أضواء كاشفة - الحلقة الحادية عشر






كتبت / زهره مصطفى 

وتتوالى المعلومات ويبقى للحديث بقية مع الرائعان همت مصطفى & عبد الستار 

            ماذا تعرف عن . .
 
           " فن الواو "
                        ………

لقد أصبح فى حكم الثابت أن من لا قديم له لا جديد له ، ولكل أدب بيئته التى لا يمكن فصله عنها ، وإن من يتجاهل خصوصية الثقافة لإقليم معين يكون كمن أسقط من حسابه روح الإنسان  ونفسه وتاريخه ،  ولم يُبْقِ إلا بدنًا  كالذى يوضع على طاولة التشريح ..!
وكذلك لاينجح من لم يخاطب الناس بلغتهم ، أى باللغة
التقليدية التى أقاموا عليها ، وعرفوا فيها أنفسهم 

وهناك فرق كبير بين لغة الكلام  العادى الذى يرمى إلى نقل الأخبار ، وبين لغة الشعر  التى تصور الفكر ، لأن لغة الشعر يجب ان تكون أقدر على التصوير ، ويبدو أن طريقة تأليفها  وتنسيق ألفاظها  فى العبارة الشعرية  يجعلها تنفرد بذلك ، وافضل الشعر أقدره على استثارة المشاعر، 

ولقد أدرك العرب -  منذ القدم - عمق الارتباط بين الشعر والشعور ، فاشتقوا الاسمين من الفعل " شعر "
والشاعر يقول شعرًا لا كلاما ، والشاعر يوصّل مشاعر لا أفكار ، فالشعر لا يصنع من الأفكار ، ولكن من الكلمات 

إذ أن الشعر هو فن استعمال اللغة ، والشعر أيضا هو ما أطرب ، و هزّ النفوس ، وحرّك الطباع ، ولذا فإن الحكم على جودته يكون بمقدار ما فى مضمونه من قيم ، وما فى صياغته من فن . .

 ولا يظن ظان أن هندسة بناء الشكل تصنع شعرا ، فذاك النظم ، مثلما فى ألفية "ابن مالك" فى النحو . .

 وأنظر إلى البيت الشعرى الذى يقول : 
( كأننا والماءُ من حولنا / قومٌ جلوسٌ حولهم ماءُ ) 
هذا نظم لا شعر ، فاللغة كلمات لا يمكن أن تعبر بمفردها عن بِنْية شعرية ، إلا إذا وضعت فى صياغة أسلوبية  تمكنها من القدرة على التشكيل بالصورة ، والتشكيل بالموروث ، و بالرموز التراثية ،وإلا تصبح الألفاظ كبالونات المراقص  تتقافز  بدون ضابط ، خصوصا حينما يُستخدم اللفظ المثير فقط لأنه مثير .!

                                *****
                                                            ( يتبع ) 👈
                  الشاعر / عبد الستار سليم 
                 ( ناقد وباحث فى التراث)

متابعة الشاعرة /  همت مصطفى المستشار الإعلامي.                    للشاعر عبد الستار سليم

تعليقات

المشاركات الشائعة