أضواء كاشفة .. الحلقة العشرون
كتبت - زهره مصطفى
فيما سبق تناولت سلسلة أضواء كاشفة عدد من الحلقات مع الباحث فى فن التراث الشعبى الشاعر / عبد الستار سليم لنتعرف اكثر عن جمال هذا النوع من الفن ولازلنا نواصل معكم المعلومة وحلقة جديدة من ..
ماذا تعرف عن
" فن الواو "
………
يقول د. طه حسين
(إن كل أديب لا يستقى مادته وروحه من حياة الشعب فليس أديبا ولا هو بكاتب للأدب) ويكمل د. طه حسين بقوله ( وعلى ذلك فلا بد أن تعرف ما يقول الشعب ، وكيف يعيش ، وكيف يحكى حكاياته وأقاصيصه ) .
ويقال إن هناك خيطا وهميّا بين المستمع والقوّال ، وهذا الرباط ناتج عن أن القوّال يأخذ من الجمهور ويعطيه ، وهذا لأن القوّال والمتلقى شريكان فى صنع هذا الفن ، من جهة ، ومن جهة أخرى وصل الأمر إلى أن جمهور هذا الفن كان لا يهمه كثيرا من القائل ، بل الأهم هو القول نفسه ، ومن أجل ذلك رسخ فى ذهن المتأخرين من الدارسين والنقاد أن هذا الفن هو مجهول القائل .
وأيضا أصبح الكثير منهم ينسبون كثيرا من المربعات التى لا يعلمون قائلها إلى الشاعر
( ابن عروس ) لشهرته الواسعة ..! ،
وكان الجناس مظهرا من مظاهر الفنون الشعرية غير المُعربة ( أى اللهجية أو الشعبية كالموّال و فن الواو ) فالناظم يعطى الجناس أهمية كبرى قبل المعنى ، وكان يرى فى ذلك تعويضا عن بلاغة الشعر القريض - أى الفصيح - وكذلك ليثير قريحة المتلقى أو المستمع ، وليمنع عنه الملل من رتابة الإيقاع ، وهذا ما يجعل المتلقى متنبّها لكل ما يقال ، حتى لا تفوته أية مفردة قد تساعده على فك الجناس التام ، خاصة فى القوافى المقفلة ، بل كان يصل الأمر إلى حدّ أن يبادر المستمع بنطق القافية قبل أن ينطق بها القوّال . .
يقول كاتب هذه السطور :
ماشْية البنيّة بخُلخال / تُخطُر كما فِرْع مايل
عِشْق الصّبايا يابو الخال / عامِلْ فى قلبى . . .
***
وقبل أن ينطق القوال بالقافية ، يصيح جمهور المتلقين بكلمة القافية وهى "عمايل " وهى نفس المفردة التى قصدها الشاعر أو القوّال ..!
*****
(يتبع ) 👈
الشاعر / عبد الستار سليم
ناقد وباحث فى التراث
متابعة الشاعرة /همت مصطفى
المستشار الاعلامى للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق