الجزائر تقف بالمرصاد "للتاكسي" و "الحمراء"

 


كتبت _ مى ابراهيم

انتشرت بشكل كبير أسماء "الصاروخ" و "التاكسي" و "الزرقاء" و "الحمراء" و هي أسماء لأشهر أنواع الحبوب المهلوسة التي أصبحت تنتشر بشكل خطير بين الشباب والمراهقين في الجزائر في السنوات الأخيرة ما دفع بأعلى السلطات في البلاد للتحرك بقوة لوضع حد لها لهذه الظاهرة ومحاربتها بكل الطرق القانونية والأمنية والتوعوية .
كل هذه الأسماء التي هي في الأصل عبارات عن عقاقير مسكنة من نوع "ترامادول" و "ليريكا" و"سيبتيكس"  أصبحت منتشرة بشكل كبير بين أوساط الشباب خاصة في المدارس والجامعات.

من أجل هذا الغرض صادق مجلس الوزراء الجزائري  يوم الثلاثاء الماضى على مشروع قانون الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية ومنع استعمالهما والاتجار غير المشروع بهما بهدف تحصين المجتمع وخاصة الشباب من هذه الآفة.

أكثر من 10 مليون قرص مهلوس ..

اتخذت هذه الإجراءات بعد تسجيل الجزائر لحصيلة ثقيلة في مجال الاتجار بالمخدرات والحبوب المهلوسة عام 2022 حيث أوقفت مصالح الجيش الوطني الشعبي الجزائري 1600 تاجر مخدرات مع ضبط أزيد من 10 ملايين قرص نهلوس بالإضافة إلى أطنان من الكيف المعالج وعشرات الكلغرامات من الكوكايين.

علق الطبيب الجزائري المختص قراوي بومدين ورئيس الجمعية الجزائرية للإغاثة الإنسانية أن ظاهرة الإدمان تتشابه بجائحة كورونا التي عرفت انتشارا صامتا لفيروس خفي .
يقول قراوي : "لقد أصبحت المدارس تشكل بؤرة الإدمان الأول الخاطئ للأطفال".

حيث وصف الطبيب المختص مشروع القانون الجديد لمكافحة المهلوسان بـ"الإيجابي"  الذي يحتاج لإدراج مواد صارمة تحث على ضرورة الكشف الإجباري على الإدمان لكل تلاميذ المدارس .

قام العديد من جمعيات المجتمع المدني بإطلاق مبادرات للقضاء على ظاهرة الإدمان منها مبادرة "أغثني" التي أطلقتها جمعية الإغاثة لمحاربة الإدمان وذلك عن طريق التركيز على عدة محاور أهمها الرعاية الصحية عن بعد للطفل والشاب المدمن  الذي يرفض أو يخجل من التوجه للمصحات العلاجية .

حثت الجمعية على ضرورة الكشف المبكر وتأهيل الأسر والعائلات على طريقة التعامل مع الأطفال الذين تظهر عليهم علامات الإدمان .

وعن أخطر أنواع الإدمان ..
أحصى خبراء الصحة النفسية في الجزائر  10 أنواع  من الإدمان أخطرها الإدمان على المخدرات والحبوب المهلوسة.

بحسب خبراء الصحة  فإن المدمن ينتقل من مرحلة الضحية إلى مرحلة المريض الذي يحتاج للعلاج والرعاية قبل الوصول إلى المرحلة الأكثر خطورة وهي "المدمن المجرم" .

= اولا الاهتمام .. بداية العلاج

رأى الباحث الجزائري عبدالنور حدار المتخصص في الوقاية من الآفات الإجتماعية والإدمان ضرورة الإهتمام أكثر بالمدمن في المرحلة الأولى .

أوضح الباحث : "المدمن في المرحلة الأولى يحتاج للعلاج الطبي والمرافقة النفسية معاً  قبل أن يسيطر السم على جسمه ويصبح رهينة الأوجاع التي تتسبب فيها الحبوب المهلوسة" .

جاء تفسير خبير الإدمان :  سلوك المدمن العدواني الذي يجعل المدمن يلجئ إلى السرقة أو الاعتداء على الغير بمن فيهم أقرب الناس إليهم من أجل الحصول على المال لشراء الحبوب المهلوسة  بما يلي :
= تبدأ بتحول حاجة المدمن للحبوب المهلوسة من باحث عن النشوة إلى هارب من الأوجاع .

= فى الاصل ان الحبوب المهلوسة  هي عبارة عن مسكنات للألم معدة خصيصا لتسكين آلام بعض الأمراض المستعصية

= بالوقت ومع كثرة استخدامها يفقد المدمن الإحساس باللذة وينشأ لديه إحساس بآلام يشبه الآلام التي يعاني منها مريض السرطان في حال عدم تلقيه للجرعة الكافية من الحبوب المهلوسة .

بدأ القانون الجزائري يتعامل بصرامة مع ظاهرة الإدمان ولا ينظر لحجم الكمية المستهلكة بقدر ما ينظر إلى خطورة الظاهرة التي تتعدد أسبابها .

نصت المادة 18/04 من القانون الجزائري فيعاقب ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ إلى سنتين وغرامة مالية ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ أو ﻳﺠﻮز ﻣﻦ أﺟﻞ الإستهلاك ﻣﺨﺪرات أو ﻣﺆﺛﺮات ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ غير ﻣشروعة .

بدأت ظاهرة انتشارالحبوب المهلوسةفي المجتمع الجزائري عام 2014 مع انتشار ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين
أشارت دراسة ميدانية أجراها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان بإن هناك أكثر من 3 ملايين جزائري منهم 3 بالمئة نساء يستهلكون ويتعاطون المخدرات بما في ذلك الأدوية ذات التأثير العقلي .

يعبر الكاتب العام لجمعية أمواج الخير زيدان جعفر الذي يركز جهوده للتوعية من أخطار الإدمان  أن انتشار الحبوب المهلوسة بين المراهقين أصبحت تشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي ومستقبل الشباب .
رصد  زيدان عدة تحديات تواجه جهود الدولة للقضاء على هذه الظاهرة .

يقول أحد النشطاء : "محاربة الظاهرة تتطلب توفير المزيد من مراكز علاج الإدمان وتوعية الأسر ومراقبة المدارس " .

كما أشار إلى وجود اكتظاظ على مستوى مراكز علاج الإدمان ونقص في الأدوية المستخدمة للعلاج .

تعليقات

المشاركات الشائعة