فضــــل العشــر من ذي الحجــــــة

 


كتب _ فايز الصياد عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف 

هل للأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة فضل على غيرها من سائر الأيام ؟ وما هي الأعمال الصالحة التي يستحب الإكثار منها في هذه العشر ؟..

من مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة ، التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام ؛ 

فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي ﷺ قال :

*( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء )* 

 وعنه أيضا ،ً رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال : 

*( ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى . قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع من ذلك بشيء )* 

 فهذه النصوص وغيرها تدلّ على أنّ هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها ، حتى العشر الأواخر من رمضان . ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ، لاشتمالها على ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر .

 فينبغي على المسلم أن يستفتح هذه العشر بتوبة نصوح إلى الله ، عز وجل ، ثم يستكثر من الأعمال الصالحة ، عموما .

*ثم تتأكد عنايته بالأعمال التالية  

 فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة . لأن النبي ﷺ حث على العمل الصالح في أيام العشر ، والصيام من أفضل الأعمال . وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : 

*( قال الله : كل عمل بني آدم له إلا* 

   الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)* 

وقد كان النبي ﷺ يصوم تسع ذي الحجة . 

فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ قالت :

*( كان النبي ﷺ يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر . أول اثنين من الشهر وخميسين )* 

 الإكثار من التحميد  *والتهليل والتكبير  فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر . والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى .

 *ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة* 

 قال الله تعالى :

*( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام )*

 والجمهور على أن الأيام المعلومات 

               هي أيام العشر

 لما ورد عن ابن عباس  رضي الله عنهما : 

*( الأيام المعلومات : أيام العشر )* 

 وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي ﷺ قال : 

*( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )*  

والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولاسيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل

فينبغي الجهر به إحياء للسن وتذكيراً للغافلين 

وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر 

يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع .

 إن إحياء ما اندثر من السنن  أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله ﷺ : 

*( من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً )

 كما أن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرام ، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله ﷺ : 

*( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ).*

تعليقات

المشاركات الشائعة