هل يسرق تغير المناخ لون المحيطات ؟

 

كتبت _ منة الشبراوي

تفيد دراسة أميركية حديثة بأن لون الأرض سيتغير بعد 80 عاما بسبب تأثير التغيرات المناخية على ما يعرف بالعوالق النباتية التي تساهم في إعطاء المحيطات والبحار لونها الأزرق .

تقول الدراسة المثيرة للقلق والتي أجراها باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية:  إن المحيطات ستفقد لونها المميز خلال 80 عاما .

فقد وجد الباحثون أن تغير المناخ سيسبّب تغيرات في العوالق النباتية ما يؤثر في لون المحيطات .

قالت ستيفاني دوتكيتش التي أشرفت على الدراسة: إن هذا الاختلاف يمكن أن يكون خطيرا للغاية .

أضافت :  أن تحول مجتمع واحد من العوالق النباتية إلى آخر سيؤدي لتغير الشبكات الغذائية للعديد من الكائنات البحرية .

- تعرف على العوالق النباتية :

يقول الباحث في شؤون المحيطات والبحار بمركز علوم المحيطات في ألمانيا الدكتور عبد الرحمن حسون : إن العوالق النباتية "تشكل غابات مجهرية داخل المحيطات والبحار وهي ذات أنواع وأحجام مختلفة .

وضح الدكتور عبد الرحمن حسون : العوالق النباتية أو الفايتوبلانكتون phytoplankton  هي نباتات دقيقة لا تُرى بالعين المجردة  تتخذ من أسطح المحيطات والأنهار والبحيرات موطنا لها ولا تستوي حياة معظم الكائنات البحرية بدونها إذ إنها تعمل على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون من الهواء كما تعتبر المصدر الأول للغذاء في المحيطات حيث تقبع في أسفل الهرم الغذائي .

أما عن أنواعها قال حسون : أنواع العوالق البحرية كثيرة يعيش بعض منها على مادة السيليكات والتي تبنى من خلاله الصدفة الخاصة بها فيما تعيش أخرى على مواد النيترات أو الفوسفات ومنها صغير الحجم ولا يشاهد بالعين المجردة .

أضاف قائلا :  إن العوالق النباتية البحرية تختلف بطريقة التكوين إلا أنها نباتات مجهرية وتشكل الغابات المائية البحرية التي نراها من خلال الأقمار الاصطناعية ونرمز لها بلون المحيطات وتزينها باللونين الأخضر والأزرق في عملية تُعرف بـ (التمثيل الضوئي) حيث تقوم النباتات بالاستفادة من طاقة ضوء الشمس واستخدامها لتحويل ثاني أوكسيد الكربون والماء إلى مركبات عضوية تَمُد النباتات نفسها بالغذاء وتوفر الأوكسجين الضروري للكائنات البحرية .

- هل تتأثر المحيطات وكيف؟

حسب ما قاله  حسون : فإن العوالق هي الركيزة الأساسية للسلسلة الغذائية البحرية وتغيرها يؤدي إلى آثار مباشرة على الثروات البحرية .

عن ما يتعلق بدورها والتداعيات المترتبة على تغير العوالق قال الدكتور عبد الرحمن حسون :

- قد بدأت التغييرات بالبحار بأنواع الأسماك وهذا يعود إلى تغير السلسلة الغذائية.

- كما تسيطر على المحيطات والبحار منذ حوالي 1000 عام أنواع من العوالق النباتية لا ترى بالعين المجردة تتأثر بشكل كبير بالتغييرات المناخية واتجاه التيارات المائية وهذه العوالق تعكس الضوء بطريقة مختلفة .

- أيضا هناك مناطق معينة لونها أقرب إلى الأخضر ما يعني الإنتاج المرتفع لهذه العوالق وقد يتغير اللون الأخضر فيها ويتحول للأزرق .

- فإن كل الموائل البيئية تتأثر المحيطات بالتغيير المناخي لأسباب مثل النشاطات البشرية التي بدأت مع الثورة الصناعية والتي نتج عنها انبعاثات للغازات الدفيئة ومن ضمنها ثاني أوكسيد الكربون وارتفاع درجات الحرارة في الهواء وكذلك في المحيطات .

- حيث يتحول ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الهواء الى أسيد كربوني ويساهم في تحميض المحيطات أي تحويلها إلى مياه عالية التركيز بالأسيد

- أن من تداعيات التغيير المناخي إلى جانب تحمض المحيطات وارتفاع الحرارة بحسب حسون يؤثر نقص الاوكسيجين بأماكن معينة سلبا على العوالق البحرية.

- كما تعيش الكائنات الحيوانية المجهرية في المياه وتتغذى الأسماك الصغيرة والكبيرة المفترسة على هذه العوالق النباتية، وقد ساهم التغيير المناخي باستبدال نوع وحجم هذه العوالق ما أثر على نوعية الغذاء التي كانت تعيش عليها كائنات بحرية كثيرة.

- هناك بعض الحيتان تأكل العوالق المجهرية وتعيش عليها وكلما تغيرت الظروف المناخية تختفي العوالق.

أشار حسون .. إلى ضرورة الرصد ومراقبة المتغيرات البيئية البحرية على الصعيدين المحلي والعالمي للحد من التغيرات وآثارها على البيئة والكائنات الحية التي تعيش في المحيطات والبحار .