أضواء كاشفة .. الحلقة الحادى والعشرين
كتبت - زهره مصطفى
وتستمر المتابعه الوجدانية مع جمال الفن التراثى
ماذا تعرف عن
" فن الواو "
………
فن الواو يعتنى بالوزن والقافية ، ويتميز بقِصَر الجملة وعمق المعنى وتحلّى القوفى بالجناس التام آو الناقص والذى يولّد المشاركة الوجدانية بين الشاعر - القوّال - والمتلقى ،
كما أنه صالح لاستيعاب القَصّ المَلْحمى ، وهو قالب قولى محدّد الهويّة ، صارم الملامح ، سهل التناول فى الحفظ … وكلها خصائص أسلوبية تتوافق مع البيئة الجنوبية فى صعيد مصر ،
لذلك فإن ملحمة السيرة الهلالية -التى تُقال فى الصعيد الجُوّانى - تمت صياغتها على قالب
" فن الواو " ومنها
ولا عايمة الّا ما تِرْسى / وتيجى بَرّها بالسلامة
تِسْعة و تسعين كُرسى / وقفوا لـ " لُاسْمَر سلامة
***
ومنها ما هو على لسان " الزّناتى خليفة " أحد الأبطال البارزين الذين شاركوا فى الأحداث الأساسية للبناء الدرامى لهذه الملحمة الشعبية المسمّاة بـ "السيرة الهلالية" أو " سيرة بنى هلال" :
أنا الزّناتى ملك الغِروب / آتوا الرجال الهلايل
و حامت النّسْر وغْروب / إوْ أصبح الحِمْل مايل
****
يا عَلّام عَمَلْتك كبير / جِبْتك إمام للوزارة
وانت يا دُوب سبّال على بير / تِمْلا قُلَل للعذارَى
***
كذلك فإن بعض المربعات صارت كالمثل السائر
أى صارت مضرب أمثال ، تصلح للاستشهاد بها فى المواقف الحياتية المشابهة ، ليس لأنها تبنّت مفاهيم بسطاء أهل الريف المصرى من الجنوبيين فحسب ،
بل ربما لأنها لجأت إلى استخدام الشكل البسيط المحكم ، الذى ابتعد - فى كثير من الأحايين - عن جماليات الشعر العربى ، فى بديعها وبيانها ، واستخدام " القفشة " المصرية ، وكذا المبالغة والتكرار الجمالى ، والتورية ، والمقابلة ،،
وقلب الحروف - كلعبة شعبية -
و كما كان الجناس مظهرا من مظاهر الفنون الشعرية الشعبية ، فالناظم كان يعطى الجناس أهمية كبيرة قبل المعنى ، ويبتعد عن ظاهرة " الإيطاء " فى الشعر ،التى سبق الإشارة إليها من قبل - وهى اتفاق كلمتين فى الكتابة والمعنى - …!
*****
(يتبع 👈👈 )
الشاعر / عبد الستار سليم
ناقد وباحث فى التراث
متابعة الشاعرة/ همت مصطفى
المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق