أضواء كاشفة .. الحلقة التاسعه



كتبت / زهره مصطفى                                        
              
ومن جمال لجمال  مع فن الواو  .. متعة القراءة بلا حدود مع عبد الستار سليم  & همت مصطفى 
ماذا تعرف عن
                 "فن الواو "                         ………      

استكمالا
 للحلقة السابقة ، نقول إن أول ما يلفت النظر ويطرق السمع من المربع  هى موسيقى  قوافيه ، التى تظهر  وتسمع من التقفية المزدوجة للأشطر ، وليس تقفية الأبيات فقط -كما هو متبع فو القصيدة التقليدية - فالتقفية  هنا لصدور الأبيات معا، ولأعجار الأبيات معا ، ويأتى ذلك عند الشاعر المتمكن ، سلسالا، منسابا ، بسيطا ، ناصعا ، خاليا من المفردات الضعيفة والدخيلة ، و خاليا من القوافى القلقة والمقحمة ، وتلك هى عبقرية هذا الفن ، ذى الأسلوب الأخاذ  صياغة ً وألفاظًا وتراكيب …
وهو فن لا يستطيعه إلا الذين لهم قدرة فذّة على التجريد ، والذين يمتلكون ثروة لغوية تراثية هائلة - حتى يكون القوّال مجيدا فى هذا الفن - فهو لا يحتمل الترهل أو إقحام ألفاظ غير موحية وذلك لطبيعته الخاصة ، حينئذ يجيء المربع بمثابة ومضة متألقة ، تكمن قيمته فى الاختزال والاختصار ، أى قِلّة الحجم وضخامة التجربة ، وتعدّد الإيحاءات ، ففى المربع
 ( الذى يقول فيه صاحب هذه السطور )
القلب   بحّر   مع النيل 
و عِشِق  ركوب السّفاين 
بيت الحبايب على النيل 
شِبّاكُه  طارح    جناين
***
هنا كلمة ( النيل ) لها مدلولان ، ففى عبارة ( بحّر مع النيل ) أى مع جريان النيل من الجنوب إلى الشمال ، أما 
عبارة ( على النيل ) المقصود بها (على شط النيل) هنا تعدّد الإيحاءات  التى يفتتن بها جمهور فن الواو، الذى تربى على مثل هذه الإيحاءات …
فدقّة التصوير ، وروعة التعبير ، وقدرة الشاعر على التلاعب بالألفاظ ، من حيث تتناسب الكلمات وجناسها، واختلاف معانيها ، وتلاؤم حروفها فى سهولة مخارجها ، حينئذ تعطى أشطارا تجمع بين روعة المعنى ،  وجمال المبنى ، ورصانة الألفاظ
فعَلَى الرغم من وضوح المعانى التى تتضمّنُها أشعار هذا الفن ، فقد استمدّت هذه الأشعار جاذبيتها ، ومقوّمات خلودها من صياغتها الشعرية 

*****
                                                  ( يتبع 👈 )

الشاعر والباحث والناقد عبد الستار سليم

متابعة الشاعرة / همت مصطفى المستشار الإعلامي للشاعر عبد الستار سليم

تعليقات

المشاركات الشائعة