مياه مدينة البندقية .. أين اختفت؟

 


كتبت _ منة الشبراوي

بعد أن تناقلت مواقعُ التواصل الاجتماعي صورا ومقاطعَ مصوَّرة توثق تراجع مياه البحر في بعض دول البحر المتوسط ومياه قنوات مدينة البندقية ما أثار قلقا من تلك الظواهر وهناك من ربطها بآثار زلزال تركيا وسوريا .
* ما هي الأسباب العلمية لهذا الانحسار ؟ أين اختفت مياه مدينة البندقية؟

لقد وثقت صور ومقاطع صادمة جفاف قنواة مدينة البندقية السياحية الشهيرة وهو ما أثار المخاوف من أن تواجه إيطاليا موجة جفاف أخرى خاصة بعد أسابيع من الطقس الشتوي الجاف منذ إعلان حالة الطوارئ في الصيف الماضي وقت أن شهدت جبال الألب أقل من نصف كمية تساقط الثلوج المعتادة وفقًا للعلماء والمجموعات البيئية .
نفس الحال حدث في منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط الذي شهد انحسارا سواء في كل من مصر ولبنان ولو أن العديد من المراقبين ربطوا هذا الانحسار بالزلزال الذي وقع في تركيا وسوريا.

إلا أنه سرعان ما نفى خبراء علوم البحار ذلك الربط وأكدوا أن الانحسار في مياه المتوسط لم تحدث بسبب الزلزال بل حدثت بشكل تدريجي حتى قبل الزلزال لكن بنسب متفاوتة .

لم ينكر علماء البحار أن الانحسار الأخير الواقع يفوق ما هو معتاد في السنوات السابقة .

هناك تفسيرات ودراسات تنافي ما قاله علماء بشأن ذوبان الجليد بالقارة القطبية الذي قد يؤثر على مدن عديدة منها دول البحر المتوسط.

هذه التصريحات كانت مصدر قلق في الآونة الأخيرة وهو ما يثير تساؤلات بشأن أسباب هذه الظاهرة العلمية.

قال أستاذ المُناخ والبيئة الدكتور علي قطب :

= ان ما يحدث في البندقية والبحر المتوسط ظواهر طبيعية تحدث نتيجية للعلاقة الجذبية ما بين القمر والأرض ونسميها بظاهرة المد والجزر وأنحسار المياه وفيضان المياه .

= اختلاف هذه الظواهر من بحر لبحر وأحيانا يصل المد إلى متر ارتفاع والإنحسار يصل إلى متر انخفاض وهكذا.. لكنها أيضا تختلف من عام لآخر.

= ارتبطت بالتغيرات المناخية حيث أن الأمطار التي تسقط فوق هذه المناطق تساعد على مزيد من كميات المياه ولكن هطول الأمطار هذه العام لم يكن عالي الدرجة حيث أننا دائما نتأثر بكتل هوائية في صراع ما بين الكتل الهوائية السيبيرية.
= تأثير الكتل الهوائية السيبيرية وهي كتل جافة على شرق أوروبا ويمتد تأثيرها على مناطق حوض البحر المتوسط وجنوب أوروبا في هذه الحالة تكون الأمطار قليلة وغير كافية للإمتلاء بالنسبة للأنهار.

= ساعد النشاط البشري الإنساني على ظاهرة الاحتباس الحراري ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض مما يزيد من التبخر وبالتالي أيضا له تأثير
لذلك فإن هذه الأسباب هي التي أدت وستؤدي إلى المزيد من انحسار المياه في المناطق.

حيث أن الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا وقع في منطقة يابسة وبالتالي تأثيره محدود جدا على البحار وليس له تأثير على الانحسار والمد في مياه البحار وبالتالي لا توجد أي علاقة بين الزلزال وبما وقع في البحر المتوسط.

حين يحدث الزالزال في البحر مثل ما وقع في إندونيسيا في قاع البحر سيؤدي إلى ارتفاع التيارات البحرية ووصلت فيه ارتفاع الأمواج فيها إلى 15 متر.

أصبح البحر المتوسط شبه مغلق بمعني أن المياه التي تصل البحر أكثرها من مياه أمطار لأن مستوى ارتفاع  البحر المتوسط عن الميحط عالي جدا وبالتالي لا تصل كمية المياه التي تنتج عن ذوبان الجليد في القطب الشمالي ويكزن له تأثير على البحر المتوسط.

إن استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري وما يحدث في الحرب الروسيية الأوكرانية وما بحث في العالم من زيادة التلوث البيئة سيستمر معه ارتفاع درجة حرارة خاصة في أوروبا لأن الظروف الجوية تساعد على ذلك في أوروبا وإفريقيا بعيدا النصف الجنوبي للكرة.

سيكون هناك مزيد من الارتفاع في درجات الحرارة في الصيف القادم وأيضا مزيد من الجفاف على بعض الأنهار نتيجة لما حدث في شتاء هذا العام من عدم هطول أمطار وذوبان بعض المناطق في القطب الجنوبي من الجبال الجليدية.

تعليقات

المشاركات الشائعة