أضواء كاشفه - الحلقة السابعه
كتبت/ زهره مصطفى
تواصل سلسلة مقالات أضواء كاشفة إلقاء الضوء على الفن التراثى .. فن الواو
ماذا تعرف عن
" فن الواو "
……
( الحلقة السابعة )
……
نستكمل ما بدأناه عن الفرق بين قالبىْ الموال وفن الواو ، فمن حيث القافية هما يستخدمان الجناسات فى القوافى فى أغلب الأحيان …
أما من حيث المضمون ، فإن الموال - بالمعنى المتعارف عليه حاليا - هو أكثر تركيبا ، ويحتاج إلى وقت طويل فى صياغته ، وقد يستوعب التعبير عن الحب ، والشكوى من الزمان والأيام ، ولكنه لا يستوعب الحرب والقتال والنزال ، والتعبير عن الرحيل واختلاف الوجوه ، والأسماء والبلدان ، كفنّ الواو ، ولا يستوعب التدفق الملحمى ، فى حين أن " فن الواو" استطاع ذلك ، ولذا صار هو الشكل الغالب على هلالية الصعيد ( أي السيرة الهلالية التى تقال فى الصعيد )
ولغة المربع هى لعبة عرب الصعيد القولية ، وقيل إنه من الثابت أن سكان قرى جنوب مصر لغتهم اليومية مليئة بالتعابير مكثفة المعانى ، والمحمّلة بأبعد من ألفاظها -
وتلك هى اللغة الشاعرة -
ولغة فن الواو تحتاج إلى وعى كبير بالفن، كما تحتاج إلى إدراك كامل و بصيرة نافذة ، خصوصا وسط جمهور تربّى على المربع ، وأدمن تعاطى تركيباته
الجناسية ، كلعبة قولية فنية شائقة ،
ولغة فن الواو لغة بسيطة ولكنها عميقة ، وهى لذلك توحى بالسهولة ، مما يُطمع فيها غير المتخصصين فى صناعة هذا الفن ، فكثيرا ما تجد تقليدا لهذا الفن العريق، لكن بسطحية فجة ، وبكلمات مباشرة ، أقرب إلى النثر العادى ، بعد تجريده من كل ما يتصل بحياة اللفظ المعيش، فتخرج التجارب ضحلة ، تعرّى الموضوع من كل شاعرية ، وتحوّله إلى عمل أعجف يفتقر للفكر والفن والجمال -
كما قال الأبنودى - و باعتبار أن فن الواو جنسا أدبيا ، فهو ينسحب عليه ما ينسحب على الأجناس الأدبية من الجودة والرداءة ، وتلك هى طبيعة الأمور
*****
( يتبع 👈 )
الشاعر والباحث والناقد عبد الستار سليم
متابعة الشاعرة / همت مصطفى المستشار الإعلامي للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق