"النار بالنار" .. المخرج يرد على الانتقادات

 


كتبت _ منة الشبراوي

قد أثارت بعض مشاهد مسلسل "النار بالنار" الذي يعرض في رمضان الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان لا سيما مشهد خلع بطلة المسلسل كاريس بشار الحجاب ودعاء أحد أئمة المساجد لمديرة صالة ألعاب القمار ( الميسر ) .

رأى البعض أن المسلسل "أساء إلى الشرع" وإلى التقاليد والعادات ووجهت الاتهامات إلى كل من كاتب المسلسل ومخرجه بتشويه بعض الحقائق.

رد مخرج المسلسل محمد عبد العزيز على الانتقادات في حديث خاص حيث يرى أنه " قدم المَشاهد ذات الأثر ديني في قالب صوفي متسامح جوهره ألا يفرض أحد أفكاره على المجتمع مثل مشهد شيخ المسجد الذي ظهر في إحدى الحلقات وهو يدعو للدكتورة التي تدير مركزا للقمار بالهداية والرحمة والمغفرة ".

يقول  محمد عبد العزيز : هذه الشخصية الدينية تمثل اللبناني المعتدل القادر على احتضان كل الفئات وهذا الجانب ليس جديدا في الدراما وفكرة أن يدعو إمام المسجد لصاحبة بيت القمار بالهداية ليست بجديدة والتراث الإسلامي يزخر بمثل هذه المواقف وأبواب السماء مفتوحة للمخطئين في حال قرروا التوبة .

كما أضاف : من حسنات العمل أنه يغوص في أماكن شائكة غير مسبوقة بالدراما المشتركة وبالتالي من الممكن أن ينتج عن هذا الغوص إعادة طرح الأسئلة حول ما هو محظور .

علق المخرج السوري قائلا : بالنسبة لحجاب البطلة مريم، فالمشهد لا يحرض بجوهره على لبس الحجاب ولا على خلعه وضعنا الشخصية في مواقف صعبة وكان عليها التصرف وفق رؤيتها وإحساسها بالخطر ولا ننسى أن مريم تأتي من بيئة ذات خلفية صوفية منفتحة .

ثم تابع : كان لا بد من ذلك فالشخصية لديها هواجس أمنية من زيها السوري وهذا من الممكن أن يؤدي إلى كشف تزوير أوراقها الثبوتية، أو على الأقل هذا ما تعتقده عندما تسافر خارج بيئتها الدمشقية للمرة الأولى وتدخل لبنان بشكل غير شرعي، أضف لكل ذلك أن زوجها كان محتجزا عند مجموعات متزمتة ومسلحة".

يوضح المخرج في حديثه :
لقد تم تعديل النص على عدة مراحل تحت إشراف الشركة المنتجة ذات التاريخ العريق.

ان الفنانون المحترفون الذين شاركوا بالمسلسل أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز وطوني عيسى وطارق تميم اثروا العمل بملاحظاتهم وخبراتهم وساهموا في بلورة المشروع بقالب جيد.

تم تنفيذ العمل بشراكة حقيقية في مناخ خيمت عليه روح الفريق وبناء على الرؤية الإخراجية التي انتهجتها من اليوم الأول.

قد  انتجت هذه الشراكات رؤية مشترك لصياغة وتعديل النص الذي حاز إعجاب شريحة كبيرة من الجمهور.

وتمت التعديلات والاقتراحات بموافقة الكاتب الذي كان يبدي مرونة كبيرة لكن للأسف الشديد وصلنا في مرحلة ما إلى طريق مسدود.

ثم أُكمل العمل مع فريق الممثلين والشركة المنتجة بفريقها الاحترافي، وبما ارتأيناه لصالح تقديم العمل للجمهور بالشكل الذي تم عرضه.

أيضا  تحدث عبد العزيز إلى دور الفتى "بارود" في المسلسل الذي يلعبه تيم عزيز : "وقع الاختيار عليه بعد اختبارات عدة كان تيم من أفضل الممثلين وأدى الدور بصدق وحرارة".

يضيف المخرج : "أعتقد أن الجمهور يوافقني الرأي بأنه شاب متمكن من خصائص الشخصية خاصة أنه وفي هذه الفئة العمرية قلما نجد فتيانا بهذا الحضور والفهم لأبعاد الشخصية".

قال : "ما يهم بالنسبة لنا قدرته على تأدية الشخصية فهو يملك الجاذبية والذهنية المطلوبة للقيام بالدور".

يعتبر عبد العزيز أن مشهد الهجرة غير الشرعية والهروب عبر البحر بالقارب "كان من أقرب المشاهد إلى قلبي. نفذته بحساسية عالية وأعتقد أنني تمكنت من تصوير آلام شريحة كبيرة من المجتمعين السوري واللبناني مرت بهذه التجربة المرة".

انهى حديثه قائلا : "تطرقنا في المسلسل إلى فشل الرحلة والغرق في البحر والمأساة. قصدت هذا المشهد للتذكير بويلات الحرب في سوريا وبنتائجها".

تعليقات

المشاركات الشائعة