اضواء كاشفه .. الحلقة الخامسة عشرة
كتبت - زهره مصطفى
وللجمال عودة ....
ومازلنا نتابع حلقات الفن التراثى الأصيل ...
ماذا تعرف عن
"فن الواو "
………
نعيد فنقول :
إنه نظرًا لأن "فن الواو" هو فن ذو طبيعة خاصة، فهو فن تضرب جذوره فى أعماق التربة المصرية وقد أتى
إلينا عبر أزمنة سحيقة ، لذا فالشاعر لا يكون مجيدا فى هذا الفن ، أى فى كتابة المربع من
"فن الواو" إلا إذا توفر له -على الأقل - شروط ثلاثة ، أولها أن يجيد وزنه العروضى ، و هو وزن بحر المجتث ، أو قريباً منه ( مستفعلن فاعلاتن ) ، وثانيها أن تكون قافيتا الشطرين الأولين متشابهتين ، وقافيتا الشطرين الأخيرين متشابهتين ، وثالثها أن تكون القوافى غير مقحمة وأن يكون الأسلوب قريب الشبه بالجو التراثى - أى تفوح منه رائحة التراث - ويكون له طعم التراث ولونه ، وليس شبيها بأسلوب شعر العامية وتكوينه ، وكذلك يكون بعيدا عن بيان وبديع وتركيب اللغة الفصحى ، إذ أن الفن الشعبى عموما - وفن الواو على وجه الخصوص - لا بد أن يعطى للناس الذى يأخذه منهم - بمعنى أن يردّ إليهم بضاعتهم ، لدرجة أن القوال إذا صمت قبل أن ينطق بالقفلة - أى بالقافية - فإنه سيفاجأ بأن جمهوره يكمل له القافية ، ويفاجأ - أيضا - بأنها هى نفس القافية التى وضعها هو ، وهذا هو ما نقصده بقولنا إن القوافى يجب ألا تكون مقحمة أو دخيلة ، و ألا تكون - فقط - واضحة فى ذهن القوّال ، بل أكاد أقول إن القافية لا تصلح لها إلا هذه الكلمة ، وليس للقوال اختيار آخر ، وإلا فسوف يحدث - فورا - الشرخ والانفصال بين القوال وبين جمهور المتلقين ، ففى المربع التراثى الذى يقول :
طبيب الطبَابا أسَالْمان
والعقل منى جناين
شوف صَقْع طوبة أسالمان
تلَف تَمْرَها و ال……
***
فيهتف جمهور المتلقين فى نفس واحد ، وبصوت عالٍ بكلمة " والجناين " …!
وهى نفس الكلمة التى أرادها القوال ، وهى ليست
- فقط - أرادها القوال ، بل أيضا أرادها تركيب المربع نفسه
*****
( يتبع 👈👈 )
الشاعر / عبد الستار سليم
ناقد وباحث فى التراث
متابعة الشاعرة / همت مصطفى
المستشار الإعلامي للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق