أضواء كاشفة .. الحلقة الثالثة عشر
كتبت - زهره مصطفى
من لقاء إلى لقاء تزداد الافكار وتتعمق المعلومه فى عقولنا ليشع ضوء المعرفة والثقافه ... نستكمل معا الحديث عن فن التراث .
ماذا تعرف عن
" فن الواو"
……
وهناك قولة رباعية ، يطلقون عليها اسم المُواليا ، أو
المُوَال ، والذى اشتهر عند أهل الصناعة فى مصرباسم "المَوّال الرباعى " وهذا الموال جاء إلينا من بغداد بالعراق - إذ ابتدعه زنوج مدينة واسط بالعراق -
ولذا يسمى بالموّال البغدادى ، وهو عبارة عن " قولة " رباعية - أى مقطوعة رباعية - تتحد فيها قوافى الأغصن الأربعة ، وهى لا تصاغ إلا على شكل أشطار ، أى أنصاف أبيات ، ولا تسمى موّالاً إلا إذا كانت موسيقاها أى - تفعيلاتها - من بحر البسيط
(مستفعلن/٥/٥//٥ فاعلن /٥//٥مستفعلن /٥/٥//٥ فعلن /٥/٥ ) .
والموال عدّوه " برزخًا" بين الفنون القولية المُعربة والأخرى الملحونة ، إذ نجد به كلمات معربة ، وأخرى ملحونة ، كما سنضرب لذلك مثلا بالموال الوافد إلينا من بغداد والذى يقول :
طرَقْتُ بابَ الخِبَا قالت من الطارق
فقُلت مفتُون لا ناهِب ولا سارق
تبسّمت لاح لى من ثغرها بارق
رجعْت حيران فى بْحور أدمعى غارق
***
نلاحظ هنا أن الغصنين الأول والثالث معربان
، أما الغصنان الثانى والرابع فملحونان ،
كما أن الغصون كلها متفقة القوافى ،
لكن أهل الصناعة فى مصر لم ترتض هذا اللون المهجّن أو الهجين من القول ولكن عملت بقول صفىّ الدين الحلّى العراقى ، حيث قال إن العامية فى الموال ألْيق و أنْسب ، فصاغت الموال باللهجة العامية دون إدخال الفصحى فى ثناياه ، كما تدخلت فى القافية أيضا ، حيث جعلت قوانفى الغصون الأول والثان والرابع متشابهة
وجعلت قافية الغصن الثالث حرة ، يقول كاتب هذه السطور- على هذه الصيغة - موالا يقول :
بَخْت الخسيس اتْعَدَل لمّا الزمن غلاّه
و رخّص ابن الأصول وفْ قِدرِتُه غلاّه
فرَدْت قِلْعِى عشان ارْحَل خانتْنى الرّيح
و درسْت جُرْنى طِلِع تِبْنُه بلا غلاّه
*****
(يتبع ) 👈
الشاعر / عبد الستار سليم
(ناقد و باحث فى التراث )
متابعة الشاعرة / همت مصطفى المستشار الإعلامي للشاعر عبد الستار سليم
تعليقات
إرسال تعليق