سلامة الفطرة

 


كتب _ فايز الصياد 

وفي ليلة الإسراء والمعراج تأكدت الصفة الأولى لهذا الدين وهي أنه دين الفطرة.

ففي الحديث:

..ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن. فأخذت اللبن فقال: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك

إن سلامة الفطرة لبُّ الإسلام ويستحيل أن تفتح أبواب السماء لرجل فاسد السريرة، عليل القلب.

إن الفطرة الرديئة كالعين الحمئة لا تسيل إلا قذراً وسواداً.

ربما أُخفي هذا السواد الكريه وراء ألوان زاهية،

ومظاهر مزوقة.

بيد أن ما ينطلي على الناس، لا يخدع به رب الناس...!!

ويوم تكون العبادات -نفسها- ستاراً لفطرة فاسدة فإن هذه العبادات الخبيثة، تعتبر أنزل رتبة من المعاصي الفاجرة.

والناس كلما تقدمت بهم الحضارات، أمعنوا في التكلف والمصانعة، وقيدوا أنفسهم بعبادات وتقاليد قاسية.

وأكثر هذه التكلفات حجب تطمس وهج الفطرة

وتعكر نقاوتها وطلاقتها.

وليس أبغض إلى الله من أن تفترى هذه القيود باسم الدين، وأن تترك النفوس في سجونها، مغلولة كئيبة.

*  فرض الصلاة   *

وفي المعراج شرعت الصلوات الخمس، شرعت في السماء لتكون معراجاً يرقى بالناس كلّما تدلت بهم شهوات النفوس وأعراض الدنيا .

والصلوات التي شرع الله غير الصلوات التي يؤديها الآن- كثير من الناس. وعلامة صدق الصلاة أن تعصم صاحبها

من الدنايا،

وأن تخجله من البقاء عليها إن ألم بشيء منها.

فإذا كانت الصلاة-مع تكرارها-لا ترفع صاحبها إلى هذه الدرجة فهي صلاة كاذبة.

الصلاة طهور  كما جاء في السنة، إلا أنها طهور للإنسان الحي، لا للجثة العفنة.

إن التطهير يزيل ما يعلق بالقلب الحي من غبار عارض، والأعراض التي تلحق المرء في الحياة فتصدىء قلبه كثيرة، ومطهراتها أكثر!.

وفي الحديث

"فتنة الرجل في أهله وماله وولده ونفسه وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"

أما أصحاب القلوب الميتة فالصلاة لا تجديهم فتيلا..

ولن يزالوا كذلك حتى تحيا قلوبهم أو يواريها الثرى..

وقد رويت سنن أن رسول الله رأى في هذه الرحلة صوراً شتى لأجزية الصالحين والطالحين.

وتناقلت كتب السيرة رواية هذه الصور الجليلة

على أنها وقعت ليلة الإسراء والمعراج.

والحق أن ذلك كان رؤيا منام في ليلة أخرى

من الليالي المعتادة، كما ثبت ذلك في الصحاح

محمد الغزالى عليه رحمة الله٠٠٠

٠٠٠فقه السيرة٠٠٠

تعليقات

المشاركات الشائعة