الاميركى ولفسبرج .. من قرية مصرية إلى واجهة الدبلوماسية الأميركية

 


كتبت _ سجى محمد

الأميركي بول ولفسبرج لم يكن يعلم أنه حينما قرر منذ عشرين عاما أن يعيش مع أسرة مصرية على أطراف الجيزة أن تلك المعايشة ستفيده حاليا في مهمته الرسمية بالقاهرة كدبلوماسي ويتحول إلى واجهة مهمة لوزارة خارجية الولايات المتحدة.

الأميركي بول ولفسبرج الذي تحول اسمه إلى (خالد) بعد معايشته للأسرة المصرية يشغل حاليا منصب القائم بأعمال المتحدث الرسمي للسفارة الأميركية بالقاهرة.

حيث أنه عاش لمدة عام كامل حياة كاملة مع أسرة مصرية في قرية أبو صير بمركز البدرشين في الجيزة جنوبي القاهرة ورغم مرور 20 عاما على تلك التجربة إلا أنه بعد شهور قليلة من توليه منصبه الحالي قرر استعادة ذكرياته مع تلك العائلة وزارها بشكل مفاجئ للتأكيد على أنه لم ينساهم ولم ينس احتضانهم له.
كانت السفارة الأميركية بالقاهرة قد نشرت على صفحتها بموقع فيسبوك مقطع فيديو من زيارة خالد لتلك الأسرة وحقق تفاعلا كبيرا .

أفادت تجربة خالد أو بول في مستقبله المهني وبفضلها أصبح يتقن عمله كدبلوماسي أميركي ينتج المحتوى الموجه للعرب وخاصة المصريين بل وأصبح من أشهر الأجانب الذين يقومون بتجارب معايشة يومية مع المصريين بالشارع ويتم نشرها على المنصات الأميركية وتلقى حفاوة من المتابعين .

لماذا قرر المعيشة مع أسرة مصرية؟

يقول خالد ولفسبرج عن حياته :

- اسمي بول ولفسبرج كما هو مدون في جواز السفر الأميركي ولكني أحب اسمي باللغة العربية وهو خالد .

- قد اخترت أن يكون اسمي العربي خالد لأن حرف P في اسم بول غير موجود باللغة العربية.

- ثم حصلت على الماجستير في الدراسات العربية من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأميركية .

- هنا بدأت في تعلم اللغة العربية منذ 22 عاما في  الأردن حيث كنت أدرس العربية هناك ولكن وقتها لم أكن قادرا على التواصل باللغة العربية فتوجهت إلى مصر للتعمق أكثر في اللغة العربية ولتعلم العامية المصرية .

- عندما جئت إلى مصر عام 2003 نزلت في الشوارع بشكل تلقائي ودون تنسيق مع السفارة الأميركية ولا أي جهة وبحثت عن أسرة لتستضيفني في بيتها.

- لكن استغرقت بعض الوقت حتى وجدت الأسرة التي تقبلت الفكرة لأنها غريبة بعض الشيء عن المجتمع المصري .

- بالفعل كنت أعيش في شقة بالطابق العلوي والأسرة المكونة من 6 أفراد تعيش في الطابق الأرضي وكنت أتناول وجبتي الإفطار والعشاء معهم وأنزل للقاهرة بالنهار لعملي صحفيا في جريدة الأهرام ويكلي وعطلة نهاية الأسبوع كنت أقضيها بالكامل مع هذه الأسرة.

أما عن أفضل الأطعمة المصرية التي أحبها خالد خلال معيشته مع الأسرة المصرية قال : محشي الكرنب هي أكثر وجبة مصرية أحببتها خلال إقامتي مع تلك الأسرة حيث كانت ربة الأسرة أم أحمد تحرص على إعداد هذه الوجبة يوم الجمعة .

كما أوضح أن زوجته عراقية وهي من تحضر له هذه الوجبة حاليا كلما اشتاق إليها مستطردا : معيشتي مع تلك الأسرة أفادتني كثيرا وتعلمت منها بجانب اللغة العربية والعامية المصرية وكذلك التقاليد والقيم العربية والمصرية .

أما عن الفرق بين الحياة في أميركا ومصر قال خالد : على عكس حياتي في الولايات المتحدة ففي مصر أشعر بالدفء والود والتفاعل الكبير من جانب المصريين بالشارع .

يقول بول عن سبب اشتغاله في السلك الدبلوماسي رغم اهتمامه في الأساس بدراسة وتدريس اللغة العربية : حياتي في قرية أبو صير في الجيزة دفعتني للتفكير في العمل بالسلك الدبلوماسي كمهنة مستقبلية لأنني بالفعل كنت أمثل بلدي حيث أنني كنت الأجنبي الوحيد بالقرية والناس هناك كانوا يسألونني عن المجتمع الأميركي والثقافات الغربية .

على الرغم من ذلك لم ألتحق بالعمل في وزارة  الخارجية الأميركية إلا بعد هذه التجربة بعشر سنوات حيث أنني عدت وقتها للولايات المتحدة حصلت على الماجستير في اللغة العربية بجامعة جورج تاون .

ثم قمت بتدريس اللغة العربية في عدة جامعات أميركية وبعدها انتلقت للحياة في الإسكندرية بمصر لمدة عامين حيث عملت على إدارة برنامج للطلاب الأميركيين بحامعة الإسكندرية .

كان عملي الأساسي في السفارة الأميركية بالقاهرة متعلق بخلق محتوى إعلامي باللغة العربية على شبكات التواصل الاجتماعي وحياتي مع الأسرة المصرية هي السبب في معرفتي بطبيعة المجتمع الذي أنتج له هذا المحتوى .
كانت بداية طريقي في إنتاج المحتوى العربي عام 2016 حينما عملت نائبا للقنصل الأميركي بالأردن حيث كنت مسؤولا عن التواصل مع الجمهور وكنت أنتج المحتوى العربي الخاص بالموضوعات القنصلية وكذلك عملت فترة بالسفارة الأميركية في العراق .

لقد حرصت مؤخرا على زيارة هذه الأسرة حينما عدت للقاهرة في وظيفتي الحالية ووجدت أطفال هذه الأسرة صاروا رجالا وسيدات ولديهم أبناء ورب الأسرة أبو أحمد توفي ولكن أم أحمد رحبت بي جدا وأعدت لي طعامي المفضل وكذلك رحب بي بقية أفراد الأسرة .

ختم ولفسبرج حواره عن الدرس المستفاد من تلك التجربة : ما أستطيع تأكيده هو أن التعلم يأتي بالمعايشة ولذلك فأنصح كل أجنبي يرغب في تعلم العربية بالمعايشة والتعايش مع شعب عربي  لأن من عاشر قوما 40 يوما صار منهم وأنا صرت من المصريين.

تعليقات

المشاركات الشائعة