أضواء كاشفة .. الحلقة العاشرة
كتبت / زهره مصطفى
وتتوالى اللحظات الاكثر من رائعة .. لحظاتنا مليئة بالمعرفة .. لازلنا نتابع حلقات الفن التراثى ..
هيا نتمتع بالقراءة والمعلومه ..
ماذا تعرف عن
" فن الواو "
…………
الأدب يصبح أدبًا لطبيعة البناء ، لا بنوع المضمون ، فالهيكل - لا المضمون - هو الذى يعطى النص المكانة الأدبية المناسبة ، شرط ألا يكون هذا الهيكل فارغا ..
إذ لا بُدّ أن يكون ممتلئًا بمضمون ، فغياب المحتوى الفكرى يؤدى إلى انحطاط المستوى الثقافى عمومًا،
والمباشرة تجهض التجربة وتُبعِد الشاعر عن جوّ تحليق الصور الموحية ، وعدم القدرة على التكثيف الذى هو السّمَة الأساسية للأسلوب فى " فن الواو" ، ولا بد أن نشير إلى أنه قد كانت العرب إنما تفاضل بين الشعراء فى الجودة والحُسن بشرف المعنى وصحّته ، وجزالة اللفظ واستقامته ، وتسلّم السبْق فيه لمن وصف فأصاب ، وشبّه فقارب ، فعلى الشعر أن يكون سليما ونابعا من إحساس داخلى . . وأنا - بصفة شخصية - أميل إلى الشعر الذى يقال بالسليقة ، والذى لا تحسّ فيه بالتكلّف ، وبدْعة التصنّع والحذلقة ، وإضافة الاستعارات والمجازات إلى ماليس يستحق ، كما أننى مع فكرة أن الشاعر يتخذ مادة شعره من تجاربه الخاصة ، وخبراته الوجودية ، كأن يعبر عن آلامه وآماله ، وعن همومه وأشواقه ، و عن أفراحه وأحزانه ، وعن جراحاته المخزونة من أيام الصبا والشباب ،
وكيف كان يستنزف هذه الجراحات جرحا بعد جرح ، وقطرة وراء قطرة ..
ولا بُدّ من أن نشيرإلى أن التجربة لا تُعطَى ولا تُستعار، ولا بُدّ لكل شخص من تجربته هو الشخصية، ولكن الخبرة الفنية هى التى يمكن أن يستفيدها التلميذ من أستاذه ، سواء كان هذا الأستاذ شخصاً أم كتابًا ، كما أن الشاعر يُعدّ شاعرًا لا لأنه فكّر أو أحسّ ، ولكن لأنه عبّر ، فالشاعر الحق هو ليس مبدع أفكار ، وإنما هو مبدع كلمات ، وكل عبقريته تكمن فى اختراع الكلمة والتشكيل اللغوى الخاص . .!
كما أن الشعر يحسُن بجمال قوافيه ، والشعر الجيد ما كان قريب المأخذ، غير متكلف ، خاليا من التعقيد ، مسلمًا إلى تهذيب النفوس . .!
( يتبع 👈 )
الشاعر/ عبد الستار سليم
( ناقد وباحث فى التراث )
متابعة الشاعرة / همت مصطفى المستشار الإعلامي للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق