دواء الفضيحة "عقار السكري" خداع ووفيات بفرنسا

 


كتبت _ زهرة مصطفى

نظرت محكمة الاستئناف في باريس فضيحة عقار ميدياتور من إنتاج مختبرات سيرفييه الفرنسية المتهم بالتسبب بمقتل مئات المرضى حيث يتوقع أن تستمر المحاكمة 6 أشهر .

قد طُرح هذا الدواء المضاد للسكري في الأسواق عام 1976 لكنه كان يوصف كذلك بطريقة خاطئة كقاطع للشهية حتى عام 2009 .

حيث تسبب ميدياتور بآثار جانبية كثيرة لدى آلاف المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية أو رئوية وأفضى أحيانا إلى الوفاة .

هذا العقار تم وصفه لنحو 5 ملايين شخص خلال فترة تسويقه الممتدة على 33 عاما .

أدانت محكمة البداية مختبرات سيرفييه ومسؤولها الثاني فيليب سيتا بتهمة الخداع وإلحاق الإصابات بطريقة غير متعمدة .
بعدها فرضت على المختبرات غرامة قدرها 2.7 مليون يورو وحكم على سيتا بالسجن 4 سنوات مع وقف التنفيذ وبغرامة قدرها 90600 يورو .

أيضا حكم على المجموعة كذلك بدفع أكثر من 183 مليون يورو كعطل وضرر للضحايا .

كما رأت محكمة باريس الجنائية يومها أن مختبرات سيرفييه "كانت تملك اعتبارا من عام 1995 ما يكفي من العناصر لإدراك المخاطر المميتة" المرتبطة بميدياتور .

وقد أدعى أكثر من 7500 طرف بالحق المدني في إطار هذه القضية وسيدلي نحو 50 منهم بإفادتهم أمام المحكمة على مدى 4 أيام نهاية فبراير .

هذه القضية المنظورة أمام المحكمة والتي تنطوي على اتهام بالقتل الخطأ والاحتيال ترفع الغطاء عن صناعة الأدوية الضخمة في فرنسا بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية.

وتواجه شركة "سرفييه" أحد أقوى وأكبر المختبرات الخاصة في فرنسا تهما بالتستر على الآثار الجانبية القاتلة لعقار موصوف على نطاق واسع يسمى "ميدياتور".

قالت الهيئة المنظمة للأدوية في فرنسا إن المختبر "تساهل وفشل في التصرف لمنع الوفيات والإصابات الناجمة عن العقار".

حبوب "ميدياتور" أحد مشتقات الأمفيتامين التي تم تسويقها لمرضى السكري الذين يعانون زيادة الوزن لكنها كانت توصف في كثير من الأحيان للنساء الأصحاء كمثبط للشهية إذا أردن خسارة بضعة كيلوغرامات حتى إن النحيفات والرياضيات كن يتناولنها لتجنب زيادة الوزن .

انتشر بيع العقار إلى نحو 5 ملايين شخص بين عامي 1976 و2009  رغم حقيقة أنه كان يشتبه في التسبب في قصور القلب الرئوي .

ثم كشفت وزارة الصحة أن 500 شخص على الأقل لقوا حتفهم بسبب مشكلة في صمام القلب في فرنسا بسبب التعرض للمكون النشط لميدياتور  لكن تقديرات أخرى من قبل الأطباء قدرت الرقم بأكثر من ألفين فيما يعيش الآلاف من الأشخاص حاليا بمشكلات صحية دائمة بسبب هذه الحبوب .
كما وجدت بعض النساء اللائي بدأن تعاطي الدواء أنهن غير قادرات على صعود السلالم  كما تعرضت أخريات لمشاكل قلبية دائمة تؤثر من حياتهن اليومية بشكل مزمن .

قامت شركة "سرفييه" بدفع حوالي 132 مليون يورو (116 مليون جنيه إسترليني) تعويضات لضحايا الدواء أو ذويهم .

من المنتظر أن المحاكمة ستقرر تحديد  استمرار العقار في السوق لفترة طويلة في فرنسا ويقول المدعون إن مختبر "سرفييه" ضلل المرضى عمدا لعقود من الزمن فيما جنت الشركة ما لا يقل عن مليار يورو من الدواء.

الفضيحة أثيرت في عام 2007 عندما قيم أرين فراشون أخصائي الرئة في مستشفى بريتاني سجلات المرضى وحذر من وجود صلة بين "ميدياتور" وأضرار خطيرة في القلب والرئة .

أيضا نقلت "جارديان" عن فراشون قوله : "نشعر بارتياح تجاه هذه المحكمة وسنرى نهاية فضيحة لا تطاق" واصفا الدواء المزعوم بأنه "سم" .
على الرغم من هذا لم يجر سحب الدواء من السوق في فرنسا حتى عام 2009 أي بعد عامين من دق فراشون ناقوس الخطر وسنوات عديدة أخرى بعد سحبه في إسبانيا وإيطاليا .

أما فى المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة لم يتم التصريح بالدواء مطلقا .

أصبحت محكمة تاريخية

جاء في لائحة الاتهام الفرنسية المؤلفة من 677 صفحة كتب القضاة أن معمل "سيرفييه" أخفى "عن عمد" الخصائص الحقيقية للدواء من سبعينيات القرن الماضي و"ارتكب عملية احتيال طويلة الأجل".

اشعلت الفضيحة لأكثر من عقد من الزمان مما أثار جدلا سياسيا حول تنظيم الأدوية ونفوذ لوبيات شركات العقاقير في فرنسا التي تعد الأكبر في أوروبا.

من المتوقع أن تستغرق المحاكمة التى تشمل 21 مدعى عليهم وأكثر من 2600 مدعي نحو 6 أشهر وستكون واحدة من أطول القضايا في باريس لعقود.

الجدير بالذكر تشبه هذه المحاكمة في إطارها الزمني محاكمة رئيس الشرطة السابق موريس بابون عام 1997 الذي أدين لدوره في إرسال 1700 يهودي إلى معسكرات الموت النازية بين عامي 1942 و1944.

أشارت "سيرفييه" إنها لم تكذب بشأن آثار العلاج وتأمل أن تثبت أنها لم تتعارض مع مصالح المرضى . 

تعليقات

المشاركات الشائعة