى على أحد أن جماليات " فن الواو" هى جماليا شفاهة وليست جماليات كتابة - على حدّ قول مسعود شومان - مثل كل الفنون القولية التى كانوا يسمونها قديما بالملحونة ، والتى نسميها نحن الآن بالفنون الشعبية  

والنوع الذى يحدث فيه لَىّ أذرُع وأعناق الكلمات ، مثل المربع التراثى الذى يقول :

(شَلّـلْتَها    و اتْفَرَدْتان    /  ومِيتا  المقادير   بِيدِى

راحَت عِزْوِتى واتْفَرَدتان / صابر على حُكم سيدى)

                                  ***

والقوافى هى - على الترتيب - (اتفردتان بمعنى اتْفرَد تانى ) و( بيدى بمعنى  بإيدى ) و (اتفردتان ، بمعنى اتفردت أنا، أى أصبحت فردًا وحيدًا )…!  

                           *****

                                             (يتبع 👈👈 )

 

                   الشاعر / عبد الستار سليم 

                    ناقد وباحث فى التراث 

              متابعة الشاعرة  / همت مصطفى 

      المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم 

تعليقات

المشاركات الشائعة